الإثنين 2015/03/30

آخر تحديث: 21:09 (بيروت)

لبنان ينحاز للعرب

الإثنين 2015/03/30
لبنان ينحاز للعرب
حزب الله : موقف سلام يمثله ولا يمثل الحكومة (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

لم تكن كلمة رئيس الحكومة تمام سلام أمام اجتماع القمة العربية في شرم الشيخ بالأمر التفصيلي. قطع رئيس الحكومة "شك" كلمة وزير الخارجية جبران باسيل بـ"يقين" وموقف حازم في قمة وصفت بأنها إستثنائية.

بدا سلام واضحاً في الثوابت التي أعلنها محافظاً على سياسة "النأي بالنفس"، وعلى إنتماء لبنان العروبي، فيما كان باسيل، وعلى النقيض من سلام، يحاول إرضاء حلفائه الداخليين والإقليميين من دون إحداث موقف صادم لدى الأطراف الآخرين، منطلقاً أيضاً من مبدأ "النأي بالنفس"، لكنه وظفه في خانة إظهار موقف لبنان على أنه متميز عن الإجماع العربي، خصوصاً عندما قال: "نحن في لبنان ننطلق من ثابتة،  وهي ان ما يتفق عليه الجميع وفيه وحدة موقف وقوة موقف،  فإننا نسير به، وما يختلف عليه العرب بشأن عربي فيه ضعف للموقف، وبالتالي فإننا من خلال سياسة النأي بالنفس نمتنع عنه".

 

مصدر سياسي واسع الإطلاع يعتبر عبر "المدن" أن كلمة باسيل أمام إجتماع وزراء الخارجية العرب ليست موقفاً لبنانياً واضحاً، ويقول: "ان كلمة باسيل لم تكن سوى انعكاس واضح للانقسام اللبناني ضمن معسكرين، الأول تمثله إيران وحلفاؤها من حزب الله وغيره من تحالف الثامن من آذار، والثاني معسكر الإلتفاف حول الإجماع العربي الذي عبر عنه رسميا الرئيس تمام سلام". ويرى أن كلمة سلام أتت لتقطع الشك باليقين ولتوضيح الإلتباس الذي ولدته كلمة وزير الخارجية، وردا مباشرا على هجوم الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله على السعودية، ومن خلفها باقي الدول العربية المشاركة بـ"عاصفة الحزم". ويلفت  إلى إشارة سلام  ان  "الصراعات السياسية في اليمن، مدفوعة بتدخلات خارجية، أدت إلى نشوء حالة من الفوضى الأمنية والسياسية، وباتت تهدد ليس فقط وحدة اليمن كوطن، والدولة اليمنية ككيان سياسي، بل باتت تشكل خطرا فعلياً على الأمن في هذه المنطقة العربية الاستراتيجية، ما حدا بالمملكة العربية السعودية، تلبية لنداء الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، إلى قيادة تحالف عسكري عربي وإسلامي للحؤول دون تفاقم هذا الخطر، ولتثبيت الشرعية وإعادة الأوضاع في اليمن إلى نصابها الطبيعي". ويعتبر المصدر أن كلام سلام يؤدي إلى نتيجة واحدة مفادها ان الموقف الرسمي اللبناني يلتف حول الإجماع العربي، ويوجه نقدا للإيرانيين  من دون أن يسميهم لتدخلهم في شؤون اليمن الداخلية.

 

"حزب الله" الذي أطلق مواقف نارية ضد السعودية عبر أمينه العام في إطلالته الأخيرة، التزم الصمت حيال موقف رئيس الحكومة الأخير. إذ ميزت مصادر مقربة من الحزب عبر "المدن" بين ما يصدر عن الحكومة اللبنانية مجتمعة على طاولة مجلس الوزراء، وبين ما يعبر عنه رئيس الحكومة. واعتبرت ان كلمة سلام أتت من أجل عدم تحميل الحكومة "السقف العالي لموقف حزب الله من عاصفة الحزم، وجل ما في الأمر أن سلام أراد أن يوجه رسالة إلى السعودية تؤكد أنه غير موافق على كلام نصرالله".

 

بين الإجماع العربي ومبدأ النأي بالنفس، تجمع المصادر أن لبنان لا يمكنه الخروج عن الإجماع العربي، وبالتالي فإن مبدأ النأي بالنفس لا يتناقض مع موقف سلام الذي أتى منسجما مع وجهة شريحة كبرى من اللبنانيين، تنادي بضرورة المحافظة على حسن العلاقات مع دول الخليج، التي تقدم المساعدات إلى لبنان، وتستقبل عدداً كبيراً من أبنائه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها