معركة جبيل: التيار يحارب حزب الله بـ"غرف سوداء"؟

تحتدم المعركة الانتخابية في دائرة جبيل- كسروان، لاسيما في وجه لائحة التضامن الوطني التي يدعمها حزب الله. فمشهد المسيرة البحرية التي نظمها حزب الله قبل يومين قبالة شاطئ جبيل، وتم خلالها رفع أعلام حزب الله وصور مرشحه في الدائرة الشيخ حسين زعيتر على وقع أناشيد الحزب، استفز الأطراف الأخرى.

الرد كان حاضراً من المرشح فارس سعيد (لائحة القرار عنا)، عبر تغريدات، موجهاً نداءً إلى أهالي جبيل وكسروان. "أنقذوا الحريّة وهي تتكفل بالباقي، حرية التعبير، حرية القرار، حرية الملبس والمأكل وأسلوب العيش. لا تتركوا جبيل وكسروان في قبضة أحزاب مسلحة أو أحزاب سلطوية لا تقبل حرية الرأي الآخر". وأكد سعيد أن الرد على تصرفات حزب الله في جبيل سيكون "بمشهد العلم اللبناني إذا ملأ حزب الله برنا وبحرنا بأعلامه في إحتفال Platea"، في إشارة إلى الإحتفال الشعبي الذي أقامته لائحة التضامن الوطني في مسرح بلاتيا الخميس، في 19 نيسان 2018، تحت عنوان "صنع المواطنة والإعتدال".

المسيرة البحرية لحزب الله قوبلت بإنتشار فيديو آخر يُظهر تمدد حزب الله في المنطقة الجُبيلية، ويستحضر خطابات طائفية ومذهبية، والمشاكل العقارية بين القرى المسيحية والمسلمة في جبيل. الفيديو الذي لم يتجاوز الدقيقتين يتوجه إلى الناخبين المسيحيين للوقوف في وجه حزب الله، في الإستحقاق النيابي المقبل.

الفيديو الذي لم يُعرف مصدره ولا من قام بإنتاجه، يستحضر أعلى خطابات الشحن الطائفي والمذهبي، ويوحي أن المعركة الانتخابية في هذه الدائرة تمشي "على هدير البوسطة".

الخطاب العنيف الذي يعتمده سعيد ضد حزب الله، يدفع إلى سؤاله عن دوره في نشر هذا الفيديو. لكن، سعيد يقول، لـ"المدن"، "إنني أتوجه إلى حزب الله بالعلن ولست محرجاً لأوجه اليه رسائل من تحت الطاولة". ودعا سعيد حزب الله إلى التأكد من نوايا "حلفاء العهد الذين وثق بهم منذ العام 2006 حتى اليوم".

ويعترف سعيد أن قانون الانتخاب المعتمد سمح لحزب الله بتثبيت حضوره في "حصن الموارنة"، وقد ضمن الحزب فوزه في هذه الدائرة. أما عن استحضار الخطاب الطائفي وإعطاء فكرة أن الشيعة يقومون بإحتلال جبيل، يجيب سعيد بأن "خوفنا هو من تأثير وجود حزب الله على مناطق جبيل". ويختم سعيد حديثه بأن مشهد المسيرة البحرية إذا تكرر في مناطق أخرى، وأظهر الحزب تصرفاته الأمنية من خلال تسكير بعض الشوارع لإقامة إحتفالاته، فالرد "سيكون شعبياً من أهالي جبيل بتحركات وتظاهرات على الأرض".

في المقابل، يأسف مرشح حزب الله الشيخ حسين زعيتر لتحويل المعركة الانتخابية في جبيل إلى شحن مذهبي، يولد حقداً وكراهية في زمن العيش المشترك والإنفتاح على الآخر. ويعتبر زعيتر أن الفيديو "محضر في غرف سوداء هويتها واضحة، وحزب الله سيعمل في الوقت المناسب على كشفها". ولا ينكر زعتير أن التيار الوطني الحر يقوم بحملة ممنهجة في وجه الحزب في جبيل وكسروان، لكنه يعتبرها تصرفات فردية. فـ"هناك مشكلة مع بعض المرشحين وأبرزهم النائب سيمون أبي رميا، الذي لا يجيد قراءة ورقة التفاهم بيننا وبين التيار، ويتصرف بطريقة إنفعالية تصل إلى حد الخفة. ما يعكس الخلاف الانتخابي الواضح في صفوف التيار". ويرد زعيتر على لغة سعيد بدعوته إلى قراءة كُتب فلسفية خلال إقامته في جبيل "من أجل تهدئة أعصابه".

وحاولت "المدن" التواصل مع النائب سيمون أبي رميا، من أجل الرد على السجال الانتخابي، لكنه رفض التحدث قبل التباحث مع رئيس التيار جبران باسيل، السبت في 21 نيسان.

يُذكر أن حزب الله يُقيم مهرجاناً انتخابياً لأهالي جبيل وكسروان، الاثنين في 23 نيسان، في الضاحية الجنوبية لبيروت، يتضمن كلمة لأمينه العام السيد حسن نصرالله. وعن سبب إختيار مكان الإحتفال في الضاحية وليس في جبيل، تقول أوساط حزب الله إن العدد الأكبر من أهالي جبيل وكسروان يقطنون في الضاحية الجنوبية، وليس بسبب بعض "الحملات المتعصبة ضدنا".