الخميس 2015/11/26

آخر تحديث: 10:31 (بيروت)

السعودية.. فعل غامض رئاسياً وسنياً!

الخميس 2015/11/26
السعودية.. فعل غامض رئاسياً وسنياً!
بنود مطروحة للتفاهم السني - السني
increase حجم الخط decrease

عند الحديث عن إنجاز الإستحقاق الرئاسي في لبنان لا بد لذلك أن يمر في الرياض، كما غيرها من العواصم المؤثرة. وبعد لقاء الرئيس الحريري بالنائب سليمان فرنجية، تتركز الأنظار على السعودية، وهل هي موافقة على ما طرح ونوقش؟ وما الذي تراه للمرحلة المقبلة؟ لا جواب واضحاً حتى الآن لكن هناك بعض الاشارات قد تفيد بشيء ما، لا سيما أن هناك حديثاً حول مساع حثيثة تبذلها السعودية للملمة البيت السني تحت جناح تيار "المستقبل"، على الرغم من ترك المملكة حليفها يتخبط في أزمته المالية منذ أشهر عديدة.

وتؤكد مصادر "المدن" أن المملكة تبذل مساعي حثيثة لجمع الصف السني تحت قيادة تيار "المستقبل" في ظل هذه الظروف التي لا تخفى على أحد، وهناك تواصل مع الرئيس السابق نجيب ميقاتي، والوزير السابق عبد الرحيم مراد، و"الجماعة الإسلامية" وبالتأكيد الرئيس تمام سلام. وتشدد على أن ما تريده السعودية هو وحدة الصف وإيجاد طريقة لادارة الخلافات بين المكونات.

ومن بين البنود المطروحة للتفاهم السني - السني، أولاً الإنتخابات الرئاسية، ومن ثم تشكيل حكومة "مرحلة إنتقالية" لا تترشح للإنتخابات النيابية، وتعمل على إنجاز قانون إنتخابي جديد، اضافة الى التمسك باتفاق "الطائف" وصيغة المناصفة، والعمل على دعم المناطق السنية المحرومة (الشمال خصوصا).

وتضع المصادر في هذا السياق تواصل المملكة مع عدد من الشخصيات السنية لا سيما مراد، الذي زار السعودية قبل أيام، وميقاتي، الذي قد يزورها في المستقبل القريب. ويذكر ذلك بمرحلة الإجماع السني حول ضرورة تنحية المفتي السابق محمد رشيد قباني، وإنتخاب المفتي عبد اللطيف دريان، خصوصاً أنه جاء بهدف لملمة البيت السني وتعزيز الوحدة السنية، وهذا لا يمكن فصله عن الحوار السني - السني الذي دعا إليه ميقاتي قبل أيام بحضور دريان، كما ان دريان يقوم بنشاط مشهود ولافت من خلال اللقاءات التي يجريها في الأيام الأخيرة.

وربطاً بهذه التطورات، تذهب المصادر مثلاً إلى المقاربة بين هذا الأمر وما يحكى عن تسوية فرنجية، إذ وفق ما تعتبر المصادر فإنه لا يمكن للحريري لقاء فرنجية وإحداث صدمة سياسية كالتي حصلت بسبب ما تردد عن تسوية رئاسية، من دون علم السعودية، وفي حال كان هذا قائماً فيعني أن السعودية قد تسير بهذه التسوية وفقاً لشروط معينة، وبالتأكيد فهي لا تفصل هذا الأمر عن الموضوع السوري، وقد توافق على فرنجية في حال ضمنت رحيل بشار الأسد، أو على الأقل تكون فترة إنتخاب فرنجية هي المنطلق الذي يؤدي في ما بعد إلى رحيل الأسد.

ويعلّق وزير الشؤون الإجتماعية رشيد درباس عبر "المدن" على هذا الكلام، قائلاً إنه "يبدو أن التسوية جدية، لاعتبارات عديدة، اولها الحفاظ على الوحدة الوطنية، والتهدئة في هذه المرحلة، وذلك سيكون مرتبطاً بتشكيل حكومة وحدة وطنية برئاسة الحريري أو من يسميه، ولا يكون هذا مؤثراً حول مصير الأسد الذي سيذهب الآن أو غداً، وقد يكون الأمر مقايضة".

ولكن ماذا عن حراك السعودية مع الشخصيات السنية؟ يجيب درباس بأن المملكة حريصة على تحصين البيت السني، وترتيب الأوضاع، ولكن تحت جناح تيار "المستقبل"، مع الحفاظ على خصوصية الجميع، إلا أنه لا يمكن لأحد أن يتخطى "المستقبل". وعن أزمة الأخير المالية، فيقول درباس: "هذا الأمر يحلّ فوراً، وحين يأتي الحريري رئيساً للحكومة كل شيء يتغير".

لكن في المقابل، قد تكون السعودية تريد تحريك الملف اللبناني، وإنجاز الإستحقاق الرئاسي، وقد يكون وضع إسم فرنجية في التداول هو في إطار المبادرة، لكن من دون أن تتخطى السعودية الإرادة المسيحية، ما يعني العودة إلى ما قاله الحريري لعون مراراً، أي في حال وافقت "القوات" و"الكتائب" فنحن نسير معك، وقد يتكرر هذا مع فرنجية، بمعنى إذا رفض المسيحيون خيار فرنجية فقد يتكرر سيناريو عون.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها