الثلاثاء 2014/11/25

آخر تحديث: 15:15 (بيروت)

عون يستبق حوار حزب الله والمستقبل: الطائف بخطر

الثلاثاء 2014/11/25
عون يستبق حوار حزب الله والمستقبل: الطائف بخطر
الحوار بين الثنائي المُسلم سيبحث الرئاسة المارونية (المدن)
increase حجم الخط decrease

أُبلغ الجميع بموافقة حزب الله وتيار المستقبل على الحوار بينهما. ما يجري الآن هو قيام الرئيس نبيه برّي بوضع اللمسات الأخيرة على "جدول أعمال هذا الحوار" والذي من المرجّح أن ينحصر في نقطتين أساسيتين وفق ما أعلنت مصادر مطلعة على الإتصالات لـ"المدن". النقطة الأولى حوار حول الإستحقاق الرئاسي والبحث في سبل الخروج من الشغور، والثانية تهدئة الوضع الداخلي والحفاظ على الإستقرار وتعزيزه. تزامناً، يبرز الموقف المستجد للتيار الوطني الحرّ من إتفاق الطائف، إذ سرّبت دوائر الرابية مضمون رسالة أرسلها النائب ميشال عون إلى رعاة إتفاق الطائف تتضمن تهديداً مبطناً بنسف الطائف.
المعروف والمؤكد أن الطرفين المتحاورين لا يملكان إتخاذ قرارات إستراتيجية، أي ليس بإستطاعتهما تغيير سياسات وإتخاذ مواقف مستقلة عن التطورات الخارجية المرتبطة إقليمياً، ولكن أقصى ما يمكن فعله هو حوار لتسيير بعض الشؤون العالقة وقد يكون منها الذهاب نحو البحث عن أسماء مرشحين توافقيين لرئاسة الجمهورية.

يقول النائب محمد الحجار لـ"المدن" إن الموافقة على مبدأ الحوار حصلت وباقي البحث في كيفية التفاصيل وحزب الله والرئيس برّي ينتظران ما سيقوله الرئيس سعد الحريري يوم الخميس، مضيفاً أن الحريري سيؤكد أنه لن يتنازل عن أي من مبادئه بل سيكون الحوار في إطار ربط النزاع، وهذه الخطوة تأتي لحماية الساحة الداخلية من أي إرتدادات خارجية. ويؤكد الحجار أن الحوار سيتناول فقط مسألة الشغور الرئاسي وتهدئة الخطاب الداخلي.
في المقابل يعتبر حزب الله أن الحوار سيكون من دون شروط، وخالياً من أي بند، ويشير النائب حسن فضل الله لـ"المدن" إلى أن نواب الحزب ملتزمون بقرار مركزي بعدم التصريح منذ مدّة، ولكن الحوار بين اللبنانيين ضروري خصوصاً في هذه المرحلة التي لا تحتمل وضع أي شروط وشروط مقابلة. فهل ستذهبون إلى الحوار مع المستقبل؟ "الحوار ماشي ونحن بإنتظار وضع جدول الأعمال الذي يبلوره الرئيس برّي". 

وسط هذا "التقارب"، وفي وقت يسود الإنتظار لما سيكون عليه هذا الحوار ومن هم ممثلو الطرفين الذين سيجلسون على الطاولة المستديرة، يبرز موقف ممتعض من قبل تكتل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون، الذي على ما يبدو منزعج من هذا الحوار ولديه في ذلك أسباب عدّة. يأتي الحوار بين الحزب والمستقبل بعد حوار فاشل بين الأخير والنائب عون، كما يأتي في سياق تصعيدي بين الطرفين، كذلك يأتي في ظل شغور رئاسي طويل والجميع أصبح مدركاً أنه لا مجال إلّا بإنتخاب رئيس توافقي، لذا فهناك تخّوف لدى عون وتكتّله من حصول تفاهم بين المستقبل وحزب الله برعاية الثنائي برّي والنائب وليد جنبلاط على إسم توافقي ما يعني أن عون أصبح خارج اللعبة، ومن هنا يأتي تهديد عون بأن إتفاق الطائف مهدد بالسقوط.

ما يلفت أن عون لم يهدّد بالطائف داخلياً بل خارجياً وفي رسالة إلى الملك السعودي عبدالله بن عبد العزيز، ما يؤشر إلى حجم استشعار الخطر، تقول مصادر تكتل التغيير والإصلاح لـ"المدن" إن عون أبدى استعداده للنزول إلى جلسات الإنتخاب بشرط ضمان حصر المعركة الإنتخابية بينه وبين جعجع. يوحي هذا الكلام بأن رئيس التكتل يستشعر خطراً رئاسياً، ويتخوف من نسج تفاهم على حساب حلمه، وهذا إن حصل يعني أن من يقولون ليلاً ونهاراً أنهم مع إتفاق الطائف هم من ينسفه بسبب سوء تطبيقه وبالتالي ممارستهم ستؤدي إلى سقوطه.
لا يقيم المستقبل أي إعتبار لهذا الكلام، يعتبر النائب عاطف مجدلاني أنه يأتي في سياق التهويل والتخوف العوني من صفقة ما برعاية ما على حسابه: "عون لا يحبّذ أي تقارب بين المستقبل وحزب الله ويستشعر الخطر بنتيجته". ولكن هل يمكن أن يصل الحوار إلى نتيجة؟ وهل يمكن البناء عليه في ظل إستمرار الإشتباك الإقليمي؟ يشير مجدلاني إلى أن هناك إتفاقاً على عزل لبنان عن المواقف الخارجية، ونحن موقفنا في الداخل منفصل عن موقف المملكة العربية السعودية في هذا الموضوع".
على أي حال، وأيا كانت التوجهات، فإن بورصة الطائف والتلويح بتغييره حيناً وتعديله أحياناً تبقى خاضعة وفقاً لحسابات سياسية مرحليّة، وفي رسالته يوحي عون بأنه الحريص على الطائف إن لم تجر تسوية على حسابه، أما بحال حصولها وإستثنائه فهو يهدد بإسقاطه، وسقوط الطائف يخدم عون في مكان وحزب الله في مكان آخر، فعون يطمح من خلال إسقاطه أو تعديله إلى الإتيان به رئيساً للجمهورية وإعادة تعزيز صلاحيات الموقع الأول في الدولة إنطلاقاً من مزايدات مسيحية فيما تكمن إستفادة حزب الله بتغيير الطائف بالذهاب نحو المثالثة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها