الإثنين 2018/04/09

آخر تحديث: 08:14 (بيروت)

أميركا تُعد خطة لاجلاء مواطنيها من لبنان؟

الإثنين 2018/04/09
أميركا تُعد خطة لاجلاء مواطنيها من لبنان؟
خلال حرب 2006 قتلت إسرائيل نحو 1200 شخص (Getty)
increase حجم الخط decrease

تشير التحليلات في الآونة الماضية إلى أن عودة عصر المحافظين الجدد في الولايات المتحدة يمكن أن تُعطي دفعة لإسرائيل نحو الحرب مع لبنان. فالأمور لم تعد تقتصر على التهديدات، بل ظهرت دعوات لوضع خطة لاجلاء المواطنين الأميركيين من بيروت عند اندلاع النزاع.

في رسالته الأخيرة إلى موقع بوليتيكو، حذر إيليوت أبرامز الذي التحق بإدارة الرئيس الأميركي الأسبق جورج دبليو بوش، في العام 2002، كمستشار أوّل لشؤون الشرق الأوسط والزميل الحالي في مجلس العلاقات الخارجية في واشنطن العاصمة من أن "لبنان يغلي" وأن "الآلاف من الأميركيين يمكن أن يعلقوا هناك في منتصف الحرب". وجوهر المقال، الذي شارك في كتابته زميل أبرامز زاكاري شابيرو، هو أنه يجب على الولايات المتحدة أن تضع خطة اجلاء شاملة لمواطنيها في لبنان، استعداداً للمواجهة التالية التي يبدو أن لا مفر منها مع إسرائيل.

خلال حرب 2006، التي قتلت فيها إسرائيل نحو 1200 شخص في الأراضي اللبنانية، غالبيتهم من المدنيين، اضطرت الولايات المتحدة إلى اجلاء نحو 15000 مواطن، على أساس طارئ واستأجرت سفناً للاجلاء. لذلك، سيكون الاجلاء أكثر صعوبة في الحرب المقبلة، كما يجادل أبرامز وشابيرو. إذ إن "كل المؤشرات تدل على أنه سيكون صراعاً أشد ضراوة مما كان عليه في العام 2006". فالمسؤولون الإسرائيليون أمضوا الجزء الأفضل من السنوات الـ12 الماضية بالتدرب على الحرب الجديدة.

تطرق موقع "ميدل إيست آي" البريطاني إلى دعوات أبرامز الجديدة، معتبراً أن هناك طريقة أكثر مباشرة لضمان سلامة المواطنين الأميركيين في البلاد، وهي التوقف عن إهدار مليارات الدولارات من "المساعدات العسكرية" السنوية لدولة إسرائيل. ففي الأشهر الماضية قام أبرامز أمام اللجان الفرعية للكونغرس الأميركي بتسويق الخطاب الإسرائيلي بأن "التمييز بين حزب الله ولبنان" لم يعد من الممكن الحفاظ عليه، وأن حزب الله "ببساطة هو الذي يدير البلاد". لذلك، كما يرى الموقع، ومع عصر المحافظين في أميركا، يجب أن تتم شيطنة حزب الله بأي ثمن، نظراً إلى سجله الحافل في إحباط مخططات إسرائيل الإقليمية.

يتبع خطاب أبرامز، كما يحلل الموقع، مجموعة من وسائل الإعلام والسياسيين الأميركيين، الذين يساعدون حرفياً في تمهيد الطريق لمزيد من الهجمات الإسرائيلية على المدارس والمستشفيات والمجتمع اللبناني بشكل عام. لكن الأمور لا تقف عند هذه الحدود. ففي شهادته في تشرين الثاني 2017 أمام اللجنة الفرعية المعنية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا، قدم أبرامز أسطورة ضبط النفس الإسرائيلي في العام 2006، قائلاً إن الجيش الإسرائيلي "بذل جهوداً خاصة لتفادي إلحاق ضرر بالغ بالبنية التحتية اللبنانية"، وأشار إلى زيارته الخاصة أثناء الحرب إلى بيروت بصفته نائباً لمستشار الأمن القومي ونائباً مساعداً لبوش عندما أُعجب بالدقة الجراحية الإسرائيلية الساحرة عند قصفها لبنان، رغم أنها ارتكبت العديد من المجازر.

يمكن لأبرامز، وفق الموقع، أن يتحدث عن كل ما يريده بشأن الحاجة إلى خطة الاجلاء في لبنان. لكن الخطورة اليوم تكمن في اصغاء الإدارة الأميركية لأشخاص كأبرامز، إذ إن إلقاء نظرة على سيرته الذاتية، التي تتضمن التحريض الشديد نيابة عن حمام الدم المذهل المعروف باسم الغزو الأميركي للعراق، بالإضافة إلى المشاركة في "مبادرة سرية... لإثارة الحرب الأهلية الفلسطينية"، هو أمر مقلق. وكما كتب الباحث روكسان دونبار- أورتيز في "الدم على الحدود: مذكرة حرب الكونترا"، فإن الحرب في نيكاراغوا، التي كان لأبرامز الدور الأكبر فيها، "تسببت بـ50000 حالة وفاة من عدد سكان يبلغ 3.5 مليون نسمة، مع القضاء على مجتمعات بأكملها. ما أدى إلى تشريد مئة ألف شخص وتدمير البلاد".

ويختم الموقع بالقول إنه بالنظر إلى مهمة أبرامز الحربية الحالية في لبنان، لا يسع المرء إلا أن يتعجب من السهولة التي يتمكن بها المجرمون المدانون من إعادة تثبيت أنفسهم في مواقع النفوذ في الولايات المتحدة، وأن المرحلة المقبلة سيكون عنوانها في الولايات المتحدة وإسرائيل الخروج على القانون.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها