حكي جردي: المشرِكون نَجَسٌ

استند الخليفة الداعشي أبو بكر البغدادي  إلى ما ورد في كتاب القرآن وما نقل عن أهل السنة وما حصل في الاسلام عبر الكثير من عصوره، ومع ذلك يقوم خصومه الاسلاميون بالتنديد به واتهامه بالخروج عن تعاليم الله.

بعض الآيات القرآنية، للتذكير والتذكر والذكرى:

(لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إلهٍ إلا إلهٌ واحدٌ وإنْ لم ينتهوا عمّا يقولون ليَمَسّنّ الذين كفروا منهم عذابٌ أليم- المائدة 73) والإشارة هنا واضحة إلى أن المسيحيين الذين يؤمنون بالتثليث إي بالاب والابن والروح القُدُس، هم كفار ومشركون وهم يمثلون أغلب مسيحيي العالم قديما وحديثاً.

(يا أيها الذين آمنوا إنما المشركون نَجَسٌ فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا وإن خفتم عَيْلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء - التوبة 28)

(كيف يكون للمشركين عهدٌ عند الله وعند رسوله- التوبة 7)

(ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين- التوبة 113)

(إن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين في نار جهنم- البينة 6)

(لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم- المائدة17)

**  **  **  **

جميع الفتوحات الإسلامية التي قرأنا عنها في كتب التاريخ جاءت تحت عنوان الإكراه في الدين.

**  **  **  ** 

لا كنائس في السعودية، ولا مسيحيين في تلك البلاد، فقط الوافدون الذين يأتونها للعمل هناك. هم ممنوعون من إقامة شعائرهم الدينية علنا ومن ارتداء صلبانهم أو أي شيء يدل على ديانتهم، ومحرومون من أن تطأ أقدامهم مدينتي مكة المكرمة والمدينة المنورة. الإعدام هو عقوبة الذي يترك الإسلام ويصير من أتباع عيسى، أما هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فيَدُها متروكة للعبث بمصير أي منهم لو شوهد يخالف علناً الشريعة الإسلامية كالتواجد في الشارع خلال أوقات الصلاة أو الجهر بالإفطار في شهر رمضان.

**  **  **  **

منذ وصول الاسلاميين إلى الحكم في ايران، تناقص عدد المسيحيين هناك إلى الخمس تقريباً، هم يمارسون شعائرهم ضمن كنائسهم، لكنهم ممنوعون من التبشير بدينهم في الخارج ولا يحق لهم محاكمة الإسلام إنطلاقا من كتابهم. في العام عام 2008 أقر المشرعون الإيرانيون قانوناً يقضي بعقوبتي الإعدام والسجن مدى الحياة لكل من يعتنق أو تعتنق الدين المسيحي، أما الجلد فهو عقوبة من يحتسي النبيذ مثلا علما أن الأخير واحدٌ من الأسرار السبعة عند أتباع عيسى ولا يستقيم العشاء الرباني بدونه.

**  **  **  **

تموت غالبية الشعب اللبناني ببطء ولا أحد يعير انتباهاً لذلك، حتى أصحاب الشأن، يقضون خانعين في مساكنهم المتهالكة من دون أن يخرجوا للانتقام من قاتليهم.

يقضون نحبهم بطرائق شتى، ومع ذلك يتسابقون على رفع صور زعمائهم فوق مشاهد موتهم.

**  **  **  **

بالقرب من جسر القاسمية قبل مدينة صور، يقبع بناء مساحته آلاف عديدة من الأمتار المربّعة، أقامه صاحبه لإنشاء معمل عصائر لثمار أشجار الحمضيات التي يشتهر بها ساحل محافظة الجنوب، لكنه لم يستكمل الأعمال فيه، يعود ذلك لتدخل أحد كبار السياسيين هناك واستخدام نفوذه في الدولة لمنعه من الحصول على الرخص اللازمة للتشغيل، يريد خوّة وحصة فيه.

ربما لو أن العمل أنجز وجرى التشغيل لعمل هناك بعض الذين قضوا في الطائرة الجزائرية بالأمس.

**  **  **  **

صار الموت لنا عادة، ننشغل به بينما ينشغل الآخرون بالحياة.