جولة مقبل: أفق التعيينات الأمنية مسدود

سلكَ التمديد للقيادات العسكرية طريق زيارات التراضي. بدأ وزير الدفاع سمير مقبل جولة على مختلف القيادات السياسية للبحث في مسألة التعيين، علماً أن الأجواء السياسية والواقعية لا تفيد بإمكانية حصول التعيينات، بسبب الخلافات بين مختلف الأفرقاء، أو لجهة تشبث رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون بتعيين قائد فوج المغاوير العميد شامل روكز قائداً للجيش، وعليه فإن هذا الطريق مسدود.

عملياً الوقت يدهم الجميع المتلهي الآن بأزمة النفايات وإجتياحها لشوراع بيروت، وعشرة أيام فقط تفصل عن تعيين رئيس جديد للأركان في الجيش أو التمديد للواء وليد سلمان، الذي يعتبر مقدمة إما لإنفجار الملف وتالياً الحكومة أو الوصول الى صيغة ترضي الجميع وتمهد لحل ملف إنتهاء ولاية قائد الجيش العماد جان قهوجي في 23 أيلول المقبل، تمديداً أو تعييناً.

عليه، زار مقبل عون في الرابية حيث جرى البحث في كل الخيارات، وبدأ طرحه، وفق مصادر "المدن" بأنه مع التعيين، لأنه ضرورة للحفاظ على إستمرارية المؤسسات لا سيما في السلك العسكري، إذ يحافظ على معنويات الضباط، وهذا ما توافق عليه عون مع ضيفه، لكن مقبل استطرد أن الظروف في البلاد قد لا تؤدي إلى التوافق على تعيين أحد في موقع قيادة الجيش او رئاسة الأركان، وهنا اعتبر عون أنه إلى حين الوصول إليها يتم البحث بها.

وتؤكد مصادر "المدن" أن التمديد لقهوجي ورئيس الأركان والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير محسوم، ومرسومه جاهز، لا سيما بعد توافر أجواء سياسية محلية وإقليمية تدفع بإتجاه التمديد، خصوصاً أن جميع القوى المؤثرة وعلى رأسها فرنسا والولايات المتحدة الأميركية تؤيد التمديد لقائد الجيش في هذه الظروف كون القيادة الحالية وأركانها يمسكون بكامل تفاصيل الملفات في سياق محاربة الإرهاب والحفاظ على الإستقرار وأي خلل في ذلك قد يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه.

بعد لقائه عون، التقى مقبل تباعاً قهوجي ورئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب وليد جنبلاط، للامر نفسه، ليعلن بعد لقائه رئيس الحكومة، إن  زياراته للزعماء السياسيين المعنيين ليست لأخذ أسماء أو طرح اسماء، بل لوضعهم في الجو الحالي الموجود، وكيف يجب أن نتصرف وفق القوانين المرعية الاجراء لنصل إلى نتائج إيجابية، لا أسماء يتم تداولها، ولا سياسيون يطرحون من يريدون دعمه ولا شيء. المؤسسسة العسكرية مؤسسة مستقلة في هذا المجال والذي سيكون موجودا هو الذي يستحق ذلك".

 وإلتقى مقبل في ما بعد رئيس حزب "الكتائب" سامي الجميل، ورئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة ورئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع.

وتقول مصادر مطّلعة لـ"المدن" إن التمديد لا يواجه عقبات من أحد باستثناء عون، ولذلك فإن الزيارة الأساس كانت تلك التي أجراها مقبل إلى الرابية، إذ تضعها المصادر في سياق محاولة تدارك أي مأزق في هذه المسألة، ولذلك حاول بحث الحلول مع عون والتخفيف من غضبه، لأنه في حال لم تحصل موافقة على تعيين روكز فهل نترك الجيش بلا قيادة؟ وتؤكد المصادر أن التمديد سيبدأ من رئاسة الأركان، إذ أن الرئيس سعد الحريري طلب خلال لقائه جنبلاط في جدة الموافقة على التمديد لسلمان لأن الدخول في أي تعيينات سيفتح شهية عون على التعيين وسيفاقم من الأزمة.

وترجح مصادر "المدن" أن تسلك الأمور بإتجاهين، إما طرح عدد من الأسماء لتعيينها في تلك المراكز ويحصل عدم توافق عليها وبالتالي يضطر وزير الدفاع التوقيع على قرار التمديد، أو الخيار الثاني وهو في حال استمرت الأزمة الحكومية وبقي الرئيس تمام سلام على تهديده بشأن الإستقالة أو على الأقل اعتكف وأوقف الجلسات فتكون تلك فرصة من أجل التمديد لأن مجلس الوزراء غير قادر على الإجتماع وإصدار أي قرار.