الثلاثاء 2014/11/25

آخر تحديث: 19:10 (بيروت)

تمام سلام: أخضر إبراهيمي حكومي

الثلاثاء 2014/11/25
تمام سلام: أخضر إبراهيمي حكومي
سلام اعتاد على مهمة تقريب وجهات النظر
increase حجم الخط decrease

قد يصح تسمية رئيس الحكومة تمام سلام بالأخضر الإبراهيمي أو ستفان ديمستورا. منذ أن تشكلت حكومة "المصلحة الوطنية" بـ"تفاهم الحد الأدنى" لتقطيع المرحلة وهو يحاول أن يجمع ويلملم الخلافات الوزارية المتنقلة من ملف إلى ملف. عدا عن الأمن وتسيير عجلة الدولة لا يخلو ملف من اشتباك وترحيل، وإجتماعات على الهامش في السرايا للحلحة، ولجان من هنا وهناك. نمطية طبعت عمل مجلس الوزراء ويبدو أنها لن تخرج عنها حتى إشعار آخر، فالمرحلة عنوانها تقطيع الوقت بأقل ضرر ممكن على الدولة.

 

الخميس المقبل يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية بجدول أعمال يضم 45 بنداً معظمها مؤجّل من جلسات سابقة، لم تخرج عن إطار "تسيير العجلة"، لذلك تتوقع مصادر وزارية مطلعة أن تكون "سلسلة" كسابقاتها، خصوصاً أن البنود الخلافية لا تزال تبحث خارج جدران مجلس الوزراء، في محاولة من رئيس الحكومة لعدم تفجير الحكومة أو نقل الخلافات اليها، لا سيما بعد استشعاره إمكانية تصعيد في مجلس الوزراء لإيصال رسائل سياسية من خارجه.

 

وبعيداً عن الغوص في الملفات الخلافية المرحلية، من الخليوي الى سلامة الغذاء والنفايات وغيرها، يبدو أن سلام اعتاد على مهمته. تشير مصادر وزارية مطلعة لـ"المدن" إلى أنّ مهمة "تقريب وجهات النظر" أضحت تستحوذ على الكثير من جهود سلام، وتركيزه، رغم ذلك لا يزال متفائلاً ومصمماً مرة تلو الأخرى، فيما تعتبر مصادر مقربة منه أن "لا شيء جديدا، فكل ما يحصل اصبحنا معتادين عليه، والرئيس يحاول تدوير الزوايا ولجم الخلافات وتقريب وجهات النظر منذ اليوم الأول لانطلاق الحكومة، وذلك عبر سياسة حل الملفات الشائكة على "البارد" وخارج مجلس الوزراء في اجتماعات جانبية".

 

رغم هذا الوضع، فإن المصادر تجزم أن الأمور لم تصل الى مرحلة "دارماتيكية" وأن "الوضع على ما هو عليه طالما أنه خاضع للحوار والحد الأدنى للتفاهم وفق قاعدة وضع الملفات غير المتفق عليها جانباً لحماية الحكومة"، لكنها في المقابل تذكر أن "الحكومة هي حكومة الحد الأدنى من التفاهم وهكذا انطلقت، وهكذا هي مستمرة، خصوصاً أن الأفرقاء المشاركين فيها معلوم أنهم قوى سياسية على خلافات قوية ومتنافرة، لكنها اتفقت على تسيير البلد عبر الحكومة". هذا الواقع ترى المصادر أنه "طبيعي" نتيجة تركيبة الحكومة، خصوصاً، وفق مصادر وزارية أخرى، أن الكل مجمع ورغم التباعد السياسي، على الحكومة، وعلى استمرارها، لذلك يلاحظ أن المناكفات كلها تقف عند حدود عدم القدرة على الإستغناء عن الحكومة وتفجيرها.

 

بين الملفات التي يحاول ضبطها سلام، ينظر إلى الحوار المرتقب بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" بإيجابية قد تنعكس استقراراً وانتاجية على حكومته، تقول المصادر المقربة منه إنه أصلاً في الخطاب الأخير خلال عيد الإستقلال دعا إلى تلقف أي اشارة حوارية والبناء عليها، والتعامل معها بإيجابية، لأنه في النهاية، تماماً كما الحكومة، لا حلول اخرى الا الفراغ أو المأزق الذي نرواح فيه منذ سنوات.

 

على مدار الأشهر المنصرمة، ورغم نفي مصادر سلام، نقل الأفرقاء إلى الحكومة خلافاتهم الخارجية، حاولوا تمرير الرسائل عبرها. والبعض هدد بوضوح بتعطيلها. إلى اليوم خارج نطاق الملف الأمني، وتسيير عجلة الدولة، لم تثبت الأطراف سوى أن الحكومة لتمرير الوقت، وتأجيل المؤجل حتى إشعار آخر. واقع لا يمكن لسلام سوى العمل وفقه، عبر تدوير الزوايا وتقطيع المرحلة، أصلاً منذ ان شكلت الحكومة أدرك سلام أنها مهمة لن تكون سهلة وأن الحكومة التي شكلت لـ"فك الإشتباك" لن تخرج عن النطاق الذي رسمته لنفسها او رُسم لها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها