الإثنين 2014/11/24

آخر تحديث: 18:41 (بيروت)

"المستقبل" يحاول العودة إلى طرابلس.. بالشرعية

الإثنين 2014/11/24
"المستقبل" يحاول العودة إلى طرابلس.. بالشرعية
من الاشتباكات الأخيرة في المدينة (المدن)
increase حجم الخط decrease

 

عاد تيار المستقبل إلى الساحة الطرابلسية من بوابة الإلتفاف حول المؤسسة العسكرية. فبعد شبه اعتكاف للتيار في الساحة الشمالية، أتى موقف الرئيس سعد الحريري بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها طرابلس، ليشكل رافعة "مستقبلية" للمستقبل في وجه المد الإسلامي الذي كاد أن يبسط سيطرته على المدينة.

 

فالتيار الذي كان ينتقد دوماً تفشي ظاهرة انتشار السلاح غير الشرعي في الشارع الآخر، لم يحتمل وصول هذه الآفة إلى شارعه. سارع إلى رفع الغطاء عن كل مخلٍّ بالأمن، داعيا القوى العسكرية إلى تحمل مسؤولياتها.

 

في هذا السياق أتى الإجتماع الذي عقد في اليرزة بين قائد الجيش العماد جان قهوجي والنواب سمير الجسر، محمد كبارة، أحمد فتفت، وخالد زهرمان، بتكليف من رئيس كتلة "المستقبل" الرئيس فؤاد السنيورة وفي ضوء التواصل بين قهوجي والحريري. إجتماع أثار علامات استفهام كثيرة حول توقيته وما إذا كان هناك من رابط بينه وبين الإستحقاقات السياسية الداهمة على الساحة الداخلية.

 

لا يبدو الأمر بالنسبة إلى نواب طرابلس أبعد من حدود مدينتهم. ينفي النائب أحمد فتفت "أي إرتباط بين هذا اللقاء والملفات السياسية المستجدة، فالإجتماع هو الثاني الذي يعقد بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها طرابلس، والهدف الأساسي منه هو متابعة ملف التوقيفات واستكمال الخطة الأمنية للمدينة ومعالجة كل الأسباب التي أدت إلى بروز هذه الظاهرة".

 

يُذكر فتفت بالموقف الرسمي لتياره السياسي إبان أحداث طرابلس، معلنا أن تيار المستقبل بما يمثله من موقف سياسي كان دائما إلى جانب القوى الشرعية بوجه منطق السلاح غير الشرعي المنتشر تحت مسميات مختلفة. يغمز من قناة سلاح حزب الله. يقول إن الفلتان الأمني الأخير الذي شهدته طرابلس له أسباب عديدة ويجب معالجتها كسلة واحدة، بدءاً بانتشار السلاح غير الشرعي في جميع المناطق اللبنانية تحت ستار المقاومة، مرورا بالواقع السياسي العام، وصولا إلى غياب العمل الإنمائي عن طرابلس.

 

كلام فتفت يؤكده منسق تيار المستقبل في الشمال مصطفى علوش، الذي يُشدد عبر "المدن" على رغبة تياره السياسي في نقل وجهة نظر الطرابلسيين إلى قيادة الجيش وذلك في محاولة لخلق نوع من التفاعل بين الأهالي والمؤسسة العسكرية.

 

لم تكن قضية معالجة الملفات الأمنية هي المادة الوحيدة على بساط البحث بين قهوجي ونواب المستقبل. بحسب علوش، تم التطرق مع قائد الجيش إلى كيفية دمج المجتمع الطرابلسي مع القوى الشرعية. وذلك من خلال تحفيز الشباب الشمالي على الإنخراط في المؤسسة العسكرية التي تبقى بحسب علوش صمام الأمان الوحيد في وجه التطرف ومنطق اللادولة.

 

يستفيض علوش في التحليل الديموغرافي. يقول: عكار التي تتكون من غالبية سنية مثلها مثل طرابلس، لم تشهد خلال التوترات الأمنية الأخيرة التي شهدتها طرابلس أي معركة مع الجيش. حتى أنه ورغم كل ما حكي عن انشقاقات وحالات فرار عن المؤسسة العسكرية، فإن أبناء عكار بقوا ملتفين حول الجيش ولم تشهد قراها أي انشقاق عن المؤسسة العسكرية يتجاوز الحالة الفردية.

 

الحل إذا بالشرعية والإلتفاف حول الدولة... لا يخفي نائب طرابلس السابق نية تياره الرامية إلى دفع الشباب كي يكونوا جزءاً من المؤسسة العسكرية. رأيه أن هذا الشارع الذي شهد أشرس المعارك منذ انتهاء الحرب الأهلية لا يمكن ضبطه إلّا من خلال القوى الأمنية الشرعية.

 

يحاول علوش الربط بين معالجة الواقع الأمني من خلال العمل الإنمائي، معلنا عن نية تيار المستقبل في توظيف هبة الثلاثين مليار التي قدمها رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري لطرابلس بعد الأحداث الأخيرة التي شهدتها، في إنماء المدينة بعيدا عن منطق الريعية والتوظيف السياسي.

 

بين كلام فتفت وعلوش، يبقى أن تيار المستقبل يحاول استنهاض واقعه السياسي في الشمال من خلال الإلتفاف حول المؤسسات الشرعية التي ستشكل حجر الزاوية في ضرب المجموعات المسلحة التي تشكل النقيض لتيار المستقبل وما يشكله في الشارع السني.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها