الأربعاء 2014/11/26

آخر تحديث: 18:27 (بيروت)

أهالي المخطوفين: أيحق للحزب ما لا يحق لغيره؟

الأربعاء 2014/11/26
أهالي المخطوفين: أيحق للحزب ما لا يحق لغيره؟
من قطع طرق نفذه الأهالي في وقت سابق (تصوير: علي علوش)
increase حجم الخط decrease

 

أعلن حزب الله مساء أمس الثلاثاء أنه تمكن من تحرير أحد أسراه  الذي كان محتجزاً لدى إحدى المجموعات المسلحة في سوريا، مقابل إطلاق أسيرين من هذه المجموعة كانا لديه، مشيرا إلى أن العملية جاءت نتيجة مفاوضات استمرت لأسابيع.

 

كعادته، أصدر الحزب الخبر في بيان جاء فيه: "بتوفيق من الله عزّ وجلّ، وبعد مفاوضات استمرت لأسابيع مع الجهات الخاطفة، تم تحرير الأخ الأسير عماد عياد، مقابل إطلاق سراح أسيرين كانا لدى حزب الله من المسلحين، وذلك ظهر هذا اليوم الثلاثاء". يعترف الحزب في بيانه أن تحرير عياد جاء نتيجة عملية تبادل. فهل أن الحزب يشرع لنفسه ما لا يقبله على الحكومة اللبنانية في موضوع ملف العسكريين؟

 

حزب الله كان من أشد  الرافضين لمبدأ المقايضة لحل قضية العسكريين، الأمر الذي انعكس تأخيراً على بت هذا الملف بالسرعة المطلوبة. إذ ان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد كان قد شدد على رفض كتلته لمبدأ المقايضة. ففي التاسع من آب الماضي أعلن رعد في كلمة له من بلدة السكسكية الجنوبية، عن رفض الخضوع لمنطق المقايضة والمبادلة بملف العسكريين المختطفين، معتبراً أن من يريد أن يحرر الجنود لا يسقط البلد وإنما يحررهم من أجل أن يحفظ قوة لبنان، داعياً البعض للتوقف عن تحريض عوائل المختطفين للتظاهر وقطع الطرق وتحميل الجيش المسؤولية.

 

كلام رعد الإستفزازي نوعاً ما للأهالي، تناوله أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بلغة مختلفة بعد أيام قليلة. إذ أعلن في الثالث والعشرين من الشهر ذاته، أنهم كجهة سياسية لا يعارضون التفاوض ولكن من موقع القوة وليس من موقع الإستجداء. فما هو تحديدا مفهوم منطق القوة؟ وهل من تناقض بين موقفي رعد نصرالله؟

 

من خلال قراءة تجربة حزب الله السياسية، يُمكن استخلاص الآتي: أولاً حزب الله تنظيم مركزي حديدي لا مكان فيه للتيارات وبالتالي فإن الموقف الفعلي للحزب تمثل بالرفض الذي تحدث عنه رعد، وليس خطاب السيد نصرالله اللاحق له سوى جرعة ترطيب للأجواء كي لا يحصل نوع من القطيعة بين الحزب والأهالي.

 

"انتصار الحزب التفاوضي" لم يضعه الأهالي بموقع "الإنتصارات الإلهية". مبدين تعجبهم لمبدأ الكيل بمكيالين الذي ينتهجه الحزب حيال هذه القضية. لسان حالهم هو العتب على الحزب الذي كان يقف عثرة في الحكومة أمام مبدأ المقايضة. اليوم، يطالبون السلطات الرسمية بالسير على خطى حزب الله وبت مبدأ التبادل مع الخاطفين.

 

يخاف أهالي العسكريين على أبنائهم من تحول المماطلة خطرا عى حياتهم. يُطالبون الحكومة بأن تتحمل مسؤولياتها بعدما أسقط حزب الله مفهوم الهيبة الذي جاهر به مراراً. من ثم، يناشدون الحزب باتخاذ موقف واضح من المقايضة من دون أي لبس. يتساءلون بحسرة: "هل يحق للحزب ما لا يحق لغيره"؟

 

حرقة قلبهم على أبنائهم تظهر واضحة. في خيم اعتصامهم جانب السرايا الحكومي يتناقشون، يتخذون قرارهم بالتصعيد. يُمهلون الحكومة حتى صباح الجمعة المقبل وإلا سوف يتم إقفال الأسواق التجارية في وسط المدينة. الجزء الآخر كمن "يتعلق بحبال الهواء"، يتأملون خيرا من كلام الرئيس نبيه بري عن أنه يملك اوراق قوة عديدة لاطلاق العسكريين المخطوفين لدى داعش وجبهة النصرة. يحاولون أن يتعلّقوا بحبال الأمل إذ "لا يتحدث الرئيس بري عن ملف إلا إذا كان في جعبته ما يُثلج القلوب".

 

يترك الأهالي لمصيرهم ولورقتهم التي لا يملكون غيرها، أي الشارع. هذا الشارع الذي لن يخرجوا منه هذه المرة إلا بعد ان تطلعهم الحكومة على مؤشرات إيجابية لحلحلة ملف أبنائهم وعودتهم إلى ربوع الوطن. تماماً كما عاد مقاتل حزب الله الذي كان يقاتل في سوريا، فيما أبناؤهم كانوا في لبنان ومع مؤسساته الشرعية.

 

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها