والبقايا الناتجة من عملية ذبح اللحوم، يجري توزيعها على غرف عدة في المسلخ، الذي تشغله أعدادٌ هائلة من الكلاب الشاردة تصول وتجوله داخله لتأكل من هذه البقايا. اللافت في طرابلس أنّ المواطنين في المناطق المتضررة من الروائح الكريهة، يجمعون على أن هذه الروائح تشتدّ حدّتها ليلاً، وتكون أقرب إلى روائح الأسيد المحروق. وتفيد المعلومات أنّ عملية نقل تلك البقايا من المسلخ القديم إلى المسلخ الجديد وحرقها، تكون ليلاً حتّى لا ينتبه أحد، علماً أنّ معمل الفرز المتهم بانبعاث الروائح المسممة في طرابلس، يتوقف عن العمل عند المساء ويكون مغلقاً.
عملياً، يتحمل اتحاد بلديات الفيحاء مسؤولية الوضع داخل المسلخ القديم، في حال كان على علم بما يجري داخله. والوضع في المسلخ، يدفع إلى توسيع مروحة الفرضيات والاتهامات حول المتهمين بالوقوف خلف هذه الكارثة البيئية التي تصيب عاصمة الشمال، لاسيما أن عملية الحرق داخله لا تستوفي أدنى الشروط البيئية والصحية، بحيث يكون الاقتراب نحوه صعباً بسبب نوعية الروائح السامة المنبعثة منه.
وفي السياق، علمت "المدن" أنّ حائط الدعم لجبل النفايات من جهة المنطقة الاقتصاديّة الحرّة، يشهد عملية تشققٍ وانهيار، وجرى استقدام الجرافات لإزالة ما نتج عنه، بهدف لملمة "الفضيحة". ويبقى السؤال، من هو المستفيد من التعتيم على هذا الوضع الكارثي الذي يصيب المواطنين في بيئتهم وصحتهم؟
اشترك معنا في نشرة المدن الدورية لتبقى على اتصال دائم بالحدث
التعليقات
التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها