الأربعاء 2014/09/17

آخر تحديث: 15:00 (بيروت)

ترشيحات انتخابات 2014: نيران صديقة

الأربعاء 2014/09/17
ترشيحات انتخابات 2014: نيران صديقة
التحالفات القائمة حالياً هشة (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

بعيداً عما يدور في الأروقة السياسية من صفقات قد تفضي الى التمديد أو الى اجراء الإنتخابات، إختتمت الترشيحات أمس الثلاثاء، وجاءت لتؤكد أن التحالفات القائمة حالياً هشة لدرجة أن أي انتخابات مقبلة لن تمر على خير بين الحلفاء. ترشيحات في طول البلاد وعرضها. المهم بالنسبة للجميع جاهزية المقايضة في حال اجريت الإنتخابات، من أجل رفع عديد الكتل والتكتلات بأي وسيلة وعلى حساب أي طرف.

 

قراءة الأسماء الـ514 فقط المرشحة كفيلة بالجزم بصورة النتيجة. أكثر من 100 نائب سيعودون الى جنة النيابة، وتغيرات طفيفة قد تحملها لحساب شخصيات حزبية جديدة، وإحتمال المفاجآت منحصر في دائرة أو اثنتين. من كان يتوقع قلباً للمعادلات بدا مراهناً على صراع الحلفاء وضرورات الإنفتاح على حلفاء جدد أكثر من نتائج قد تفرزها المعركة.

 

كالعادة كل طائفة تحدد وجهتها. الشيعة عبر "المحدلة" بالتزكية في معظم دوائر الجنوب، وبمعركة هامشية في بعلبك، ما خلا الإستثناءات في الدوائر المختلطة التي يعول فيها البعض على أصوات الحلفاء من الطوائف الأخرى، تحديداً في دوائر البقاع الغربي وراشيا والبقاع الأوسط وبيروت.

 

ما ينطبق على الساحة الشيعية بدا أقل حدة في نظيرتها السنية وإن كانت المنافسة شبه محسومة. البعض فضل الوقوف جانباً كالنائب السابق اسامة سعد، وبعض ترشح لإثبات الوجود كعبد الرحيم مراد، و"المشاريع"، وبعض آخر للمقايضة كـ"الجماعة الإسلامية"، لتبقى طرابلس وحدها أم المعارك فترشح إلى الكتيبة "المستقبلية" المطعمة بوجوه جديدة أبرزهم الوزير أشرف ريفي، الرئيس نجيب ميقاتي والى جانبه عدد من المقربين، والغائب - المعتكف محمد الصفدي، ومصباح الأحدب، وفيصل كرامي، والمفاجأة وليد كرامي، نجل معن كرامي، شقيق الأخوين - الرؤساء رشيد وعمر، وصانعهم، والذي كان له مؤخراً أكثر من موقف منتقد لأداء شقيقه عمر.

 

الطائفة الدرزية لم تغير شيئاً في الصورة النمطية. للنائب وليد جنبلاط الكلمة الفصل، ولطلال إرسلان مقعد في عاليه برضى جنبلاطي، ولأنور الخليل مقعده في حاصبيا بثقل الأصوات الشيعية ورضى جنبلاطي أيضاً، ليبقى للشوف لا معركة مع وئام وهاب ولراشيا معركة هامشية مع فيصل الداوود.

 

وحدهم المسيحيون يمنون النفس بمتغيرات أكثر دسامة. كل تيار أو حزب أو مستقل ترشح أو رشح من يمثله. في الأرقام بدا المرشحون عن الطوائف المسيحية أكثر من 70 % من اجمالي عدد المرشحين.

 

المعركة الأوضح هي بين الحلفاء في "14 آذار"، خصوصاً أن "القوات" و"الكتائب" والمستقلون ترشحوا في كل الدوائر حتى تلك التي ظن البعض انها محسومة، من زغرتا التي تحاول الأحزاب دخولها بالتحالف مع آل معوض الى بيروت حيث لم يسر ود الحلفاء الا على مقعد نديم بشير الجميل، لترشح في المقابل القوات عماد واكيم لمنافسة نائلة تويني، وصولاً الى زحلة التي شهدت عجقة ترشيحات تفوق مقاعدها بأضعاف.

 

الى صعوبة التحالفات المسيحية في "14 آذار"، ثمة توجه واضح ورسالة أوضح إلى "المستقبل" بأن الإنتخابات متى جرت لن تكون كسابقاتها وأن الأحزاب المسيحية لن تقبل بالحصة الحالية والحل في عكار وبيروت الثالثة وطرابلس والبقاع. وإن كان "المستقبل" غير قادر على كسر الجرة نهائياً مع الحلفاء، إلا أن الواقع مغاير تماماً لدى جنبلاط، رغم أن الرسالة نفسها: "نريد مزيداً من المقاعد في دوائر الشوف وعاليه".

 

بين المتحالفين والمتخاصمين، ثمة شريك جديد لمسيحيي "14 آذار"، مرشحان مقربان من الرئيس ميشال سليمان. جان حواط في جبيل، وخليل الهراوي في زحلة وإن كان الأول أكثر قدرة على الدخول في تحالف مع فارس سعيد نظراً الى حيثيته العائلية والجبيلية والكتلوية وعدم وجود منافس جدي آخر إلا أن الهراوي وضعه مختلف تماماً في عاصمة الكثلكة.

 

ليس المشهد لدى "التيار الوطني الحر" أسهل. أمامه أولاً معضلة جزين مع حليف حليفه الرئيس نبيه بري عبر سمير عازار الذي ترشح ونجله، من أجل الإلتفاف على قانون تحديد سقف الإنفاق (تماماً كما فعل نقولا فتوش الذي ترشح وأخوه، ومراد الذي ترشح ونجله) وبالتالي يشي بأنه جاد في العودة الى مقعد جزين، بالتحالف حتى لو اقتضى الأمر مع "القوات" أو "الكتائب" أو غيرهما.

 

إلى جزين يحاول الجنرال الضغط في بعبدا فيرشح القيادي – الشيعي رمزي كنج تحسباً لأي طارئ، لكن المعركة الأساس تبقى مع الحلفاء المسيحيين خصوصاً "المردة" شمالاً، و"القومي السوري" شمالاً ومتناً، وتريسي شمعون في بعبدا، واللافت معركة داخلية لأول مرة بعد أن ترشح غسان مخيبر والياس بو صعب وغسان الرحباني للظفر بمقعدين للأرثوذكس، ان لم يتحالف عون مع ميشال المر.

 

قبل اغلاق باب الترشح وفيما الأسماء المرشحة تتوالى، مازح أحد النواب المقتنعين بحتمية التمديد زميله تعليقاً على التحالفات السياسية الحالية بالقول: "زمطنا والله ستر وإلا كانت 8 و14 آذار فرطوا".

increase حجم الخط decrease