الخميس 2018/03/22

آخر تحديث: 06:49 (بيروت)

نصر الله.. والرسائل بين حزب الله وحركة أمل

الخميس 2018/03/22
نصر الله.. والرسائل بين حزب الله وحركة أمل
تراجع نصرالله عن اتهام معارضي حزب الله بالارتباط بداعش والنصرة (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
قدّم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، البرنامج الانتخابي للحزب. من مكافحة الهدر والفساد، إلى إقتراح مشاريع قوانين تحفظ حقوق اللبنانيين، مروراً بتطوير قانون الانتخاب إلى تطوير النظام القضائي، وحماية لبنان وثرواته النفطية، وصولاً إلى اعتماد اللامركزية الإدارية، ورفض التلزيمات بالتراضي، واعتماد المناقصات، بالإضافة إلى تعزيز المكننة، وترشيد الإنفاق. ولم يغفل نصرالله جوانب أخرى، كقطاع النقل، والتعليم، البنى التحتية والقطاع الصحي. عملياً، قدم نصر الله برنامجاً إصلاحياً شاملاً.


الرسالة واضحة من نصرالله، والتي أراد توجيهها إلى حزبه ربما ولكن عبر استخدام حلفائه، إذ قال: "رسالتي إلى الأصدقاء والحلفاء هي التواضع والتنازل، والتفهم والتفاهم". ينطوي مضمون الكلام على خطوة تراجعية من نصرالله، تجاه جمهوره لا سيما في منطقة البقاع وتحديداً في دائرة بعلبك- الهرمل، بعد الالتباس الذي حصل، إثر موقفه الذي وصف فيه خصوم الحزب بأنهم حلفاء داعش والنصرة. تمثّلت الخطوة التراجعية في توضيح نصرالله ما قصده، إذ اعتبر أن ما قاله لم يكن يستهدف به خصوم حزب الله، بل بعض المرشحين الذين كانوا على تواصل مع المجموعات المسلّحة، والذين وصفوهم بالثوار وراهنوا عليهم.

عمل نصرالله على امتصاص نقمة الشارع البقاعي، وخاطب البقاعيين بلغة هادئة، مبنية على منطق التنازل، فاعتبر البعض أن التنازل ينطوي على اعتذار ضمني، عرف نصرالله كيف تمرره لتبديد الموقف السابق، وإعادة تحلّق الشارع البقاعي حول حزب الله وخياراته، وتضحياته التي أسهمت في حماية أهالي المنطقة، وهم الذين خاطبهم مجدداً بالقول إن عليهم اختيار من وفّر حمايتهم وبقاءهم في أراضيهم.

وفيما تحدث نصرالله عن التطورات الدولية، فضل تأجيل تناول أجواء استعداد الأميركيين لتوجيه ضربة إلى الحزب وإيران في سوريا، إلى الأيام المقبلة. وكانت لافتة إشارته إلى الاستراتيجية الدفاعية التي طرحها رئيس الجمهورية ميشال عون، إذ عبّر عن تأييد الحزب لها، طالما من طرحها هو الرئيس عون. بالتالي، عبّر عن ارتياح الحزب لهذه الخطوة، ولم يعتبرها تهديداً أو عاملاً لاهتزاز الثقة بين حارة حريك وبعبدا. وأكثر من ذلك، شدد على التمسك في العلاقة الإستراتيجية بين حزبه والتيار الوطني الحر، بمعزل عن بعض الاختلافات التكتيكية انتخابياً.

من الواضح أن نصرالله يولي اهتماماً خاصاً للمعركة الانتخابية، ولا سيما في بعلبك- الهرمل. ولكن، ثمة من يسجّل ملاحظات ضمنية عديدة في شأن بعض التحالفات. صحيح أن حزب الله اعلن مبكراً التحالف الثابت مع حركة أمل، لكن بعض المعارضين يحاولون الإصطياد في مياه التناقضات الانتخابية، ويعتبرون أن الاختلاف الانتخابي لا يقتصر على الحزب والتيار، بل يشمل الحزب وأمل. أولاً على صعيد الترشحيات، وخصوصاً ترشيح اللواء جميل السيد، الذي يعتبر ترشيحاً بطلب شخصي من رئيس النظام السوري بشار الأسد. هناك من يقرأ في ترشيح السيد رسالة سورية سلبية إلى الرئيس نبيه بري، لكون السيد يطرح نفسه مشروع رئيس لمجلس النواب، وبالتالي خصماً لبري. هذه الخصومة الصامتة عمرها سنوات.

لدى السيد تأييد من التيار الوطني الحر. وقد تجلى ذلك في الأزمة المتفجرة بين التيار وأمل، حيث حاول البعض فتح جدال "رئاسة المجلس" باكراً. يلتقي ذلك، مع الرسالة السورية المراد توجيهها إلى بري، كردّ على عدم مشاركته في القتال إلى جانب النظام السوري واتخاذه موقفاً محايداً. وهذا انعكس بشكل صامت على العلاقة التحالفية بين الحزب والحركة. وفق التقسيمات المتفق عليها، فإن دائرة صور- الزهراني من حصّة بري. هي الدائرة الوحيدة التي تشكّلت فيها لائحة جدّية في مواجهة اللائحة التي يرأسها رئيس حركة أمل. موافقة الشيوعيين على التحالف مع لائحة تجمع قوى وشخصيات من المعارضة. وتعتبر شخصية سياسية وازنة، أن موافقة الشيوعيين على الدخول في هذه اللائحة، تنطوي على غض نظر من قبل حزب الله، خصوصاً أن اللائحة المعارضة، بإمكانها تسجيل خرق واحد.

هي رسالة سورية إلى بري، تصله بشكل غير مباشر من حزب الله، وفق قراءة الشخصية السياسية المعارضة لحزب الله. وترى أن بري، يمتلك عوامل الردّ على هذه الرسالة، والردّ سيكون في دائرة بعلبك- الهرمل، ضد اللواء السيد. ودعم غير مباشر للنائب السابق يحيى شمص. شمص هو النائب الوحيد في لبنان، الذي نزعت عنه الحصانة النيابية، وتمت محاكمته وأودع في السجن، بسبب خلاف بينه وبين ممثلي النظام السوري أيام الوصاية السورية. فـ"رمزية" شمص تواجه "رمزية" السيد، وما بين الرمزيتين، رسائل كثيرة، تبدأ من رئاسة مجلس النواب، ولا تنتهي على الحدود اللبنانية السورية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها