الثلاثاء 2018/04/17

آخر تحديث: 11:16 (بيروت)

لماذا تستنفر "نساء عكار"؟

الثلاثاء 2018/04/17
لماذا تستنفر "نساء عكار"؟
تحاول اللائحة تشكيل فريق عمل قادر على إنجاح المعركة الانتخابية (بشير مصطفى)
increase حجم الخط decrease

تبذل لائحة نساء عكار جهوداً مضنية للصمود في المعركة الانتخابية، التي تصاعدت حدتها مع اقتراب موعد الانتخابات النيابية في 6 أيار 2018. ورغم تواضع امكانياتها المادية، تعيش المراكز الرئيسية للائحة في حلبا في عكار وفي طرابلس حالة من الاستنفار بين استقبال مراجعين وترتيب مواعيد.

شمرت سيدات اللائحة عن سواعدهن ونزلن إلى ساحة المنازلة الانتخابية، وبدأن جولات ميدانية للقاء الناخبين بصورة مباشرة. ونظراً لاتساع مساحة الدائرة، التي يتجاوز عدد قراها 350 كفراً وقرية وبلدة، قامت العضوات الخمس بتقاسم الحيز الجغرافي وعقد اجتماعات مع جموع من الأهالي والمزارعين والمفاتيح الانتخابية، بناءً على مواعيد مسبقة أختيرت بعناية.

عاينت نساء عكار محيط مطار القليعات، الذي تحيط به مساحات شاسعة ولا يمنع تشغيله غير قرار السلطة المركزية. وعلى هامش فنجان القهوة التقليدي في قرية تل بيبي عايشت اللائحة مآسي المزارعين، الذين عانوا من فيضان نهر الأسطوان، وبعدما أخلفت الدولة بوعودها بإغاثتهم. أما في الشيخ زناد، فبرزت الشكوى من عدم تمكن الأم اللبنانية من منح جنسيتها إلى أبنائها. أما في السماقية، فقد لامست اللائحة شعور الطائفة العلوية بالتهميش ومحاولة فرض ممثلين عليها. وفي مزرعة بلدة لمست اللائحة قبولاً كبيراً من قبل أهل البلدة، التي كان لها سابقة في تمثيل المرأة في مجلسها البلدي من خلال "الست أم علي". أما في حرار فقد كان الاستقبال العفوي على وقع الطبل والزمر وكرم الضيافة العكارية.

ولم تتردد نساء عكار أثناء الجولات في مقاربة موضوع المال الانتخابي مع المواطنين، وانتقاد من يوزعونه عليهم ويغدقون بالوعود الفارغة. وكان لسان حالهن "نحن لا نملك المال، وإذا عرض عليكم المال خذوه، وصوتوا ضد هؤلاء المرشحين الذين يعتقدون أن في استطاعتهم مصادرة قراركم". "صوتوا للتغيير، لأن ليس لدى أهل السلطة ما يقدمونه غير الوعود بمشاريع تنتهي قبل أن تصل إلى عكار". والمستغرب كان قيام بعض الأهالي بتعميم إستيائهم من أداء تيار المستقبل على اللوائح كافة.

وحوّلت ماكينة نساء عكار المتواضعة الجلسات إلى محاولة لنشر الوعي بين المواطنين حول القانون الجديد. وتدريبهم على كيفية اختيار الصوت التفضيلي، بعدما اعتاد الناس على التشطيب والخيارات المتنوعة. كما لمسن إلى حد كبير "قبولاً" لمشاركة المرأة في العمل العام. وهو ما يخالف الصورة النمطية عن المجتمع الريفي.

وتستعد اللائحة إلى الانتقال لمرحلة جديدة من العمل الانتخابي، من خلال لجوء المرشحات والمتطوعين إلى Door To Door، حيث تتطلع نساء عكار إلى دخول القرى والانتقال من بيت إلى بيت وطرق أبوابها ولقاء قاطنيها وتوزيع منشورات تتضمن النبذة التعريفية عن المرشحات ومشروعهن وصورهن.

وتحاول اللائحة تشكيل فريق عمل قادر على إنجاح المعركة الانتخابية، وتعيين عدد كافٍ من المندوبين أصحاب الكفاية، الذين يقع على عاتقهم مراقبة أعمال الاقتراع والفرز وإصدار النتائج في مجمل الأقلام الانتخابية البالغ عددها 442 قلماً انتخابياً في دائرة الشمال الأولى.

وبدأت تشعر ماكينة نساء عكار بالتضييق عليها، لأن اللوائح التي لا تملك امتداداً في السلطة التنفيذية يجب العمل لاقصائها من المنافسة. بالتالي، بدأ حصر "حنفية الخدمات" بجهات معينة من دون غيرها لأن "منح الصوت التفضيلي" بات ممراً إلزامياً لأي خدمة تقدمها مؤسسة رسمية للناخبين. لذلك، تفتخر سيدات اللائحة بتمكنهن من نسج شبكة علاقات واسعة في محافظة عكار من أجل الحصول على دعم محلي ودولي لمشاريع إنمائية وإنتاجية في المرحلة التي تلي الانتخابات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها