الثلاثاء 2018/04/24

آخر تحديث: 09:47 (بيروت)

جبل محسن حائراً: "القرار السوري" أو كرامي أو الخير؟

الثلاثاء 2018/04/24
جبل محسن حائراً: "القرار السوري" أو كرامي أو الخير؟
يصل عدد الناخبين العلويين في جبل محسن إلى 23000 ناخب
increase حجم الخط decrease

عشية الانتخابات، ينشغل أبناء جبل محسن بمرشحي المقعد العلوي. فبعد ما شهدته المنطقة من متغييرات سياسيّة واجتماعية وأحداثٍ أمنيّة على مدار السنوات الماضية، ومغادرة مسؤول العلاقات السياسية في الحزب العربي الديمقراطي رفعت عيد الجبل إلى سوريا، إثر تطبيق الخطة الأمنية، يبدو أنّ الحسابات الانتخابيّة لعلويي الجبل قد تغيّرت.

يعتبر علويو المنطقة أنّ تمثيلهم السياسي رسميّاً في سدّة البرلمان، لم يتحقق غير مرتيّن بالتزكية من دون انتخابات حتّى. المرّة الأولى، كانت في العام 1991 عندما عُين الأمين العام للحزب العربي الديموقراطي النائب الراحل علي عيد نائباً عن طرابلس، بعد اتفاق الطائف الذي أعطى العلويين مقعدين نيابيين في طرابلس وعكار. والمرة الثانية، كانت في فوز عيد بالتزكية في العام 1992. وفي انتخابات العام 1996، فاز المرشح العلوي أحمد حبوس بفارق 123 صوتاً في وجه منافسه علي عيد، كذلك فاز في انتخابات العام 2000، قبل أن يتبنى تيّار المستقبل ترشيح النائب الراحل بدر ونوس الذي فاز بالمقعد العلوي في عامي 2005 و2009.

في دائرة الشمال الثانية، ثمّة ترويج لفكرة ارتباط الصوت العلوي بـ"القرار السوري" مع أصوات الناخبين المقيمين في سوريا الذين يطلق عليهم لقب "الناخب السوري". لا شكّ أنّ هذه الفكرة تحرج ابن الجبل في مجتمعه الطرابلسي، الذي ينبذ أيّ شكلٍ من أشكال الارتباط بالنظام الحاكم في دمشق، لاسيما أنّ معظم الناخبين العلويين والمرشحين أيضاً، أعلنوا استقلاليتهم وحياديتهم الكاملتين مقابل حصر انتمائهم بمحيطهم المجتمعي والوطني.

تفيد معلومات "المدن" أنّ عدد الناخبين العلويين في سوريا يبلغ نحو 3800 ناخب في طرطوس وحمص. وفي حقيقة الأمر، لم تشهد الانتخابات النيابية سابقاً إقتراع أكثر من 800 صوت لبناني علوي يعيش في سوريا، إلا في انتخابات ٢٠٠٥ حين كان العدد نحو 2000 مقترع، صوتوا لمصلحة سليمان فرنجية.

وبناءً على اتصال دائم بين أفراد من الجبل لهم أقارب يعيشون في سوريا، لم تظهر أي مؤشرات لحثهم على الانتخاب بشكل مباشر، سوى قلة قليلة تقدر بنحو 20%.

لكن، لمن سيكون الصوت العلوي في جبل محسن؟

لا شيء حتّى اللحظة يبدو محسوماً. وفي الوقت الذي تنحصر فيه المعركة الانتخابية في دائرة الشمال الثانية بين 4 لوائح انتخابية (بدل ثماني) بإمكانها أن تنال حاصلاً يؤمن دخولها البرلمان، تدخل لائحة رئيس المركز الوطني في الشمال كمال الخير حلبة المنافسة، وتحديداً في الشارع العلوي داخل الجبل، مع بروز توجهٍ لدى بعض الناخبين العلويين لدعم مرشحه محمود شحادة باعطائه صوتهم التفضيلي. لكنّ هذه المنافسة لا تبدو عاديّة، لاسيما بعد تردد معلومات عن سلسلة اجتماعات عقدها السفير السوري في لبنان مع قيادات ورجال دين علويين، وأعرب لهم عن دعمه مرشح الخير.

وفيما يجسد شحادة صورة الرجل الكبير صاحب العلاقات التاريخية والمتأصلة في الجبل، ترتفع حظوظ مرشح لائحة العزم علي درويش، الذي يقف في خط وسطي بين الجميع وهو من أبرز المرشحين الناشطين داخل المجتمع العلوي. وبروز درويش، يرتبط بحضور العزم في الجبل، لاسيما من خلال مروحة خدماته وتقديماته الدائمة.

أمّا مرشحة تيّار المستقبل عن المقعد العلوي ليلى شحود، ورغم أنّها من الشخصيات النسائية الناشطة والبارزة في المدينة، إلّا أنّ حظوظها بنيل نسبة عالية من الأصوات التفضيلية العلوية تبقى ضئيلة، نتيجة الموقف السياسي لأبناء الجبل من تيّار المستقبل وعدم امكانيّة التصويت له. لكن حظوط شحود بالفوز، تبقى مرتبطةً بالأصوات السنيّة والحاصل الانتخابي الذي ستناله لائحة المستقبل.

حالياً، يبدو أنّ المتمسكين بخطهم السياسي في الجبل، يميلون إلى انتخاب لائحة الخير واعطاء صوتهم التفضيلي لمرشحه العلوي أكثر من الميل المفترض والطبيعي للوزير فيصل كرامي، إذ وجدوا البديل. وهو ما يضع كرامي في موقف صعب ومحرج، لا سيما أنّ علويي الجبل، يعتبرون أن كرامي "استحى بهم" ولهم عتب كبير عليه خلافاً للخير.

وفي الجبل هناك ناخبون يميلون إلى فكرة "القرار السوري" وفاءً لهويته السياسية وخطّه القوي والعربي. ووفق هذه المعادلة، لن يصوت هؤلاء لا للائحة المستقبل ولا للائحة اللواء أشرف ريفي. عليه، يبقى خيارهم محصوراً بين كرامي والخير، مع ترجيح الكفّة لمرشح الخير.

والمفارقة في الجبل، الذي يصل عدد ناخبيه العلويين إلى 23000 ناخب، أن تأجيل إقرار قانون العفو العام، الذي كان من المفترض أن يشمل عيد، خلق حالةَ من المظلوميّة الكبيرة. وتفيد معلومات "المدن" عن توجه جماعة الحزب العربي الديمقراطي إلى مقاطعة الانتخابات أو الوقوف على الحياد، باعتبار أنها "لا تعنيهم".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها