الأربعاء 2018/04/25

آخر تحديث: 08:17 (بيروت)

هذا ما تخبئه صناديق الاقتراع في الضنيّة

الأربعاء 2018/04/25
هذا ما تخبئه صناديق الاقتراع في الضنيّة
يواجه المستقبل في الضنية تنافساً كبيراً وحاداً (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease
إنّها المرّة الأولى، التي تتحضر فيها الضنيّة لخوض معركتها الانتخابيّة بشكلٍ ومضمونٍ مختلفيّن، بعد حصر تمثيلها النيابي لسنوات طويلة تحت عباءة تيّار المستقبل. فالقانون الانتخابي الجديد بنسبيّته وصوته التفضيلي، أدّى إلى تغيير معالم المعركة في الضنيّة بعد فصلها عن المنيّة وجعلها قضاءً واحداً إلى جانب طرابلس ضمن دائرة الشمال الثانية.

في انتخابات 2005 و2009، كان النائب السابق جهاد الصمد، هو المنافس الوحيد لتيّار المستقبل، إذ استطاع أن ينال في الدورتيّن أكثر من 33% من إجمالي أصوات المقترعين. أمّا في استحقاق 2018، يواجه المستقبل في المنطقة الشمالية التي كان يضعها في جيبه، تنافساً كبيراً وحاداً، لجهة ارتفاع عدد المرشحين إلى 15 مرشحاً، موزعين على 8 لوائح.

والضنيّة التي تضم نحو 71 ألف ناخب، تُقدّر نسبة الاقتراع فيها نحو 38 ألف مقترع، لاختيار نائبين على المقعدين السنيين، يشغلهما حالياَ عضوا كتلة المستقبل النيابية أحمد فتفت وقاسم عبد العزيز. فكيف تُدار المعركة الضناوية؟

عمليّاً، ترتكز المعركة في الضنيّة بين 4 مرشحين أساسيين، وهم: الصمد مرشح لائحة الكرامة الوطنية المدعومة من الوزير السابق فيصل كرامي، وعبدالعزيز وسامي فتفت مرشحا تيّار المستقبل، ومحمد الفاضل مرشح تيّار العزم. وفيما تبدو اللعبة محصورة بين الصمد وعبدالعزيز اللذين ترتفع حظوظ فوزهما، في ظلّ خوضهما تنافساً شرساً ضدّ بعضهما البعض، لا بدّ من التنويه بأنّ كليهما من بلدة بخعون. ما يعني أن صناديق الاقتراع قد تُخبئ مفاجآت كثيرة. ففي الدرجة الأولى، تنحصر المعركة بين الصمد وعبدالعزيز، وفي الدرجة الثانيّة بين فتفت والفاضل.

الطرف الأقوى في الضنيّة، نسبةً لآلية الصوت التفضيلي، يبدو الصمد، وهو نجل النائب السابق مرشد الصمد. ورغم أنّه يعتبر من أقرب المقربين لقوى 8 آذار، وتحديداً من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، يستند الصمد في حظوظ فوزه إلى حيثيته الشعبيّة الكبيرة، التي أرسى قوامها من تقديم الخدمات والاحتكاك المباشر مع أهالي المنطقة.

في المقابل، يبدو أنّ العزم "يطحش" بقوّة في الضنيّة، عبر اختيار مرشحيه. إذ إنّ اليوسف هو ابن بلدة قرصيتا في جرد الضنية، والفاضل ابن بلدة سير الضنية. فمن جهة، يأتي ترشح اليوسف في بلدة قرصيتا معقل تيّار المستقبل بامكانه أنّ يأخذ فيها من طريق المستقبل ما لا يقلّ عن 1200 صوت، وفق معلومات "المدن"، لا سيما أنّ اليوسف هو المرشح الأقوى في جرود الضنيّة بعد عزوف النائب أسعد هرموش عن الترشح.

ومن جهة ثانية، جاء اختيار الفاضل، لكونه يتمتع بحيثية شعبية ورثها من عهد جده نصوح آغا الفاضل ثمّ إلى عهد والده النائب الراحل أحمد آغا الفاضل، إذ يحمل إرثاً سياسياً كبيراً يمتدّ في جميع قرى الضنيّة. وما يرفع من أسهم الفاضل أيضاً، بحسب معلومات "المدن"، هو أنّ ثمّة توجهاً لدى حزب القوات اللبنانية بإعطائه الصوت التفضيلي في دائرة الشمال الثانية، وليس ذلك إكراماً لرئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، إنّما لأنّ المستقبل واللواء أشرف ريفي، رفضا ضمّ مرشحه إيلي الخوري عن المقعد الماروني على لوائحهما.

معركة الإنماء
في استحقاق 6 أيار 2018 في الضنيّة، لا يمكن فصل السياسة عن الإنماء. ثمّة "نقمة إنمائيّة" واضحة لدى أبناء المنطقة. فمنذ العام 2005، لم تحصل المنطقة على أيٍّ من المشاريع الإنمائيّة، وهي تعاني من حرمانٍ كبير. مثلاً، في أكثر من 40 قرية في داخلها لا يوجد غير مستشفى حكومي واحد. وهناك قرى يغيب عنها الإرسال كليّا، وبعضها من دون طرقات معبّدة، إلى جانب عدم دعم الموسم الزراعي. حتّى أنّ مشروع سد بريصة الذي شيّده مجلس الإنماء والإعمار عام 2003 لحل مشكلة المياه في الضنية، وكلف الدولة نحو 25 مليون دولار أميركي، لا يخزن المياه، نتيجة طبيعة الأرض التي تؤدي إلى امتصاص المياه إلى جوفها.

هذا الواقع، خلق جواً عاماً في الضنيّة ضدّ المستقبل رغم حفاظه على قواعده الشعبيّة الأساسيّة. ويشي هذا الجو بفشل التيار في المنطقة سياسيّاً وإنمائياً، إلى جانب التململ الكبير من خطابه الاتهامي والاقصائي، حيث يرشق خصومه ومنافسيه بتهمة التبعيّة لنظام بشار الأسد.

وبينما يبذل التيّار جهده لتأمين فوز عبدالعزيز كأولويةٍ عن فتفت الذي جاء ترشيحه لإخراج والده من المعادلة المستقبلية بما يحفظ له ماء الوجه، تشير المعلومات عن خلافات تنشب وسط التيّار بين أنصار عبد العزيز وفتفت، بعد ملاحظة أنصار الأخير سعي المستقبل لتأمين الصوت التفضيلي لعبد العزيز، ما جعل مساحة الخلاف بين المرشحين تكبر وتُحدث شرخاً وإرباكاً داخلياً.

وفي الوقت الذي تأخذ أجهزة الدولة ومؤسساتها من نفسها طرفاً في معركة الضنية لمصلحة المستقبل، مثلما هو الحال في طرابلس، وبالأخص في موضوع صبّات البناء المخالف الذي يتقاضى كثيرون أموالاً طائلةً من ورائه، تتحضر المنطقة لاستقبال رئيس الحكومة سعد الحريري، في 27 نيسان 2018، وهي زيارة لن تكون لإسقاط منافسيه بقدر ما هي لاستنهاض أحد مرشحيه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها