الأحد 2018/04/22

آخر تحديث: 04:15 (بيروت)

مرشحو التيار: منافسات خطيرة

الأحد 2018/04/22
مرشحو التيار: منافسات خطيرة
سعي كنعان لتزعم المتن على حساب رفاقه (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

كرّس القانون الانتخابي الجديد المنافسة بين أعضاء اللائحة الواحدة. بين أعضاء الحزب الواحد، وليس بين الحلفاء فحسب. هذه المنافسات الحادة، تصيب إلى حدّ بعيد تيار المستقبل والتيار الوطني الحر، بسبب تحالفهما الواسع، وكثرة مرشحيهما. في صيدا- جزين، هناك منافسة حامية بين النائبين أمل أبو زيد وزياد أسود، للحصول على الصوت التفضيلي، باعتبار أن أصوات المؤيدين للتيار الوطني ستنقسم بينهما. وهناك حالة حرب صامتة بين الرجلين. كذلك في دائرة بيروت الثانية، التنافس على أشدّه بين المرشحين السنّة على لائحة المستقبل، الذي يضمن ثلاثة فيما يستمر التنافس بين الآخرين، لتعزيز أصواتهم التفضيلية.

أبرز تجليات معارك الحلفاء على الصوت التفضيلي تتجلى في دائرة المتن. فمع تحديد الحواصل الانتخابية لكل اللوائح في دائرة المتن واقتصار المفاجآت على الكسور التي من المتوقع أن تتحكم بمقعد واحد، تدور صراعات خفيّة داخل اللوائح، ولاسيما لائحة التيار الوطني الحر وحلفائه، للحصول على الصوت التفضيلي سعياً للعبور الآمن إلى مجلس النواب. صحيح أن التيار تمكن من تعزيز أوراقه بضم المرشح سركيس سركيس إلى لائحته، ولكنه خلق عقبات في المقابل، لا تبدأ بإزاحة النائب نبيل نقولا ولا تنتهي بالمنافسة على المركز الماروني الأول ضمن اللائحة. داخل لائحة التيار صراع على زعامة المتن بين النائب إبراهيم كنعان والوزير السابق الياس بو صعب. وخارج اللائحة، الصراع مع النائب سامي الجميل على هذه الزعامة ومن سيكون صاحب الأصوات التفضيلية الأكبر.

يتحدّث البعض عن حالة تململ في صفوف التيار الوطني في المتن، بسبب عامل المنافسة داخل اللائحة الواحدة. فيما يغيب هذا الأمر عن اللوائح الأخرى. ففي لائحة القوات التي يشكك البعض في قدرتها على توفير الحاصل الانتخابي، الهدف واضح، وهو صب الأصوات لمصلحة ادي أبي اللمع. ولائحة الكتائب، بحسب المتوقع، ستؤمن حاصلاً ونصف الحاصل تقريباً. وستتركز الأصوات التفضيلية لمصلحة الجميل، الذي يعمل على توفير أكبر قدر من الأصوات التفضيلية ليحلّ في المرتبة الأولى، مستفيداً من تشتت أصوات العونيين. أما لائحة النائب ميشال المر، فهي تواجه صعوبة في توفير الحاصل. لذلك، فإن المعركة تتركز داخل لائحة التيار في شأن كيفية توزيع الصوت التفضيلي وأي معايير سيتم اعتمادها. هذه إحدى العقبات الأساسية التي يواجهها التيار. يحسم التيار، وفق تقديراته، فوز أربعة مرشحين، من أصل ثمانية. فإذا ما استطاعت القوات توفير الحاصل وفوز المرشح الماروني ادي أبي اللمع، فحينها سيكون الفوز من نصيب المرشح الكاثوليكي ادي المعلوف. بالإضافة إلى فوز ابراهيم كنعان، الياس بو صعب، وسامي الجميل. فوز القوات بأحد المقاعد يعني تهديد مرشّح ماروني على لائحة التيار.

ينقسم التنافس إلى شقين، الأول هادئ على المقعد الأرثوذكسي بين بو صعب والنائب غسان مخيبر. وهذا ما يصفه البعض بالتنافس الراقي، وبدون أي حسابات تحريضية، يراهن العونيون على عدم توفير النائب ميشال المر حاصلاً انتخابياً لضمان فوز المرشحين، وحصول الكتائب على حاصل ونصف، يعني نجاح الجميل إلى جانب مرشح ماروني آخر. ما يزيد من فرص النافس داخل لائحة التيار الوطني. فوز النائب إبراهيم كنعان محسوم. وبالنسبة إلى العونيين فهو سيحل في المرتبة الأولى. لكن هذا ينعكس بشكل معنوي سلباً على المقترعين لناحية تجيير الأصوات التفضيلية لمصلحة مرشحين غيره. وهو ما يتسبب ببعض التوتر. ليس من مصلحة كنعان التعاطي بترف واعتبار فوزه محتّماً، كي لا يتم التساهل في أصواته التفضيلية. وثمة من يشير إلى أن التنافس يتركز بين كنعان من جهة وبو صعب من جهة أخرى، وادي معلوف من جهة ثالثة.

تتخذ المعركة أشكالاً متعددة. كنعان هو رأس حربة التيار، ويخوض معركة مواجهة الكتائب، ومعركة الدفاع عن التيار. في المقابل، هناك حالة تعاطف مع المعلوف، باعتباره شاباً له تاريخ في التيار، وسيكون صاحب تجربة جديدة في المجال السياسي، وهو يمثّل فوز المنتسب إلى التيار، على حساب سركيس سركيس.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها