السبت 2018/03/17

آخر تحديث: 08:32 (بيروت)

قوى الاعتراض في الجنوب الثالثة: لائحة أو ثلاث؟

السبت 2018/03/17
قوى الاعتراض في الجنوب الثالثة: لائحة أو ثلاث؟
الجميع يراهن على نفاذ الوقت (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

يبدو أن قوى الاعتراض في دائرة الجنوب الثالثة مرتاحة إلى وضعها الانتخابي، معتقدةً أنه في إمكانها ليس خرق لائحة الثنائي الشيعي فحسب، بل تقاسم المقاعد الـ11 مناصفة معه. حتى أنّ الاطراف المعارضة تتصرف كما لو أن كل طرف منها يستطيع بمفرده تحصيل حاصل انتخابي والفوز بمقعد. فوفق معلومات "المدن"، بات التفاوض في هذه الدائرة لتشكيل لائحة موحّدة بمواجهة الثنائي الشيعي يشبه قصة إبريق الزيت. فالجميع يتصرّف كما لو أن المقعد النيابي بات بحوزته ويتفاوض من أجل استبداله بآخر. علماً أن توافق الجميع على لائحة واحدة بالكاد يمكّنهم من الخرق بمقعد واحد في دائرة يعتبر الحاصل الانتخابي فيها من الأعلى في لبنان.

فهل العقدة في عدم التوصّل إلى حلول وسطية عند القوات اللبنانية التي تصّر على مرشحها الحزبي فادي سلامة؟ أم هي عند قوى اليسار التي تريد "معركة نظيفة" بوجه السلطة، كل السلطة من ناحية وفرض مرشحين معيّنين من ناحية ثانية؟ أم هي عند تيار المستقبل الذي مدّ يده ولم يتقدم بمرشح حزبي عن المقعد السنّي؟

تشير مصادر جنوبية إلى أنّ التفاهمات باتت شبه منتهية بين أحمد الأسعد ومجموعة شبعنا حكي والقوات وحزب الكتائب اللبنانية، لتشكيل لائحة بعيداً من المستقبل والقوى اليسارية. ومعالم اللائحة باتت على الشكل التالي: رامي عليق، أحمد اسماعيل، وأحمد الأسعد عن المقاعد الشيعية في النبطية، وعماد قميحة وعبير رمضان (شيعة) وعدنان الخطيب (سنّي) وأكرم قيس (درزي) وفؤاد سلامة (أرثوذكس) عن مقاعد مرجعيون- حاصبيا، وريما حميّد وعلي الأمين عن المقاعد الشيعية في بنت جبيل. والبحث ما زال جارياً لاختيار مرشح شيعي ثالث عن هذا القضاء. تضيف المصادر أن معالم اللائحة الأخرى ما زالت غير واضحة، إذ تمّ التداول بسيناريو يجمع المستقبل والتيار الوطني الحرّ مع إمكانية انضمام القوى اليسارية.

لكن مصادر القوات لم تؤكّد هذا الأمر، مشيرة إلى أن التفاوض ما زال قائماً مع المستقبل رغم وجود عثرات، لكنه لم يصل إلى أي نتيجة حتى الساعة والأمور ما زالت معقدة والأبواب مقفلة. بالتالي، لا تستبعد امكانية ذهاب المستقبل والتيار إلى تشكيل لائحة تجمعهما في هذه الدائرة. وفي هذه الحالة، سيكون للقوات خيارات بديلة تعلنها لاحقاً. أما إذا كانت القوات ستخوض الانتخابات بمرشح حزبي، ما يحول دون توافق الآخرين معها، تشدّد المصادر على أن القوات تملك تمثيلاً واسعاً في المنطقة. بالتالي، تمثيلها على المستوى السياسي يجب أن يكون واضح المعالم من خلال مرشح حزبي يعكس تطلعات أهالي المنطقة.

على خط الحزب الشيوعي- المستقبل، لا مفاوضات مباشرة. لكن، ليس هناك اشكاليات تعيق التوافق على المقعد السنّي رغم وجود آراء متفاوتة داخل الشيوعي بشأن القبول بالمرشح عماد الخطيب، وهو مرشح غير حزبي لكن يدعمه المستقبل. على خط المستقبل- القوات والمستقبل التيار ما زال التفاوض مستمراً أيضاً.

مصادر متابعة لمجريات التفاوض تشير إلى أن الطابة باتت في ملعب القوات والتيار للاتفاق على مرشّح مسيحي من ناحية، ولدى قوى الاعتراض اليسارية التي لم تعط كلمة أخيرة من ناحية ثانية. ما يعني أنّ هناك عقدتين تحولان دون التوافق. أولاً هناك مشكلة مسيحية- مسيحية بين التيار والقوات، لاسيما أنه بدون هذا التوافق ستعاني اللائحة من ضعف على المستوى المسيحي. وثانياً هناك مسؤولية تقع على عاتق القوى اليسارية، التي طرحت نفسها كمرجعية للحالة الاعتراضية في المنطقة وعملت على مبادرة توحيد قوى الاعتراض، لكنها لم تنجح في مسعاها بعد لتوحيد الجهود، وما زالت تماطل وتؤخّر عملية تشكيل اللائحة.

يبقى أن الصراع الذي يدور على المقعد الارثوذكسي هو ما جعل الجميع يدورون في حلقة مفرغة قد تطيح حتى بالتوافقات الجانبية التي باتت شبه منجزة على بقية المقاعد. والأمر لا يتوقف على الثنائي المسيحي، كون الشيوعي متمسكاً بمرشحته هالا أبو كسم. أما التوافق على المقعد السنّي فممكن لأن رفض الشيوعي الخطيب ربما يكون نوعاً من المناورة للحصول على موافقة بقية الأطراف على مرشحته أبو كسم. لكن هذا الحل يقطع الطريق على مرشّح التيار ومرشّح القوات.

الجميع يراهن على نفاذ الوقت واللعب على القدرة على فرض شروط اللحظات الأخيرة قبل اقفال مهلة تسجيل اللوائح. بالتالي، ربما يصبح الحل الوسط بقبول الجميع بالمرشح كامل مرقص (يساري مستقل) أو فوزي بيّوض (حل وسط مع القوات لكونه مرشحاً غير حزبي) عن المقعد الأرثوذكسي. وفي حال تمّ الاتفاق بين هذه الأطراف قد تكون معالم اللائحة على الشكل الآتي: خليل ريحان وعلي الحاج علي، نديم عسيران أو مصطفى بدرالدين عن النبطية. عباس سرور وأحمد مراد وفاديا بزي أو حسين بيضون عن بنت جبيل. عباس شرف الدين ومعن الأمين وفارس الحلبي والخطيب ومرقص أو بيّوض عن مرجعيون- حاصبيا.

أما في حال عدم التوافق فقد تشهد هذه الدائرة تشكيل ثلاث لوائح معارضة. الأولى تضم القوات وبعض المعارضين الشيعة المستقلين. والثانية تضمّ المستقبل والتيار والمرشح وسام شرّوف المحسوب على الوزير طلال ارسلان. والثالثة للقوى اليسارية. أو ربما تتشكّل لائحتان، واحدة تضم القوات والمستقبل والأسعد وبعض المستقلين الشيعة، وأخرى تضم القوى اليسارية حصراً، لاسيّما أن هناك معلومات متداولة عن إمكانية انسحاب التيار وشرّوف من المعركة.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها