الأحد 2018/04/22

آخر تحديث: 04:15 (بيروت)

الحريري إلى عرسال: ما قصة 15 مليون دولار؟

الأحد 2018/04/22
الحريري إلى عرسال: ما قصة 15 مليون دولار؟
يختتم الحريري جولته البقاعية في عرسال (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

إلى عرسال يتوجه الرئيس سعد الحريري بعد ظهر الأحد، في 22 نيسان 2018، مختتماً جولات "انتخابية" في دوائر البقاع الثلاث، أدرجت فيها معظم القرى التي تشكل بيئة تيار المستقبل، والتي يطلب منها أن تشكل رافداً أساسياً في صناديق الاقتراع، من أجل تأمين فوز أكبر عدد من مرشحيه في دائرتي زحلة والبقاع الغربي، وخصوصاً في دائرة بعلبك التي يتواجه فيها المستقبل للمرة الأولى منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري مباشرة مع حزب الله وحركة أمل، في معركة بعناوين سياسية يخوضها متحالفاً مع القوات اللبنانية.

عليه، تحشد ماكينة المستقبل للمهرجان الانتخابي، الذي يتوقع أن تطلق خلاله سلسلة عناوين تحفز الناخبين البعلبكيين خصوصاً، على التوجه بكثافة إلى صناديق الاقتراع، "لاستعادة" صوتهم وفرض شراكة فعلية في تمثيل المحافظة التي احتكر حزب الله وحركة أمل نوابها لفترة طويلة.

إلا أن تقدم العناوين السياسية في هذه الجولة، لن ينسي أهالي عرسال الوعود التي تلقوها منذ انتهاء أحداثها الأخيرة، بتخصيصها بمبلغ 15 مليون دولار، كان يفترض أن يبدأ انفاقها مباشرة في مشاريع انمائية، تعيد احياء البلدة التي لا تزال مزدحمة بالنازحين السوريين، رغم تراجع أعدادهم من نحو 100 ألف نازح خلال أحداث عرسال إلى نحو 60 ألفاً بعدها.

عليه، اتخذت البلدية الاجراءات اللوجستية اللازمة، لتأمين مشاركة الرئيس الحريري في وضع الحجر الأساس لتجمع مدارس، أقر انشاؤه من ضمن مبلغ الـ15 مليون المخصص لها، محاولة ادراج هذه المحطة من خارج برنامج الزيارة المخصصة للمشاركة في المهرجان الانتخابي فحسب.

انتظرت عرسال هذه المدرسة منذ العام 2006، بعدما عملت البلدية السابقة على نقل ملكية الأرض التي ستُبنى عليها من وزارة المال إلى وزارة التربية، نظراً إلى حاجة البلدة الملحة إلى بناء مدرسي يتسع لأعداد التلاميذ المتزايدة. ولما كان المشروع قد بقي وعوداً، ولم يسلك طريقه إلى التنفيذ إلا من خلال تحديث دراساته لإنجاز بناء يتسع لنحو 500 تلميذ، فإن البلدية استأجرت مبنى من أجل انشاء متوسطة هي رابعة في البلدة التي تضم 15 مدرسة بين رسمية وخاصة يتسع كل منها لنحو 700 تلميذ.

لا تعول عرسال كثيراً على الوعود الانتخابية بالانماء، بل تعول على اكتمال استحقاق تشكيل حكومة ما بعد الانتخابات بسلاسة، لتتابع وجهة انفاق مبلغ الـ15 مليون دولار، الذي قد لا يكفي حاجات البلدة "المنكوبة"، كما تصفها نائب رئيس البلدية ريما فليطي.

إلا أن الموضوع الذي لا يحتمل تأجيلاً بالنسبة إلى رئيس البلدية ونائبه، هو "سلامة المواطنين" التي باتت مهددة في كل يوم، بسبب عشوائية الألغام التي زرعت في جرودها خلال الأحداث الأخيرة، والتي تسببت بمآس إنسانية كبيرة. وإذا كان الجيش اللبناني يبذل جهوداً كبيرة لإنهاء هذه المأساة، فإنه وفق فليطي مطلوب من رئيس الحكومة أن يطالب مؤسسات الدول المانحة بمد يد العون في هذا المجال.

لا مفر لأهالي عرسال من أن يقصدوا هذه الجرود، فهناك تتركز مصادر دخلهم الأساسية، من مقالع وكروم، أقتُلعت أعداد كبيرة من أشجارها للتدفئة عندما كانت محتلة من مقاتلي النصرة وداعش، وسويت بعض انشاءاتها بالأرض، أو أستخدمت دشما في معاركهم مع الجيش اللبناني. ويطالب أهالي عرسال بالتعويضات عن الأضرار، خصوصاً أن الموسم صار على الأبواب، وهناك حاجة إلى إعادة استصلاح هذه الأراضي. علماً أنه لدى طرح الموضوع على الهيئة العليا للاغاثة، وعد أمينها العام ببحث الموضوع بعد الانتخابات، كما تؤكد الفليطي.

ستحاول فليطي إذا تسنى لها تقديم جردة بحاجات عرسال إلى الحريري خلال زيارته، كما تقول، تذكره بالمشاكل البيئية المستفحلة في البلدة، خصوصاً بسبب مكبها العشوائي الذي يحرق فيه 45 طناً من النفايات يومياً، بالإضافة إلى تلوث مياه الشرب، وغياب شبكات الصرف الصحي التي وعدت بتأمينها منذ أكثر من سنتين.

وإذا كان تحمل عرسال العبء الأكبر من النزوح السوري قد جعل هذه المشاكل تستفحل، فإن المطلوب، وفق فليطي، من الحكومة التي يرأسها الحريري أن تسارع إلى تطبيق القوانين الرادعة للمضاربة الاقتصادية التي يتسبب بها هؤلاء في البلدة، وفي شتى القطاعات وحتى في قطاع الاستشفاء.

وتسجل فليطي عتباً على الجهات المانحة التي ترى أن لا مبرر لاستمرار تقصيرها في تحمل عبء اللجوء السوري في عرسال اسوة بالقرى الأخرى، حتى لو كانت هذه الجهات كما لفت رئيس البلدية شريكة حالياً في عدد من المشاريع، ومنها تجهيز أقنية لتصريف مياه الشتاء وتأمين الكهرباء إلى مضخات الآبار وغيرها.

وفي النتيجة، يتشارك أهالي عرسال مع البعلبكيين عموماً في رفض أن يتعارض التنافس السياسي مع الانماء. ويعتبرون أنه إذا كان المطلوب أن تشكل قرى الأطراف رافعات أساسية تحسن تمثيل القوى السياسية في البرلمان المقبل، فإنه من واجب هؤلاء في المقابل الوفاء بوعودهم بالإنماء وحفظ كرامة المواطنين فيها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها