السبت 2018/03/17

آخر تحديث: 08:04 (بيروت)

بالفيديو: جزيئات بلاستيكية تلوث مياه العبوات.. في لبنان

السبت 2018/03/17
increase حجم الخط decrease

عبوات مياه من ماركات تجارية عالمية ملوثة بجزيئات بلاستيكية صغيرة. هذا ما أظهرته دراسة حديثة أجرتها "أروب ميديا" في جامعة ولاية نيويورك في فريدونيا، ووجد الباحثون في نهايتها أن هذه الجزيئات موجودة في 93% من العينات التي أخذت من 11 علامة تجارية مثل: أكوافينا، نستله بيور لايف، إيفيان، أكوا وداساني.

وفي التفاصيل، فقد اختبر الباحثون 259 عبوة مياه أخذت من 19 موقعاً في 9 دول هي: الولايات المتحدة الأميركية، البرازيل، الصين، الهند، إندونيسيا، كينيا، تايلاند، المكسيك ولبنان. ليجدوا أن هذه الجزيئات تعادل في الليتر الواحد نحو 325 جزيئة بلاستيكية حداً وسطياً. ورأوا أن تركيزات عالية وصلت إلى 10 آلاف قطعة بلاستيكية في ليتر واحد من عبوة نستله بيور لايف. ومن بين العينات كانت 17 عينة فقط خالية من البلاستيك.

ثلاثة أسباب يُرجح أن تكون سبب وجود هذه الملوثات، ولم يعرف الخبراء بعد مخاطرها على صحة الإنسان. الأول هو احتمال تسربها من عملية التعبئة والتغليف. ذلك أن النوع الأكثر شيوعاً من هذه الملوثات هو البولي بروبلين، وهو النوع الذي يستخدم في صنع أغطية العبوات. لكن الدراسة أشارت أيضاً إلى رصد جزيئات بلاستيكية في مياه معبأة في عبوات زجاجية. بالتالي، فإن هناك احتمالاً لتلوث المياه نفسها. احتمال ثالث رجح أن تكون هذه الملوثات قد تسربت إلى المياه عبر الشحن والتخزين بسبب تحلل البلاستيك مثلاً.

هذه الترجيحات لا يمكن الوقوف عند صحة إحداها في الوقت الراهن، لأن اكتشاف الملوثات حديث وما زالت بحاجة إلى مزيد من البحوث، وفق ما يؤكد حسام حوا، وهو مدير شركة "ضفاف" المتخصصة بالإدارة البيئية والموارد المستدامة، التي أرسلت العينات اللبنانية إلى "أروب ميديا". يضيف حوا: "هذه الجزيئات موجودة في الهواء والبحيرات الملوثة، وفي الصرف الصحي"، وهذا متوفر جداً في لبنان مقارنة مع الدول المتقدمة كالولايات المتحدة، التي يرجح في حالتها أن "تكون هذه الملوثات قد نتجت عن مياه الصرف الصحي، لأن وسائل تكريرها حتى الحديثة منها لا تنهي وجودها".

ووفق ندى نعمة، من جمعية المستهلك اللبنانية، فإن هذا النوع من الفحوص غير متوفر في مختبرات لبنان. وبما أن الدراسة تضمنت عينات من لبنان، فإن على شركات المياه أن تصرح عن مصدر العبوات لديها، وعما إذا كانت توجد أي تحذيرات في هذا الشأن.

ووفق "ذا غارديان" البريطانية، فإن شركة نستلة انتقدت منهجية "أروب ميديا"، التي قالت إنها يمكن أن "تولد نتائج إيجابية خاطئة". وأقرت كوكاكولا أن "وجود البلاستيك في كل مكان يعني أن الألياف البلاستيكية يمكن العثور عليها عند مستويات دقيقة حتى في المنتجات المعالجة للغاية"، وفق بي بي سي.

وفي نهاية العام 2017، حل لبنان في المركز الثاني في نسبة الألياف البلاستيكية في مياه الشرب، وفق دراسة أجرتها "أروب ميديا" أيضاً. وبلغت نسبة تلوث المياه بهذه المادة في لبنان 93.8%. لكن المفارقة أنها أخذت العينات من نهر الليطاني وبيروت الكبرى، وليس من عبوات المياه.

وقبل أيام، أعلنت منظمة الصحة العالمية (WHO) إعادة النظر في المخاطر المحتملة للبلاستيك في مياه الشرب، لأنها قد تكون خطرة على صحة الإنسان. فهل سيستدعي ذلك وقف تعبئة المياه في عبوات بلاستيكية، وهل سيكون للبنان الرسمي أي تحرك على هذا المستوى؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها