الجمعة 2015/01/23

آخر تحديث: 15:33 (بيروت)

القلمون بيد "الدولة الإسلامية".. ومواقع الجيش "مكشوفة"!

الجمعة 2015/01/23
القلمون بيد "الدولة الإسلامية".. ومواقع الجيش "مكشوفة"!
إصابات في صفوف الجيش وداعش بعد مهاجمة الأخير لأحد المراكز العسكرية في رأس بعلبك
increase حجم الخط decrease

عادت المناطق الحدودية المحاذية للأراضي السورية إلى الواجهة مجدداً. وفيما كانت الأنظار تتجه إلى قرى البقاع لمتابعة الخطة الأمنية المزمع تنفيذها لضبط الأوضاع هناك، عادت منذ الصباح إلى جرود رأس بعلبك حيث دارت إشتباكات عنيفة بين مسلّحين من الجانب السوري، والجيش اللبناني، ما أدى إلى سقوط إصابات مباشرة في صفوف الطرفين. وهذه ليست المرّة الأولى التي تشهد فيها تلك المنطقة هذا النوع من الإشتباكات. فقبل حوالى الشهر، كمنت مجموعة مسلّحة لإحدى دوريات الجيش اللبناني، ما أدى إلى مقتل ستة جنود لبنانيين.

جغرافية المنطقة تحتم وجود تماس مباشر بين الجيش والمجموعات المسلّحة،. تلّة الحمرا في جرود رأس بعلبك، تعتبر إمتداداً للجرود الشمالية لبلدة عرسال، وهي محاذية لجرود القلمون السوري، وهي إمتداد لخطّ وادي رافق ووادي حميد. في هذه المنطقة يتنامى نفوذ تنظيم "الدولة الإسلامية"، وتفيد مصادر "المدن" بأن التنظيم يسيطر على الجرود الشمالية لبلدة عرسال، وتحديداً بعد حاجز وادي حميد.

بدأ الإشتباك الساعة السابعة صباحاً، عند موقع جديد استحدثه الجيش بعد الكمين السابق. وتتضارب المعلومات حول سبب وقوع الإشتباك. إذ تشير مصادر إلى أن الجيش أطلق النار بإتجاه المسلحين خلال تنقّلهم ونقلهم للسلاح وبعض المواد التموينية، ما أدى إلى مقتل ثلاثة منهم، وما استدعى منهم الردّ بهجوم على المركز العسكري. ووفق المصادر، فإن المسلحين استطاعوا الدخول إلى الموقع الذي عاد الجيش وسيطر عليه بعد تدخّل الفوج المجوقل.

في المقابل، تشير معلومات أخرى إلى أن سبب الإشتباك هو تقدّم الجيش أكثر فأكثر بإتجاه الجرود للإمساك بزمام الامور هناك.

ولاحقاً، أصدر الجيش اللبناني بياناً أكد فيه تعرّض أحد مواقعه في جرود رأس بعلبك إلى هجوم من مجموعة مسلّحة، وأضاف البيان أن العناصر تصدّت للهجوم بمختلف الأسلحة لتقوم وحدات الجيش في ما بعد بقصف مواقع المسلّحين في الجرود بالأسلحة المناسبة. كما طلبت قيادة الجيش من وسائل الإعلام عدم بث أي معلومات حول الإشتباك، إذ تم بثّ معلومات غير دقيقة تحدّثت تارة عن أسر عسكريين، وتارة أخرى عن فقدان الإتصال بعدد آخر من الجنود. إلّا أن المؤكد هو سقوط سبعة جرحى، نقلوا إلى مستشفيات بعلبك للمعالجة، فيما تشير معلومات إلى سقوط شهيدين من الجيش.

المشكلة الأساسية في هذه المنطقة، بحسب ما تشير مصادر مطّلعة لـ"المدن"، هي أن مواقع الجيش غير محصنة بشكل كاف، وهي تبدو غير متصلة ببعضها البعض، كما هو الحال في عرسال حيث عزز الجيش إجراءاته وأصبحت مواقعه مرتبطة ببعضها البعض وطرق الإمداد والدعم العسكري واللوجستي مؤمنة في ما بينها. وهذا الأمر، بحسب مصادر "المدن"، يسمح للجماعات المسلّحة القيام بعمليات كهذه كلّ فترة، إلّا أن المصادر تؤكد أن الجيش يعزز مواقعه هناك عبر إرسال تعزيزات.

في قراءة لهذا الإشتباك، فهناك من يضعه في إطار ردّ الجماعات المسلّحة على زيارة قائد الجيش العماد جان قهوجي، إلى مواقع متقدمة في جرود عرسال، قبل يومين، حيث قدم الدعم للعسكريين المرابطين على الحدود لحمايتها، وأكد أن الجيش قادر على الإنتصار ومنع أي محاولة تسلّل بإتجاه الأراضي اللبنانية. ولا تشير المعطيات المتوافرة عن السلسلة الشرقية إلى الهدوء المرتقب هناك، خصوصاً أن معلومات "المدن" تفيد بفرض تنظيم "الدولة الإسلامية" سيطرته شبه الكاملة على الجرود القلمونية المتاخمة للمناطق اللبنانية. وهنا، لا تخفي المصادر طموحات "الدولة الإسلامية" التوسعية، ما يعني أن الأوضاع هناك ستبقى عرضة للمزيد من الأعمال الأمنية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها