الأربعاء 2015/06/03

آخر تحديث: 15:56 (بيروت)

معركة جرود عرسال إنطلقت: "حزب الله" يبادر و"الفتح" جاهز

الأربعاء 2015/06/03
معركة جرود عرسال إنطلقت: "حزب الله" يبادر و"الفتح" جاهز
الحزب يسعى إلى السيطرة على النقاط الإستراتيجية و"الفتح" يتوعد بالكر والفر (المدن)
increase حجم الخط decrease

بدأ "حزب الله" عمليته العسكرية الموعودة في جرود عرسال، بعد أيام على التحريض إعلامياً وعشائرياً ضد البلدة. لم ينتظر قرار الجيش، ولا حتّى جلسة الحكومة الخميس المخصصة لبحث هذا الملف، وشنّ الهجوم بنفسه من دون قفازات "لواء القلعة".

عملياً بدأ "حزب الله"، صباح اليوم الأربعاء، هجومه من محورين باتجاه جرود بلدة عرسال، التي تبلغ مساحتها 450 كيلومتراً مربعاً، من الجهة الجنوبية وتحديداً من جهة جرود نحلة ويونين، تزامناً مع إنطلاق مجموعات مقاتلة له من الجهة الشرقية وتحديداً من إحدى النقاط في جرود بلدة فليطا السورية.

بخلاف إنطلاق معركة القلمون قبل شهر لم يسبق هجوم "حزب الله" قصف صاروخي ومدفعي عنيف، بل فضّل البدء بالتسلل العسكري باتجاه بعض النقاط والمواقع، ليستخدم القصف الصاروخي بعد ساعات على بدء الهجوم، وهذا تكتيك عسكري يعتمد على عنصر المباغتة.

وتؤكد المصادر لـ"المدن" أن أي مواجهات عنيفة لم تحصل حتى الساعة بين مقاتلي "حزب الله" ومقاتلي "جيش الفتح"، بمعنى أن أي مواجهة عسكرية فعلية وجدية لم تحصل بعد في جرود عرسال، بل فقط تقدم الحزب باتجاه نقاط معينة ومشرفة على نقاط وتلال أخرى ضمن جرود البلدة، وهو ما حصل أيضاً في هجوم القلمون، عندما أحرز الحزب تقدما في عدد من المواقع من دون إشتباكات أو مواجهات، وهذا ما تدرجه مصادر في "جيش الفتح" عبر "المدن" في سياق التكتيك العسكري الذي يعتمده مقاتلوه ضمن إطار حرب الكر والفر، ومن أجل استنزاف الحزب وقواته في تلك الجرود.

في هذه المعارك كما في معركة جرود القلمون، يصرّ "جيش الفتح"، وفق مصادره، أن معركته ليست معركة سيطرة وتوسّع وتمدّد، باعتباره موجوداً ومتمركزاً في نقاط كثيرة في الجرود، إلّا أن هدفه هو إستنزاف "حزب الله" إلى أقصى درجة ممكنة، وإيقاع أكبر عدد ممكن من القتلى والخسائر في صفوفه.

وبناء على هذه الإستراتيجية، يؤكد قائد لواء الغرباء في جيش الفتح "أبو يزن" لـ"المدن" أن "معركتنا ليست للسيطرة، ونحن من يترك الحزب يدخل إلى عدد من المواقع والنقاط ومن ثم نجري عمليات إلتفافية حوله لإيقاع عناصره في الكمائن، وهذا ما حصل في القلمون وتحديداً في تلتي موسى والثلاجة". ويؤكد أن ما جرى في تلّة موسى وتلّة التلاجة، هو أنه "سُمح للحزب بالدخول إلى عدد من المواقع، ومن ثم أعدت له الكمائن ما أدى إلى خسارته لما حقّقه، والدليل على ذلك أن الحزب نعى العديد من القتلى في هذه المعارك وعلى رأسها قائد الهجوم على التلتين، ومن رفع العلم فوق تلة موسى".

يعتبر مقاتلو المعارضة السورية أن المنطقة وتحصيناتها الطبيعية هي نقطة قوة لهم ولعملياتهم العسكرية، لا سيما أنها تعتبر رئيسية بالنسبة لتواجد قوتهم، ويؤكد "أبو قتادة السوري"، وهو قيادي في جيش الفتح، لـ"المدن"، أن "الحزب يستعجل فتح معركة جرود عرسال، بعد الخسائر التي تكبدها في القلمون، وهو ما زال يبحث عن نصر إعلامي، وقد لجأ إلى الهجوم من جرود نحلة بعد أن تم صد هجومه من جرود فليطا"، ويضيف إن "مقاتلي الفتح لن يشنوا أي هجوم ضد مواقع الحزب، بل سيبقون متمركزين في مواقعهم لنصب الكمائن لعناصر الحزب، لأن المهاجم في معارك كهذه يكون هو الخاسر، ونحن متمركزون وجاهزون".

ويأتي بدء العمليات العسكرية لـ"حزب الله" في جرود عرسال، بعد يوم واحد من شنّ مقاتلي المعارضة السورية هجومين على مواقع للحزب في جرود راس المعرّة، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر الحزب، واغتنام المهاجمين لعدد من الأسلحة والصواريخ مع قواعدها، بالإضافة إلى الإحتفاظ بعدد من الجثث لمقاتلي الحزب.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها