الثلاثاء 2018/03/20

آخر تحديث: 16:19 (بيروت)

الحكومة أمام انفجار كهربائي؟

الثلاثاء 2018/03/20
الحكومة أمام انفجار كهربائي؟
قد يُقنع الحريري عون بالتريث في طرح ملف البواخر على التصويت (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
للمرة الثانية يلوّح رئيس الجمهورية ميشال عون بعرض ملف بواخر الكهرباء للتصويت في جلسة مجلس الوزراء. فجلسة يوم الأربعاء 21 آذار، قد تكون على موعد مع التصويت في شأن البواخر، من خارج جدول الأعمال، بعدما فشل تيارا الوطني الحر والمستقبل بتمرير المشروع عبر إدارة المناقصات، نظراً للخروقات القانونية التي يتضمنها الملف. ولم يبقَ في هذه الحال لتمرير الصفقة، سوى موافقة مجلس الوزراء عليها، والاتفاق مع شركة كارادينيز التركية، بواسطة عقد رضائي.

يدفع عون في اتجاه بت الملف في مجلس الوزراء، متذرعاً بضرورة تأمين تغذية كهربائية إضافية للمواطنين. لكن احالة الملف من خارج جدول الأعمال، في ظل الانقسام الحاد بين مكوّنات الحكومة، هو بمثابة تفخيخ للجلسة، أما طرحه على التصويت، فيعني تفجير الجلسة، وبالتالي تفجير أزمة سياسية تحاول أحزاب السلطة تفاديها على أبواب الانتخابات. لكن، وحده التيار الوطني الحر يظن أن في امكانه الاستفادة من هذا التفجير ليظهر أمام جمهوره بأنه يريد تأمين الكهرباء، في حين أن بقية القوى السياسية تعارض ذلك.

علماً أن تيار المستقبل، رغم تأييده ملف البواخر، لا يحتمل إدخال الحكومة في مثل هذا الصراع. وهو ما يعكسه موقف رئيس الحكومة سعد الحريري الذي يفضّل عدم إيصال الملف إلى التصويت.

الإصرار العوني والتريّث الحريري، يقابلهما رفض قاطع من حركة أمل وحزب الله وتيار المردة والقوات اللبنانية والحزبين التقدمي الاشتراكي والقومي. لكن الرفض لن يقف في وجه حد السيف الديمقراطي، إذا ما طرح الملف للتصويت. فوزراء الأحزاب الرافضة لا يشكلون سوى ثلث أعضاء الحكومة، وملف البواخر، يحتاج إلى النصف +1 لإقراره، كونه بنداً عادياً.

إندفاع عون قد لا يتعدى رفع السقف خطابياً، والتصويت في مجلس الوزراء "أمر مستبعد، خصوصاً في ملف كهذا"، وفق وزير الدولة لشؤون مجلس النواب علي قانصو، الذي يستند إلى "عدم اللجوء إلى التصويت في جلسات الحكومة على أي ملف. فعادة ما يتم تغليب الاتفاق على التصويت".

ويعتبر قانصو في حديث إلى "المدن"، أن "التصويت مهما كان حضارياً، يعمّق الخلافات والانقسامات، ويفتح الباب أمام طرح ملفات كثيرة على التصويت". ويرجّح قانصو أن يفتح عون "حيزاً للنقاش داخل الجلسة"، من دون أن ينتهي الأمر بالتصويت.

وفيما يعتبر البعض أن عون "قد يفضّل حسم النقاش عبر التصويت"، يراهن آخرون على "ما سيقوله الحريري لعون قبل الجلسة". وبين كلامهما يكمن الانفجار أو التهدئة.
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها