الخميس 2018/02/22

آخر تحديث: 09:01 (بيروت)

الحريري يخوض الانتخابات وحيداً: الهروب من الحلفاء والسعودية؟

الخميس 2018/02/22
الحريري يخوض الانتخابات وحيداً: الهروب من الحلفاء والسعودية؟
إلى أين وصلت المفاوضات بين الحريري وجعجع؟ (الأرشيف)
increase حجم الخط decrease

لم تصل المفاوضات الانتخابية بين تيار المستقبل والقوات اللبنانية إلى نتيجة نهائية ومحسومة بشأن التحالفات والترشيحات. أربع ساعات من المباحثات بين الرئيس سعد الحريري والوزير ملحم الرياشي لم تصل إلى خلاصات شافية. الجواب الوحيد الذي اتفق عليه الطرفان، هو الانتظار لخمسة أيام كي يحسم كل طرف توجهاته. الأمر نفسه ينطبق على اللقاء الذي عقد بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، إذ لم يتم التوصل إلى إجابات شافية بشأن وجهة التحالفات، رغم التفاهم بأن التحالف سيكون على القطعة، وليس في كل لبنان.

لدى سؤال شخصية واسعة الاطلاع، وعلى علاقة بالمفاوضات الجارية، تختصر الجو الانتخابي بالقول إنه "لا يزال مدار أخذ ورد من دون الوصول إلى نتائج نهائية. فلا أحد قادراً على اتخاذ موقف حاسم. وما يصح اليوم ينتفي غداً. وكل ما يُحكى عن تحالفات في هذه الدائرة أو تلك، ليست نهائية بعد، لأن الأمور قابلة للانقلاب رأساً على عقب". تفضل الشخصية الانتظار إلى ما بعد انتهاء مهلة الترشيحات والدخول في العد العكسي لمهلة تشكيل اللوائح. حينها، يمكن البدء باستشراف التحالفات، وقبل تلك الفترة، لا يمكن التعويل على أي موقف من هنا أو هناك، ولا حتى على أي لقاء.

في اللقاء بين الحريري والرياشي، جرى عرض السيناريوهات الانتخابية في الدوائر المشتركة بين الطرفين. لم تكن وجهات النظر متطابقة بين الطرفين، رغم اللقاء عند بعض القواسم المشتركة. تمسّك الحريري بأنه يريد ترشيح شخصيات عابرة للطوائف، يقصد بذلك أنه يريد ترشيح مسيحيين، وعدم تقييده من جانب التيار والقوات، في مسألة الترشيحات أو "تشليحه" مقاعد مسيحية محسوبة عليه. قد يعتبر البعض أن هذا الأمر رفع للسقف من جانب الحريري، للضغط على القوتين المسيحيتين الأبرز بخفض سقف مطالبهما من التحالف معه، وترك الهامش المسيحي الخاص بالمستقبل. وسعى الحريري إلى تدعيم وجهة نظره هذه، بإعلانه أنه قد يتوجه إلى خوض الانتخابات وحيداً.

تصف المصادر هذه المشاورات، بأنها مرحلة لاستدراج العروض وبحثها. الوقت ليس لاعطاء المواقف والآراء. وحتى الآن، لا حسم في أي من الخيارات. وقد بحث الرياشي والحريري المهرجان الذي ستقيمه القوات في جونيه في ذكرى 14 آذار، وسيكون مخصصاً لإعلان القوات مرشحيها وتوجهاتها وثوابتها الانتخابية. وتنفي المصادر الكلام الذي أفاد بأن الحريري لا يحبّذ تنظيم القوات هذا المهرجان، واحتكار رمزية الذكرى كرد على احتكار المستقبل ذكرى 14 شباط. وتقول مصادر قواتية إن أكثر ما جرى الإتفاق عليه في هذا اللقاء، هو عناونين المهرجان، إذ توافق الرياشي والحريري على ضرورة الحفاظ على الثوابت التي تمثّلها الذكرى.

على صعيد الاجتماع القواتي مع التيار الوطني الحر، تلفت المصادر إلى أن اللقاء لم يتوصل إلى اتفاق، فيما الباب سيبقى مفتوحاً على البحث في مختلف التفاصيل والدوائر خلال الأيام القليلة المقبلة، فيما تشير مصادر متابعة، إلى أن بودار التباعد بين القوات والتيار تتعزز أكثر فأكثر، فيما قد ينحصر التقارب بينهما في دوائر محددة. هذا الامر قد توضحه صورة ترشيحات القوات، لا سيما ترشحيات زحلة، التي يعتبرها كثيرون أنها ستكون مؤشراً لوجهة العلاقة بين الحزبين المسيحيين. وحتى الآن، تتعاطى القوات بتكتيك بطيء لإعلان هذه الأسماء، بخلاف الاستعجال القواتي على ترشيحات أخرى كانت قد أعلنت. كل المشاورات الانتخابية ستبقى معلّقة، إلى ما بعد زيارة الموفد السعودي إلى لبنان، نزار العلولا، والتي تبدأ في الساعات المقبلة، على أن تشمل مختلف الأفرقاء. وفيما سيسعى العلولا إلى لم شمل قوى 14 آذار، وإن تحت مسميات أخرى، إلا أن هناك من يعتبر أن الحريري اتخذ خياراً واضحاً، وهو خوض الانتخابات وحيداً عبر تسميته مرشحين من مختلف الطوائف. وهذا ما سيمكنه من تجنّب أي إحراج مع الحلفاء في الداخل أو الخارج، لأنه حينها سيتمسك بموقفه على قاعدة أن القانون الانتخابي يوجب خوض كل فريق الانتخابات بمفرده، وأي تحالف سيسهم في إضعافه.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها