السبت 2015/11/28

آخر تحديث: 12:03 (بيروت)

لطرابلس حصّتها في قطع طريق تسوية فرنجية

السبت 2015/11/28
لطرابلس حصّتها في قطع طريق تسوية فرنجية
الشارع الطرابلسي غاضب على المستقبل والحريري
increase حجم الخط decrease

صدى الاجتماع المفاجىء بين الرئيس سعد الحريري ورئيس تيار المردة سليمان فرنجية، وما تسرب عنه من اتفاق حول تزكية الاخير لتبوء مركز رئاسة الجمهورية والأول الى سدة الرئاسة الثالثة، احتل المساحة الكبرى في المداولات و السجالات السياسية، واحدث بلبلة وصدمة في الشارع الشمالي عامة وفي صفوف تيار المستقبل خاصة.

 التسوية الوطنية وما حكي عنها من خطوة شجاعة لانقاذ البلاد، شطرت تيار المستقبل الى ثلاثة اقسام، انقسم حيالها محازبو ومناصرو "التيار" بين مؤيد ورافض ومتريث: القسم الاول لاقى التسوية من بابها العريض، واعتبر ان ما يقوم به الحريري خطوة شجاعة تنقذ الوطن من مرارة الفراغ الرئاسي و تضع حدا للتعطيل المتمادي للمؤسسات الرسمية و تعيد للبنان وهجه ومناعته السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

 القسم الثاني هو رافض للفكرة اصلا "وبلع الموس بالعرض"، كما يقول المثل الشعبي، ولكن تأييده المطلق للحريري تجعله يوافق على مضض، ويضع الشروط المسبقة للقبول بالتسوية، ابرزها " أن يعلن حزب الله موافقته المبدئية على القاء سلاحه وتسليمه للجيش والمؤسسات الأمنية ويعلن خروجه صراحة من الحرب الدائرة في سوريا للمضي بهذه التسوية.
اما القسم الثالث، والذي يعتبر من الصقور في تيار المستقبل، فهو يعبر عن رفضه المطلق للفكرة ويقول بصوت عالي النبرة " ان التسوية اتت من خارج السياق الطبيعي للتطورات الميدانية والتحالفات والاصطفافات، ولا نقبل بأن يصل إلى سدة رئاسة الجمهورية أي إنسان يغطي المشروع الإيراني، ويرتبط ارتباطا عضويا ببشار الاسد.


على وقع هذه النظريات والمواقف المؤيدة والرافضة، عقدت قيادات تيار المستقبل في طرابلس وسائر المناطق الشمالية اجتماعات متلاحقة لشرح وجهة نظر الرئيس الحريري والاسباب التي دعته لاتخاذ هذا الموقف التاريخي بتبني ترشيح فرنجية، ولكن ثمة صعوبات كبيرة تعترض هذا التسويق حتى الساعة حسبما اكد لنا مصدر في التيار.

في موازاة ذلك  ثمة رفض للتسوية من شريحة كبرى من جمهور قوى الرابع عشر من اذار بتبني ترشيح فرنجية، اذ ان هذا الجمهور، كما يرى مصدر في القوات اللبنانية، نشأ على مبادىء لا يمكن الجنوح عنها لاستبدالها بشعارات وخطوات ناقصة، لا تنقذ الوطن من المحنة التي يتخبط فيها، في حين ان القسم الاخر متريث ريثما يتبلور مضمون التسوية، والبنود الرئيسية فيها مع وضعه شروطا تعجزية للقبول باتفاق الحريري فرنجية.


القيادي في تيار المستقبل النائب السابق الدكتور مصطفى علوش يرى لـ"المدن" ان نسبة حظوظ فرنجية للوصول الى سدة الرئاسة قد تضاءلت الى عشرة بالمئة خلال 48 ساعة الماضية، وان نسبة قبول التسوية بتبني ترشيح فرنجية في صفوف مناصري التيار لم تتجاوز 25 بالمئة.

كما رأى علوش " أن رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، والعماد ميشال عون، أو أي شخصية سياسية  من قوى 8 آذار، لها دور سيء ومسيء على المستوى الاخلاقي والبروتوكولي بحقّ شهداء وقوى 14 آذار، لكن المشكلة أنهم موجودون في البلد، وهم  جزء كبير منه، وأي تسوية تنضج يجب أن تكون بالشراكة معهم".

و اعتبر ان ظروف التسوية التي حيكت بين الحريري وفرنجية بالطريقة التي شهدناها، تعد من أحد أسباب فشلها، وما يقوم به الحريري محاولة جدية لانقاذ كيان الدولة واتفاق الطائف، مؤكدا ان الحريري لا يملك في الوقت الراهن الاوراق التي تخوله اختيار الرئيس الذي يتماشى مع طموحاته وطموحات اللبنانيين.

اما في الجانب الاخر، وتحديداً في صفوف قوى الثامن من آذار و الوسطيين، فالوضع مختلف كليا، اذ  يسود ارتياح كبير لهذه التسوية، فهم يرون في وصول فرنجية للرئاسة الاولى انتصارا لهم ولخطهم السياسي، واخراج البلد من ازماته التي يتخبط فيها منذ وقت طويل، باستثناء التيار الوطني الحر الذي يبدي تحفظا كبيرا واعتراضا ضمنيا على ابعاد زعيمهم العماد ميشال عون الذي يعتبرونه المرشح الاحق للوصول الى سدة الرئاسة، فهو برأيهم، ممثل اكبر كتلة سياسية وشعبية في الشارع المسيحي.

في الوقت الراهن لا يمكن التأكيد ما اذا كان جمهور تيار المستقبل و قوى الرابع عشر من اذار قد نعى هذه التسوية بشكل حاسم، او بطبيعة الحال، قد هضمها و اعلن تأييده لها، لكن المؤشرات تفيد بالرفض القاطع لها.


 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها