الجمعة 2018/02/23

آخر تحديث: 07:48 (بيروت)

بيروت2: من هو عميد هونين المنتفض على أمل-حزب الله؟

الجمعة 2018/02/23
بيروت2: من هو عميد هونين المنتفض على أمل-حزب الله؟
تمركز أهالي القرى السبع في بيروت والضاحية (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease
هل ستتسع رقعة الاعتراض على ترشيحات الثنائي الشيعي لتشمل دائرة بيروت الثانية؟ فبعد اعتراض بعض أهالي جبيل على ترشيح حزب الله الشيخ البقاعي حسين زعيتر عن المقعد الشيعي في دائرة كسروان- جبيل، وردت بعض الشائعات عن وجود حالة اعتراض أخرى بين أبناء القرى السبع (طربيخا، سروج، المالكية، قدس، النبي يوشع، صلحا، هونين، وابل القمح) على عدم ترشيح الثنائي الشيعي ممثلاً عنهم في دائرة بيروت الثانية، مرشّحاً أمين شري ومحمد خواجة عن المقعدين الشيعيين.

وللتذكير، تاريخياً باتت هذه القرى السبع الجنوبية تابعة لفلسطين المحتلة منذ تأسيس دولة لبنان، حيث توزّع أهلها على معظم الأراضي اللبنانية، لاسيما في الجنوب وضاحية بيروت الجنوبية وفي منطقة الباشورة وزقاق البلاط في بيروت. ووفق أحد مخاتير الباشورة كامل شحرور، فإنّ أغلب أهالي القرى السبع في بيروت هم من قرية هونين، حيث يصل عدد الناخبين فيها إلى نحو 8 آلاف. وهذا ما يؤكده مختار الباشورة مصطفى برجاوي، معتبراً أن أهالي هونين يشكّلون رافعة انتخابية لأي لائحة بينما ناخبي القرى الأخرى حضورهم ضئيل جداً.

وحول وجود حالة اعتراض وتململ من عدم اختيار الثنائي الشيعي مرشحاً من أبناء هذه القرى، تشير مصادر الماكينة الانتخابية للعميد المتقاعد علي الشاعر إلى أنّ معظم الأهالي يفضلون ترشيح العميد وتمثيل هذه القرى في الندوة البرلمانية، لاسيما أن عدد الناخبين يفوق 10 آلاف. والعميد، الذي يعود أصله إلى قرية هونين، طرح نفسه مرشحاً منذ أكثر من سنة وحصل على موافقة الفعاليات والعائلات "الهونينية". والعميد، وفق ماكينته، يملك شعبية بين هذه العائلات قد تفوق 80%،؜ في دائرة لن يتخطى فيها الحاصل الانتخابي 14 ألف صوت. لكن، "بعض القوى السياسية" لم تقف عند رأي هذه العائلات في ترشيحاتها. ما أدّى إلى خلق جو من الاعتراض عند أهالي القرى السبع، كما تؤكد الماكينة الانتخابية للشاعر.

مختارا أهالي هونين في منطقة الباشورة البرجاوي وشحرور ينفيا وجود اعتراض على عدم ترشيح الثنائي الشيعي شخصاً من أهالي هونين. فوفق شحرور، قد يكون هناك بعض المعترضين، لاسيما أن الاهالي منقسمون سياسياً مثل أي منطقة في لبنان، لكن الغالبية الساحقة تنتمي إما لحركة أمل أو حزب الله. وهذا ما يؤكده البرجاوي، مشيراً إلى أنهما كمختارين على تواصل مباشر مع الأهالي ومطلعين على آرائهم وتوجهاتهم وما يحكى عن حالات اعتراض عارٍ عن الصحة.

تواصلت "المدن" مع بعض فعاليات أهالي هونين. وفق نائب رئيس "تجمع شباب هونين" أسامة شحرور، فإنّ أهالي القرى السبع بشكل عام وهونين بشكل خاص مسيسون تاريخياً. وكانوا في السابق يوالون "التيار الأسعدي" واليوم يناصرون إما حركة أمل أو حزب الله. وبحنكة سياسية، يعتبر شحرور أن "أهالي هونين يطمحون لكي يتمثّلوا في الندوة البرلمانية لكن ليس من طريق المعارضة". واستدرك بالقول إن "العميد الشاعر ليس لديه أعداء وهو محبوب من أهالي القرية وأول من أعلن ترشيحه منذ سنة وطرح نفسه على فعاليات القرية. وقد اجتمع أيضاً مع التجمع الذي بارك خطوته شرط أن يحصل على موافقة الثنائي الشيعي كي لا يخلق حالة تضارب". يضيف شحرور أن الثنائي الشيعي اختار مرشحيه، وفي نهاية المطاف التصويت سيكون حزبياً وعلى قاعدة الولاءات والمصالح. فالقانون الانتخابي الجديد لا يترك هامشاً للتشطيب أو استبدال اسم بآخر.

أما رئيس جمعية هونين الخيرية أحمد دربيش فيعتبر أن الجمعية وأهالي هونين يمشون تحت راية الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله. ويستدرك: "طبعاً، كنا نفضّل أن يكون المرشح من أهالي هونين، لكن نحن ملتزمون برأي الثنائي الشيعي في بيروت. أضف إلى ذلك أن هناك علاقة جيدة تربط أمين شري ومحمد خواجة بالأهالي ويشاركونهما في جميع المناسبات".

على عكس دربيش، يعتبر أمين الصندوق في الجمعية خضر عجمي أن هناك آراء مختلفة داخل الجمعية وبين الأهالي، ظهر بعضها على وسائل التواصل الاجتماعي. وإذا كان يفضل ابن بلدته، الشاعر، فمردّ ذلك إلى علاقة صداقة تربطه فيه منذ الطفولة. وكدليل على وجود وجهات نظر مختلفة داخل الجمعية، يشير عجمي إلى أن الأخيرة وظّفت جهودها للمرشحين هاني قبيسي ونهاد المشنوق في انتخابات العام 2009. لكن الوضع اليوم مختلف، والقرار سيكون حاسماً كون الاقتراع سيكون للائحة لا للأفراد. بالتالي، هناك كثير من أهالي القرية سيفضلون الاقتراع لابن البلدة، كما يعتقد عجمي.

توافق الجميع على أن العميد الشاعر من الأشخاص المحبوبين. لكن، المحبة أمر وحظوظ الفوز أمر آخر، لاسيما أن الأخير ستحدده لوائح الأقوياء. فمن خلال صفحته في فايسبوك، وعبر وضع صور له برفقة الرئيس الراحل رفيق الحريري، بدا الشاعر كأنه يعرض نفسه على تيار المستقبل لتبني ترشيحه. وهذا ما تؤكده مصادر ماكينته الانتخابية، لكن بحنكة جعلت المستقبل هو من "يبادر عبر وسطاء للتواصل معه، لكن العميد لم يعط كلمة نهائية بعد". ولمزيد من الإثارة وتسويق الترشيح "مدنياً"، يشير المصدر إلى وجود تواصل مع المجتمع المدني والعائلات البيروتية وحتى مع أطراف معترضة داخل تيار المستقبل. فـ"العميد ينتمي إلى البيئة الشيعية المعتدلة، وفي حال ترشح على لائحة المستقبل سيكون خياره الانتماء إلى الاعتدال السني".
increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها