السبت 2018/03/17

آخر تحديث: 10:02 (بيروت)

الانتخابات تشغل المنية: هذا ما تفعله العائلات

السبت 2018/03/17
الانتخابات تشغل المنية: هذا ما تفعله العائلات
يخترق ميقاتي المنيّة لمواجهة التيّار الأزرق في عقر داره (دالاتي ونهرا)
increase حجم الخط decrease

بدأت ملامح المعركة الانتخابيّة في منطقة المنية الشماليّة تبدو أكثر وضوحاً، بعدما حسم النائب كاظم الخير خيار انضمامه إلى لائحة العزم التي سيشكلها رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي. فقبل ضمّ تيار المستقبل المرشح عثمان علم الدين إلى لائحته مقابل استبعاد الخير، كانت المعركة في دائرة الشمال الثانية، ترتكز على طرابلس التي من المتوقع أن تشهد أصعب استحقاقٍ يخوضه المتنافسون على زعامة المدينة.

لكنّ مساحة المعركة اتسعت لتشمل المنية، التي تشهد حراكاً انتخابياً لم تعشه منذ العام 2005. ويعرب ميقاتي عن جديّةٍ وحزمٍ في خوض الاستحقاق المناوي للمرة الأولى. وما يُخطئ في احتسابه المستقبل، يحرص ميقاتي على تجنب الوقوع في شباكه. وهو ما قد دفعه إلى زيارة رئيس بلدية المنية السابق مصطفى عقل في دارته، الجمعة في 16 آذار 2018، بعدما ضمّ الخير بدلاً منه، حيث أعلن عقل وضع ترشيحه للانتخابات النيابية المقبلة بتصرف ميقاتي. كذلك تابع ميقاتي جولته إلى دارة الخير، ولاقى حشوداً من مناصريه "المتمردين" تماشيّاً مع تمرّد زعيمهم، وكان المشهد أقرب إلى مبايعةٍ انتخابية، من أجل إعلان الالتزام والولاء الكاملين.

في المقابل، بدأ الحراك على صعيد العائلات يتفاعل. وفيما لا تزال المنيّة تخضع للمعايير العائلية والعشائريّة، حيث تصدر كلّ عائلةٍ بياناً تعلن فيه موقفها ودعمها لأحد المرشحين، يبدو أنّ التصادم العائلي في المنية يتصاعد. فرغم صدورٍ بيانٍ باسم عائلة آل ملص التي يقدر عدد ناخبيها بـ1300 ناخب، تعلن فيه دعم مرشح المستقبل علم الدين، تفيد معلومات "المدن" أنّ شكل هذا البيان لا يعكس مضمونه. وقد تبيّن ذلك في لقاء جمع معمر ملص والحاج إبراهيم ملص مع جماعتهما، وهما شخصيتان وازنتان في العائلة ولهما تأثريهما، أعربا في اللقاء عن عدم رغبتهما بدعم علم الدين.

وعلم الدين الذي يشتهر بعلاقاته وخبرته الاجتماعية والميدانية، يحظى بالتفافٍ واسعٍ من عائلته وعائلات أخرى. غير أنّ ذلك لم يُسكن الطمأنينة في قلبه رغم إطلاق ماكينته الانتخابيّة، إذ يدرك صعوبة المعركة في وجه لائحة العزم. وهو ما تترجمه معلومات "المدن"، التي تشير إلى أنّ الأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري يتصل شخصياً بعشرات الشخصيات في المنيّة فرداً فرداً، والمواطنين، ليطلب منهم دعم لائحة المستقبل وانتخابها، مقابل إعطائهم وعوداً وظيفيّة وإنمائيّة.

في الواقع، لا شيء بإمكانه أن يرجح كفّة فوز مرشحٍ على آخر في المنيّة. الأمور رهن المفاجآت في صناديق الاقتراع. لكنّ الأكيد أن انتخابات المنية ارتقت إلى مستوى منازلة ومعركة حقيقيّة، يتخللها فائض من الخطابات العاطفية والشعبوية واللعب على وتر الغدر والوفاء. فمن جهة، يُغامر المستقبل بمرشحٍ لم يكن من صلبه مقابل اتكاله على رابطٍ عاطفي في "مدينة الرئيس الشهيد رفيق الحريري". ومن جهة أخرى، يتخلى ميقاتي عن سياسة المهادنة، ويخترق المنيّة لمواجهة التيّار الأزرق في عقر داره ومع مرشحٍ كان من صلبه، وهو ما يبشر بحماوةٍ انتخابية تتأجج يوماً تلو الآخر.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها