الإثنين 2018/03/19

آخر تحديث: 08:29 (بيروت)

القوات لا تفهم سياسة الحريري: الحاجة إلى منجّم مغربي

الإثنين 2018/03/19
القوات لا تفهم سياسة الحريري: الحاجة إلى منجّم مغربي
الخلاف بين القوات والمستقبل من عكار إلى صيد- جزين مروراً ببيروت وبعلبك (ألدو أيوب)
increase حجم الخط decrease

منذ يوم الخميس الماضي، اصطدمت المفاوضات بين القوات اللبنانية وتيار المستقبل في حائط مسدود. وصلت العلاقة إلى حدّ الانفجار السياسي، الذي ترجم في كلمة نائب رئيس الحكومة غسان حاصباني خلال إطلاق اللائحة الائتلافية التي تضم القوات والكتائب في زحلة، والتي ردّ خلالها على رئيس الحكومة سعد الحريري. كانت الرسالة واضحة، المستقبل يرفض التحالف مع القوات، لم تسكت الأخيرة، فرد حاصباني على الحريري قائلاً: "لسنا بحاجة إلى منجّم مغربي لنعرف إلى أين البلد ذاهب ولا نريد ان نلجأ إلى أساليب تحمينا من العين وصيبة العين لأننا فشلنا في كل شيء، فعلينا بجهدنا أن ننهض بهذا البلد".

تجلّى الإشكال في تراجع المستقبل عن التوافق الذي حصل بينه وبين القوات، في دائرة بعلبك- الهرمل، وفي دائرة عكار. عاد المستقبل عن الاتفاق، واقترح ضم التيار الوطني الحر إلى اللائحة، وعمل المستقبل على مقايضة ما بين عكار وصيدا- جزين. إذ طالب القوات بدعم لائحته مع التيار في صيدا جزين، مقابل منحها مقعد على اللائحة في عكار للعميد المتقاعد وهبي قاطيشا، لكن القوات ترفض طريقة الابتزاز التي ينتهجها الحريري.

يطرح الحريري إدخال التيار الوطني الحر في لائحة بعلبك- الهرمل، ولكن القوات تعتبر أن هذا الخيار سيهوّن المعركة على حزب الله. ما يريده حزب الله هو عدم وصول أي نائب للقوات في مناطقه. تكتيك الحريري بإدخال مرشح كاثوليكي على هذه اللائحة، فحينها يركز حزب الله على منح الأصوات التفضيلية للمرشح الماروني على لائحته، لحفظه وقطع الطريق على مرشح القوات، ويضحّي بترشيح ألبير منصور، مقابل أن يخرق من اللائحة مرشح التيار. ما تطلبه القوات، هو عدم إدخال التيار الوطني الحر في هذا البازار، لان لا حاجة إليه. على الحريري أن يعتبر أن بعلبك- الهرمل خارج النقاش لأنها أم المعارك ضد حزب الله إذا ما كان الحريري فعلاً ينوي مخاصمة حزب الله جدياً في الاستحقاق الانتخابي، وإذا ما أراد الانسجام مع خطابه السياسي.

لا تمانع القوات ترشيح أي شخص غير المرشح الكاثوليكي للتيار، لكن الاصرار عليه، يهدف إلى ضرب مرشحها. لذلك، ترفض وتستغرب اصرار المستقبل والتيار على المرشح الكاثوليكي، وكأنها تستشف مساعي باطنية لتقليص عدد نوابها. إيجاد الصيغة لهذه الدائرة كما غيرها من الدوائر، بقي يراوح مكانه أياماً عديدة، بانتظار عقد لقاء بين وزير الإعلام ملحم الرياشي والوزير غطاس خوري، لإيجاد مخرج إيجابي أم سلبي لكل التحالفات في كل الدوائر.

تشير القوات إلى أنها ليست بحاجة إلى وساطات الحريري للدخول في حوار مع التيار الوطني الحر، لأنها غير عاجزة عن ذلك. أكثر ما يثير استغراب القواتيين، هو سعي الحريري الدائم إلى إرضاء التيار، وإدخاله في أي من البازارات. وكأنه يعمل لمصلحة التيار البرتقالي وليس الأزرق. لا إجابة واضحة لدى القواتيين بشأن خيارات الحريري هذه. حتى لو وضعت المسألة في خانة من يبدّي مصلحته، لكن في أماكن معينة فإن الرجل يسير عكس مصلحته، أو على الأقل عكس ثوابته.

ينسحب الخلاف أيضاً على دائرة بيروت الأولى، حيث اتخذ المستقبل خياره الواضح إلى جانب التيار الوطني الحر فيما ذهبت القوات إلى التحالف مع الكتائب. تبلورت لائحة المستقبل والتيار والطاشناق، في هذه الدائرة، وهي تضم الوزير السابق نقولا الصحناوي، مسعود الأشقر والعميد المتقاعد أنطوان بانو، بالإضافة إلى مرشحي الطاشناق. في مقابل نواة لائحة القوات والكتائب، التي تضم عماد واكيم، النائب نديم الجميل والوزير ميشال فرعون، مع استمرار البحث عن المرشحين على المقاعد الارمنية.

هذه الاختلافات ستنعكس على غيرها من الدوائر، خصوصاً في ظل وصول معلومات للقوات بأن الحريري سيدعم كل خصومها في دائرة الشمال الثالثة، وهي أم المعارك بين الأفرقاء المسيحيين، سيوزع المستقبل أصواته بين تياري الوطني الحر والمردة. وتحالف المستقبل مع العونيين في هذه الدائرة، من خلال دعم النائب نقولا غصن على لائحة التيار، سيؤدي إلى محاصرة القوات أكثر، وتعزيز فرص التيار. لكن، هناك من يقدّم نصيحة إلى القوات بالتحالف مع الكتائب والقوى الأخرى في هذه الدائرة، خصوصاً بعد تحالف ميشال معوض مع التيار الوطني الحر. لكن إنجاز هذا التحالف يجب أن يقترن بسحب القوات مرشحها فادي سعد في البترون، مقابل دعم مرشح الكتائب سامر سعادة. وهو ما ترفض القوات البحث فيه. وهذا أيضاً سينعكس سلباً على دورها في تلك المنطقة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها