الأربعاء 2015/01/28

آخر تحديث: 18:56 (بيروت)

"حزب الله": قرار الحرب بيد إسرائيل

الأربعاء 2015/01/28
"حزب الله": قرار الحرب بيد إسرائيل
من تشييع جهاد مغنية (المدن)
increase حجم الخط decrease

وفق قاعدة العين بالعين واستهداف الموكب بالموكب، أتى رد "حزب الله"، على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت موكباً له في القنيطرة، بإستهداف قافلة للآليات العسكرية الإسرائيلية بصواريخ موجهة. بعيد غارة القنيطرة أجمع قادة الحزب على أن الرد سيكون سريعاً، وبالفعل حصل ما توعدوا به وحتى قبل كلمة الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله يوم الجمعة.

 

تقول مصادر "حزب الله" أنه من خلال هذه العملية، التي نفذها في مزارع شبعا، يؤكد للجميع أن "لا شيء يلهيه عن صراعه مع إسرائيل". لكن الأمور لا تنحصر هنا، فلم يعد بإمكان "حزب الله" عدم الرد. في الأشهر الماضية أضحى الحزب في الزاوية. استهداف القنيطرة حشره بداية، ليتبعها الغارات على مراكز اللواء تسعين للجيش السوري في القنيطرة، إضافة إلى شائعة من الجهة الإسرائيلية بأن عناصره بصدد الرد، لتضاف إلى شائعة موضوع تسلّل خمسة عناصر في الأسبوع الفائت إلى الأراضي المحتلة، وصولاً إلى الخبر الذي سرّبته وسائل إعلام إسرائيلية عن إقدام جرافاته على عمليات حفر للبحث عن أنفاق على الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلّة. كل ذلك، لا ينفصل عن عدم رد الحزب بعد على اغتيال قائده العسكري عماد مغنية في سوريا قبل سنوات، ولا عن عدم الرد على اغتيال القيادي حسان اللقيس قبل أشهر. كل هذه التراكمات دفعت بالحزب إلى ضرورة الرد، الذي يبدو أنه لم يخرج عن قواعد الصراع المضبوطة دولياً وإقليمياً، خصوصاً أن أحداً لا يستطيع الدخول في حرب مفتوحة حالياً.

 

يتعاطى الجانب الإسرائيلي مع الموضوع من جانب واقعي. وجّه الضربة المؤلمة للحزب في القنيطرة. حقق رئيس الوزراء الإسرائيلي نقاطه، وأوصل رسالة إلى الخارج، تحديداً واشنطن وطهران، في المقابل لا مشكلة لديه في الدخول في لعبة إعلامية يريدها "حزب الله". بدأت عملية الرد بصاروخين سقطا في منحدرات جبل الشيخ، ليصبح الخبر إستهداف دورية بصواريخ موجهة. في التسويق يبرز الهدف، خصوصاً أنه ترافق مع إشاعة أخبار عن سقوط خمسة عشر قتيلاً، لتعود الأمور إلى نصابها بعد فترة.

 

رغم ذلك فإن الحزب ووفق ما تؤكد مصادره لـ"المدن" فقد أعلن الإستنفار العسكري التام في الجنوب تحسباً إلى أي رد إسرائيلي. يقول المصدر: "كل الإحتمالات مفتوحة، لكن القرار يبقى في جعبة الإسرائيلي، فهو من يقرر توسيع دائرة الإشتباك، إلى حرب، أو تبقى الأمور على ما هي عليه وتعود إلى طبيعتها".

 

 يؤشر كلام نتنياهو إلى الحفاظ على لعبة التوازن، أي ضربة مقابل ضربة. يقابل كلام نتنياهو مواقف لبنانية معلنة وغير معلنة تصب في الإطار ذاته. وهنا تؤكد مصادر واسعة الإطلاع لـ"المدن" أن "حزب الله أبلغ المعنيين بأنه لا يريد فتح الحرب، بل نفذ العملية انتقاماً لشهدائه"، وعليه شرعت الإتصالات الديبلوماسية لاحتواء الأمر وعدم تفاقم الأوضاع.

 

عموماً، أرضى "حزب الله" جمهوره بعملية مزارع شبعا. اشتعلت الضاحية ابتهاجاً. واتخذت الضربة حجمها الإعلامي المضاعف إلى حد كبير، قبل أن تبلغ إسرائيل قيادة اليونيفيل أنها تكتفي بالرد الذي أعقب العملية، مع تحذير من إمكانية إطلاق النار مجدداً من قبل الجانب اللبناني، وعليه سيطل نصر الله يوم الجمعة، مفاخراً بالثأر، ومعلناً استمرار الصراع مع اسرائيل.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها