الخميس 2015/01/29

آخر تحديث: 16:22 (بيروت)

البقاع الأوسط .. منطقة عسكرية

الخميس 2015/01/29
البقاع الأوسط .. منطقة عسكرية
الجيش طلب إخلاء 3 مخيمات
increase حجم الخط decrease

فرضت حدة المعارك، الدائرة على الطرف السوري من سلسلة جبال لبنان الشرقية، واشتدادها في الايام الاخيرة، نمطاً امنياً احترازياً على الجانب اللبناني من الحدود، عندما طلب الجيش اللبناني من السوريين المقيمين في مخيمات ثلاثة قائمة بمحاذاة السلسلة، ولا سيما في منطقة كفرزبد البقاعية، اخلائها، تمهيدا لاعلان محيط السلسلة الشرقية منطقة عسكرية.

جاء هذا التدبير، عشية سقوط صاروخ من نوع "غراد" في بساتين بلدة عين كفرزبد البقاعية، المقابلة للسلسلة الشرقية، وربطته التحليلات باقتراب المعارك الدائرة في الجانب السوري من الحدود اللبنانية، بعد ان فرضت الظروف المناخية الصعبة تسرب عدد من مقاتلي جبهة القلمون الى هذه المنطقة.

بحسب المعلومات فإن الجيش اللبناني يتخوف من الثغرة الامنية التي قد تتسبب بها  المعابر غير الشرعية، والتي كانت تستخدم كطرقات لتهريب المازوت والبضائع  سابقا، وامكانية تسلل المقاتلين عبرها في حال وقوع مواجهة مباشرة بين جيش النظام السوري ومعارضيه، وتحديدا في المناطق الاكثر اشتعالا، من الزبداني الى كفر يابوس، ومحاولة التسلسل الى المخيمات، او استخدام المقيمين فيها كدروع بشرية، او التسبب بأعمال مخلة بالأمن انطلاقا من هذه المخيمات.

ميدانيا، تقع تجمعات اللاجئين الثلاثة، في اسفل السلسلة الشرقية منذ اعوام طويلة، حيث كان بعض القاطنين فيها، يترددون الى لبنان، كعمال مياومين، قبل ان تدفع احداث سوريا بعائلاتهم للجوء الى المناطق الآمنة. ورغم مواجهة مواقع هذه المخيمات لتلة عين البيضا، التي يشغلها معسكر فلسطيني تابع لـ"الجبهة الشعبية - القيادة العامة"،  إلا أنها توسعت بشكل كبير في السنتين الاخيرتين، من دون ان يتسبب ذلك باي احتكاك بين  عناصر المعسكرات والمقيمين في المخيمات، علما ان معظم اللاجئين اليها هم من المؤيدين للمعارضة السورية، بل نأت هذه المخيمات بنفسها عن احداث امنية متفرقة وقعت في المنطقة منذ اشهر.

لا تربط مصادر امنية مطلعة عبر "المدن" بين وجود هذا المعسكر الفلسطيني والاجراءات الاحترازية الجديدة المفروضة، بل تعتبر ان الخطر الاكبر الذي قد يتسبب به وجود هذه المخيمات هو في حال تسرب المقاتلين اليها من خارج الحدود اللبنانية. الاحتمال يبقى وارداً رغم وجود ثلاث جهات اساسية تعيق تسرب مقاتلي المعارضة السورية الى داخل الاراضي اللبنانية.

وبحسب المعلومات قام جيش النظام السوري منذ بداية التوتر الامني بحفر الخنادق في اعلى القمة الفاصلة بين حدودي البلدين وزرعها بالالغام، وهو لا يزال مسيطرا على هذه المنطقة الحدودية، التي يخوض فيها مناوشات مستمرة مع مقاتلي جبهة "النصرة" عند كل محاولة لتقدمهم باتجاهها، وتشتد المناوشات بينهما احيانا كما حصل في اليومين الماضيين لتسمع  اصوات قصف الصواريخ والرشقات النارية في كل القرى اللبنانية المحاذية، حيث ينتشر ايضا مقاتلو "حزب الله" ومواقعه، الى جانب الدور العسكري الموكل لعناصر "الجبهة الشعبية" المرابضين في لحف التابعة عقاريا لبلدة قوسايا اللبنانية.  وعليه فإن اي عملية فرار من قبل معارضي النظام او تسرب باتجاه الاراضي اللبناني،  يعني تخطي ثلاثة جيوش قبل الوصول الى لبنان، خصوصاً أن الجيش اللبناني يقوم منذ فترة ايضاً بتعزيز مواقعه بالآليات والعناصر، ويبدي جهوزية للتصدي لأي محاولة في اختراق الحدود اللبنانية.

ورغم استبعاد تكرار نموذج عرسال، من حيث الثغرة الامنية التي قد يتسبب بها احتماء مقاتلي المعارضة السورية داخل مخيمات السوريين، واستعمالها كقاعدة مباغتة للجيش اللبناني، خصوصا ان طبيعة المنطقة الجغرافية في شرق قضاء زحلة والبيئة المحيطة بالمخيمات لا تسمح بذلك، فإن "الاحتياط" يبقى واجبا بحسب المنطق العسكري الساعي لفك أي امكانية إرتباط او أتصال بين هذه المخيمات ومواقع التوتر السوري من جهة، ومن ثم ابعاد هذه المخيمات مسافة لا تقل عن كيلومتر واحد عن المراكز العسكرية اللبنانية، او الطرقات التي تسلكها آلياته في تعزيز انتشارها الامني بالمنطقة. الامر الذي سيعني في المرحلة المقبلة، تنفيذ الإنذارات الامنية التي اعطيت لتفكيك بعض المخيمات القائمة في محيط مطار رياق العسكري في قضاء زحلة، وعلى طريق عام دير زنون الذي يربط رياق بالسلسلة الشرقية، بعد ان كان القاطنون في هذه المخيمات قد أُبلغوا بضرورة اخلائها منذ 7 كانون الثاني الجاري، وتأجل التنفيذ بسبب العواصف الثلجية.

وكان اللاجئون السوريون في منطقة كفرزبد قد استكملوا اليوم تفكيك خيمهم تمهيداً للانتقال بها الى قطعة ارض اخرى سمح لهم بانشاء المخيمات عليها بعيدا عن المراكز العسكرية والطرقات العامة، بعد ان كان هؤلاء قد طلبوا مهلة اضافية عن الانذار المحدد بـ48 ساعة، واستجيب لطلبهم من قبل القيادة العسكرية في المنطقة. 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها