السبت 2018/03/03

آخر تحديث: 15:42 (بيروت)

التيار يجمع الأقوياء في كسروان- جبيل: من هم؟

السبت 2018/03/03
التيار يجمع الأقوياء في كسروان- جبيل: من هم؟
الفوز بأغلبية المقاعد في كسروان- جبيل تحد كبير للتيار
increase حجم الخط decrease

في وقت يعاني التيار الوطني الحر، في دائرة كسروان- جبيل، من تململ في صفوف مناصريه اعتراضا على عدم تبني ترشيح نواب المنطقة أو عدد من الحزبيين الطامحين للنيابة، لمصلحة  مجموعة من الشخصيّات الكسروانية غير المنتمية إلى التيار، تجزم قيادة التيار أن اللائحة التي شكلت أخيراً، تملك المُقوّمات الكافية للفوز أقله بأربعة أو خمسة مقاعد مارونيّة من أصل سبعة.

لا شك أن الفوز بأغلبية المقاعد في دائرة كسروان- جبيل يشكل اليوم تحدياً كبيراً بالنسبة إلى التيار الوطني الحر، للحفاظ على التفوّق الذي فرضه في هذه الدائرة عبر شعبيّته وتحالفاته، خلال دورة العام 2009. ففي ذلك الوقت كان يترأس اللائحة العماد ميشال عون، وقد تمكن بالتحالف مع حزب الله من حصد جميع مقاعدها وفق النظام الأكثري. الأمر الذي يختلف تماماً اليوم بعد اعتماد النظام النسبي في القانون الانتخابي، علماً أنّ قضاءي كسروان وجبيل أصبحا دائرة انتخابيّة واحدة، تضمّ سبعة مقاعد مارونية ومقعداً شيعياً واحداً. فهل تنجح في تكريس موقعه في هذه الدائرة؟

لا تنفي مصادر كسروانية مطلعة، في حديث لـ"المدن"، أن يكون التيّار الوطني الحُر القوّة الناخبة الأولى في كسروان وجبيل. لكن اليوم، مع دخول عامل النسبيّة إلى نتائج الاقتراع، يستحيل أن يحافظ التيار على المقاعد الثمانية. فالواقع الذي فرضه القانون الجديد، غيّر قواعد اللعبة مغيّباً المُرشّحين العَونيّين الحزبيّين المُلتزمين. ما أثار اعتراضات حزبية وعائلية من داخل القاعدة، تهدّد بانسلاخ هؤلاء ومن يمثّلون عن التيار. الأمر الذي لن يتردد خصوم اللائحة من استثماره والاستفادة منه. وللتذكير، فإن لائحة التيار برئاسة العماد ميشال عون قد حصدت خلال انتخابات العام 2009، نحو 31000 صوت في كسروان كمعدّل عام، وأكثر من 28000 صوت في جبيل.

تعتبر المصادر أنّ حرص العميد شامل روكز على ترشيح شخصيات كسروانبة مُعتَبرة قادرة على تجيير أصوات كبيرة للائحة، مثل رئيس المؤسسة المارونية للانتشار نعمت إفرام والنائب السابق منصور البون والوزير السابق زياد بارود، يأتي في سياق جذب النسبة الأكبر من المقترعين. بالتالي، تأمين أكبر حاصلٍ انتخابي. ما يسمح بالحصول على أكبر عدد من المقاعد من جهة، ويضمن فوز هؤلاء من جهة أخرى. وإذ تلفت إلى تنافس قائم بين كل من روكز وافرام على من يحوز على أكبر عدد من الأصوات التفضيلية، نظراً إلى الامكانات المالية التي يتمتع بها افرام والتي يقال أن لا سقف لها، واضطرار التيار إلى توزيع أصواته بين كل من روكز ومرشح التيار رجل الأعمال روجيه عازار، الذي نشطت خدماته مؤخراً في المنطقة، تتحدّث المصادر عن أنّ البون، الذي لطالما عرف بقربه من الكسروانيين وخدماته الواسعة لهم، قد يخسر بعضاً من رصيده الذي حصل عليه في 2009، حين كان مدعوماً بما كان يسمى بقوى 14 آذار في معركته ضد العماد عون. كما أن الوزير بارود، المحبوب على المستوى الشعبي، وهو الناشط الدائم وصاحب رؤية مستقبلية تحمل هموم الشباب الطامح لمجتمع نموذجي متمثّل بالدول المتقدمة، قد يخسر تأييد البعض له لمجرّد انضمامه إلى لائحةٍ محسوبة على التيار.

أما في جبيل، فسيترشّح مجدداً كل من النائبين سيمون أبي رميا ووليد خوري اللذين يحظيان بشعبية واسعة. وبالنسبة إلى مرشح حزب الله للمقعد الشيعي،  فلا تزال المفاوضات قائمة في شأنه، ليبنى على الشيء مقتضاه.

وفي المحصّلة، تتوقّع المصادر أن يتمكّن التيار من حشد غالبية الأصوات، وبالتالي أن يخسر ما لا يقلّ عن مقعدين في كسروان ومقعد واحد في جبيل، أي ثلاثة مقاعد من أصل ثمانية.

وفي انتظار حسم الأسماء النهائية لمختلف اللوائح، يستبعد الخبير الانتخابي ربيع الهبر، في حديث لـ"المدن"، "أن يتمكّن التيار من حصد أكثر من ثلاثة مقاعد، على أن تتوزّع المقاعد الباقية، على اللائحتين الأساسيّتين المُنافستين، وعلى رأسها النائب فريد هيكل الخازن الذي يحظى بدعم كل من المردة والاحرار والكتائب والمجتمع المدني يضاف إليهم خزانه الشعبي، ورئيس بلدية جبيل السابق زياد حواط المدعوم من القوات اللبنانية ومن الجبيليين. علما أنّ عدد الناخبين يبلغ وفق الاحصاء الأخير 92112 ناخباً في كسروان، و80595 ناخباً في جبيل، فيما المجموع الإجمالي يبلغ في دائرة جبل لبنان الأولى الـ172707 ناخباً. أي أنّنا إذا سلّمنا جدلاً بأن الانتخابات المقبلة ستشهد نسبة التصويت شبيهة بالعام 2009، أي نحو 67 %، فعندها لن يقلّ الحاصل الانتخابي للفوز بمقعد، عن 14000 صوت.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها