صيدا- جزين: اتفاق سري بين بري والحريري.. ضد التيار؟

علمت "المدن" من مصادر في الجماعة الإسلامية أنها حسمت خيارها في التحالف الانتخابي مع الرئيس الأسبق لبلدية صيدا عبدالرحمن البزري في صيدا ومع التيار الوطني الحر في جزين، وذلك خلال اجتماع مطول لقيادة الجماعة. هكذا، ستجمع لائحة موحدة حلفاً ثلاثياً انتخابياً يضم: البزري ومرشح الجماعة بسام حمود عن المقعدين السنيين في صيدا، وثلاثة مرشحين للتيار عن جزين (مارونيان وكاثوليكي).

اتفاق، كهذا، سيقطع الطريق على مساع تردد أن قياديين في تيار المستقبل كانوا يسعون إليها من أجل حصول اتفاق بين الجماعة والمستقبل يضمن سحب الجماعة مرشحها في صيدا وتصويت كتلتها الناخبة لمصلحة مرشحيَ المستقبل في صيدا، تحديداً للنائب بهية الحريري.

وجاءت صيغة التحالف الانتخابي الثلاثي بعد محاولات وجهود بذلت بين التيار والمستقبل من أجل قيام حلف انتخابي في دائرة صيدا- جزين بين التيارين، ولم تثمر جهودهما بالتوصل إلى اتفاق مع إصرار كل من الجانبين بأن يكون المرشح الكاثوليكي في اللائحة المشتركة من حصة كل منهما، فضلاً عن اختلاف في وجهات النظر في مسائل أخرى.

وقبل أيام من آخر موعد لتشكيل اللوائح الانتخابية، بدت صورة المشهد الانتخابي في دائرة صيدا- جزين، على الشكل التالي: تحالف ثلاثي يجمع التيار والجماعة والبزري. وتحالف يضم النائب السابق أسامة سعد وإبراهيم عازار (نجل نائب جزين الراحل سمير عازار عضو كتلة الرئيس نبيه بري) مدعومان من الثنائي الشيعي. أما تيار المستقبل فسيكون وحيداً، وهو سيخوض الانتخابات للمرة الأولى منذ سنوات طويلة بعيداً من تحالف معتاد مع الجماعة التي بنت شراكة كاملة مع تيار المستقبل في انتخابات متعاقبة لبلدية صيدا.

تحت الطاولة، هناك كلام يشير إلى أن الحريري بتمسكها خوض المرشح الكاثوليكي وليد مزهر الانتخابات على لائحتها، هو أمر قد يكون متفقاً عليه مع الرئيس بري، ويقضي بتوزيع أصوات حركة أمل، خصوصاً في منطقة جبل الريحان، بين عازار (المتحالف مع سعد) ومزهر، في محاولة للفوز بمقعدين مسيحيين في جزين (ماروني وكاثوليكي) لإضعاف التيار، الذي يستأثر راهناً بمقاعد جزين النيابية الثلاثة.

بدبلوماسية، يؤكد مرشح الجماعة في صيدا بسام حمود لـ"المدن" قيام تحالف بين الجماعة الإسلامية والتيار والبزري، قائلاً: "الأمور شبه منتهية وخلال ساعات سنتوج ذلك. وهناك خواتيم سعيدة لما قطعناه من مراحل مهمة في التفاوض نحو التحالف".