الخميس 2018/03/22

آخر تحديث: 13:28 (بيروت)

الجميع يريد كاثوليكياً في زحلة: هل تُقفل "دارة سكاف"؟

الخميس 2018/03/22
الجميع يريد كاثوليكياً في زحلة: هل تُقفل "دارة سكاف"؟
تنافس بين حزب الله والقوات على المقعدين الكاثوليكيين (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
على أبواب انتهاء المهلة القانونية لتسجيل اللوائح الانتخابية، يختتم الأسبوع الحالي في زحلة بإعلان لائحتين. الأولى لتحالف تيار المستقبل والتيار الوطني الحر مع المستقلين، والذي اصطلح على تسميته بالتحالف الداعم "للعهد ومؤسساته". والثانية للكتلة الشعبية، التي تعيد السبت في 24 آذار 2018، احياء باحة "دارة سكاف" المغلقة بغرض الترميم منذ العام 2009، من خلال مهرجان انتخابي ستعلن خلاله ميريم سكاف أسماء أعضاء لائحتها.


ووفق المعلومات، فإنه حدد يوم الجمعة، في 23 آذار، موعداً لإعلان اللائحة الأولى، بعدما حلت عقدة الأرمني من ضمن سلة مفاوضات جرت على المقاعد الأرمنية، في اطار التحالف الانتخابي المركزي بين المستقبل وحزب الطاشناق، واتفق على اثرها على ترك مقعد زحلة للمستقبل، فسمى المرشحة جان ماري بلزيكجيان لتنضم إلى مرشحي المستقبل عاصم عراجي ونزار دلول.

ينظر ناخبو دائرة زحلة إلى هذه اللائحة على أنها الأقوى، ليس من ناحية تمتعها ببلوكين حزبيين يشكل المستقبل "رافعتهما" السنية الأمتن فحسب، إنما من حيث "القيمة الاضافية" المتمثلة بالحضور الخدماتي لبعض مستقليها أيضاً. ما يسمح برفع الحاصل الانتخابي للائحة لتأمين ثلاثة مقاعد نيابية على الأقل، حتى لو انقلبت هذه الحيثيات إلى "صراع ديوك" داخل الفريق الواحد.

فلا "مرشحين بالصدفة" في هذه اللائحة، باستثناء الترشيح الأرمني الذي يلقى اعتراضات. وبدل الماكينة الانتخابية، يمكن الحديث عن خمسة على الأقل، بدءاً من ماكينتي المستقبل والتيار، اللذين يخوضان المعركة تحت شعارات مركزية، وتتقاطع عناوينهما، مع عناوين المرشحين الكاثوليكيين الحليفين، أي ميشال سكاف الذي رفع لماكينته شعار "قلب لبنان في زحلة" وميشال ضاهر صاحب شعار "رؤية وطن"، بالإضافة إلى شعار "صوت على ضو" لماكينة المرشح الأرثوذكسي أسعد نكد.

وإذا كان يمكن النظر إلى تعدد الماكينات كنقطة ضعف تفقد الروح التضامنية بين أعضاء اللائحة من أجل إيصال كتلة نيابية زحلية إلى البرلمان، يشرح سكاف لـ"المدن" في المقابل أن قوة اللائحة التي سيشكل واجهتها الكاثوليكية، مستمدة من كونها مبنية على تشاور عقلاني بين المرشحين المستقلين والأحزاب. وترشيحاتها هي نتيجة مفاوضات أدت إلى تفاهمات واضحة، فصلت القضايا الوطنية المتوافق عليها من خلال دعم الشرعية والجيش ورئاسة الجمهورية، عن قضايا المناطق وناسها ومطالبتهم بالانماء.

إلا أن قوة "لائحة العهد" المستمدة من تركيبتها لن تعفي أعضاءها، على ما يبدو، من ضراوة المواجهة المتوقعة، خصوصاً بعدما حُددت "أهداف" مكشوفة في هذه اللائحة يسهل التصويب عليها حتى بين الحلفاء أنفسهم، في محاولة لحصد الأصوات التفضيلية. إلا أن الهدف الاستراتيجي على مستوى تنافس اللوائح، يبدو في السعي إلى تجريد لائحة "العهد" من غطائها الكاثوليكي ومحاولة كل طرف انتزاعه لمصلحته.

وإذا كانت ثقة القوات اللبنانية بقدرتها على تأمين حاصل انتخابي على الأقل تعزز موقع مرشحها الكاثوليكي جورج عقيص وتجعله يتفوق على المرشحين الآخرين في لائحته، ومن بينهم مرشحها الكاثوليكي الثاني ميشال فتوش، فإن حظوظ النائب نقولا فتوش الذي يتجه إلى عدم تسمية كاثوليكي ثان في لائحته، تعززها القدرة التجييرية لماكينة حليفه، حزب الله، التي تحصر التنافس بينه وبين مرشح القوات فحسب، وتريحه لجهة بقية المنافسين.

ومع أن "حماوة المنافسة" بين القوات وحزب الله يمكن أن تحسم المقعدين لمصلحة القوات وفتوش، فإن ذلك يضاعف الجهود التي تبذلها ميريم سكاف لتأمين حاصل انتخابي مع صوت تفضيلي صاف لها في لائحتها، حتى لو تطلب الأمر التصويب المباشر على واجهة لائحة "العهد" ميشال سكاف، الذي من شأنه أن ينقل الصراع إلى "داخل البيت"، ويضعف المرشحين معاً لمصلحة المرشح الكاثوليكي الثاني على لائحة التيارين ميشال ضاهر.

فميشال سكاف هو ابن عم الوزير الياس سكاف، وأحد أبرز محركي ماكينته الانتخابية سابقاً، خصوصاً في معركة الانتخابات الأخيرة التي خاضها حياً، والتي فاز فيها بالانتخابات البلدية منفرداً. وتعتبر أوساط ميريم سكاف أن ترشيحه هو جزء من المؤامرة لشرذمة الكتلة الشعبية، وإقفال "بيت سكاف". وهو ما يضع سكاف هدفاً سهلاً لاستدرار العطف للائحتها.

إلا أنه بالنسبة إلى ميشال سكاف فـ"إننا تخطينا زمن اقفال البيوت". ويقول لـ"المدن" إنه "ليس مسموحاً لأحد أن يخضعنا لفحص دم"، مشدداً على أن "بيت سكاف هو بيتنا، وهو بيت فتح تاريخياً للوقوف إلى جانب الناس وقضاياهم، ولم يكن يوماً ضد أحد. بل نحن مع تقريب الخدمات إلى المناطق".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها