"سرايا المقاومة".. عقبة الحوار المستمرة

ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري مائدة الإفطار الحوارية، ليل أمس الخميس، بعد ساعات من العاصفة  الحكومية، التي نتجت عن تمسك سلام بعمل الحكومة وإن عارض البعض، ورد البعض بالتهديد بـ"الإنفجار". تحلق من حوله على الطاولة وفدا تيار "المستقبل" و"حزب الله" بالإضافة الى معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل.

من حيث الشكل كانت الجلسة هادئة، ولم تخلُ من المزاح والإشادة بالطعام المقدم، وشكوى عدد من الحاضرين من معاناتهم مع السكري ما يحرمهم التلذذ بما لذّ وطاب من إعداد عين التينة. في الجلسة تهكم أيضاً على ما يبتدعه الأفرقاء المسيحيون في حواراتهم لا سيما مشروع اجراء استطلاع الآراء لمعرفة الشخصية المسيحية الأقوى وصاحبة الأكثر تفضيلاً في الشارع.

التهكم على استطلاع الآراء بالحوار بين "المستقبل" و"حزب الله"، فيما لم يبرد بعد رصاص الاشتباك بين الطرفين الذي اندلع قبل يومين في السعديات والذي أدى الى سقوط جرحى. وتشير مصادر "المدن" الى ان برّي شدد حينها على وجوب الاستمرار بالحوار للحفاظ على الإستقرار لأنه "لولاه  لما كان أحد يعلم الى أين كانت الأمور قد ذهبت"، مؤكداً أن انتهاء الحوار يعني الدخول في النفق المظلم، خصوصاً في ظل الوضع المهترئ الذي تعيشه البلاد نتيجة للتعطيل.

سريعاً عاد المتحاورون، إلى أساس إنشاء طاولة الحوار، وهو تخفيف الاحتقان المذهبي السني – الشيعي، وسط اشتعال الحرائق في المحيط. وتفيد مصادر المجتمعين "المدن" أن وفد "المستقبل" أعاد طرح مسألة "سرايا المقاومة" وسلاحها المنتشر والمتفلت في مختلف المناطق، وتقوم عناصرها بغطاء من الحزب باستفزازات أمنية من شأنها استدراج التوتر وتمنيته، والدليل ما جرى في السعديات، وطالب المستقبل بضرورة سحب هذا السلاح، وضبط كل تحركات عناصر السرايا وصولا الى حلّها.

مجدداً أيضاً، وكما في الجلسات السابقة رفض "حزب الله" المس بسراياه، معتبراً وفق معلومات "المدن" أن هناك بعض التجاوزات، وهو يقوم بمعالجتها فوراً، لكن السرايا لها علاقة بالمقاومة وقوة داعمة لها، أما بشأن ما جرى في السعديات فحمّل الحزب مسؤولية ذلك الى عناصر متطرفة وبعض التابعين لـ"المستقبل"، وبعد تحول النقاش الى سجال تدخل برّي، مشدداً على وجوب ابقاء ما جرى في السعديات عند حدوده، داعياً إلى ضرورة معالجة ذيول أي تداعيات له لأن الوضع لا يحتمل أي اهتزازات.

عدا عن الاهتمامات الأمنية، جرى التطرق خلال الجلسة، التي إمتدت إلى منتصف الليل، الى موضوع العمل الحكومي، وقد كان تأكيد من الجميع على وجوب استمرار الحكومة، والقيام بعملها لأنها المؤسسة الأخيرة التي ما زالت على قيد الحياة، وهنا أكد "حزب الله" انه مع استمرار عمل الحكومة لكنه في المقابل يدعم رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ومطالبه، معتبراً أنه يجب تلبيتها.

على سبيل التهكم أيضاً، الذي طبع الجلسة والإفطار، تشير مصادر مستقبلية لـ"المدن" الى أن الحوار انطلق لتخفيف الاحتقان، والمفارقة أن الجلسة الأولى منه كانت بحضور بري شخصياً على وليمة عشاء، وتعبر المصادر عن خشيتها من أن تكون آخر جلسة للحوار موضوعها الوضع الأمني والتشنج المذهبي، وأيضاً بحضور بري على هذه الوليمة الرمضانية، إلا أنه على الرغم من ذلك فإن الحوار سيعقد جولته الخامسة عشرة بعد عيد الفطر.

وفي ختام الجلسة الرابعة عشرة أصدر المجتمعون بياناً أكدوا فيه على ضرورة اتخاذ الاجراءات اللازمة للحفاظ على السلم الأهلي، كما أكدوا تمسكهم بأهمية هذا الحوار.