الأربعاء 2018/02/21

آخر تحديث: 08:14 (بيروت)

لهذه الأسباب لن يترشّح روبير غانم

الأربعاء 2018/02/21
لهذه الأسباب لن يترشّح روبير غانم
المرشح الدائم إلى رئاسة الجمهورية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

ببيان مطول ضمنه أبرز انجازاته تحت قبة البرلمان، أعلن النائب روبير غانم، الثلاثاء في 20 شباط 2018، عزوفه عن الترشح لولاية سادسة في المجلس النيابي، منهياً مسيرة نيابية استمرت منذ العام 1992، كأول نائب ماروني شغل المقعد المستحدث في دائرة البقاع الغربي- راشيا منذ اتفاق الطائف.

أعلن غانم في بيانه أنه يفسح المجال من خلال عزوفه عن الترشح أمام تداول السلطة، كي لا يقع "في فخ الاستئثار بالمقعد النيابي". وبعد اتصالات أجرتها "المدن" للتوقف عند خلفيات هذا العزوف، غاب غانم عن السمع ليشرح القريبون منه أنه "لم يعد مرتاحاً في الفترة الماضية لتقديم ترشيحه في ظل الظروف السياسية التي أفرزتها التطورات السياسية الأخيرة".

استنتج غانم، على ما يبدو، أنه لم يعد لائقاً بسنه ولا خبرته السياسية، أن ينتظر التحالفات السياسية التي تجري على المستوى العمودي، لحجز مكان له في لوائحها، هو الذي طرح نفسه لدى القيادات السياسية كمرشح "وفاقي" لرئاسة الجمهورية، وبقيت عينه على بعبدا، من دون أن يحبطه فشل محاولاته المتكررة لبلوغ الكرسي الرئاسي، منذ انتهاء ولاية الرئيس الياس الهراوي الأولى بعد الطائف، وحتى ما قبل انتخاب ميشال عون.

ابن قائد الجيش الأسبق اسكندر غانم، هو من عائلة تعاطت الشأن السياسي لفترة طويلة، وكانت من أبرز أركان رئيس الكتلة الشعبية الأسبق جوزف سكاف. حتى أنه يقال إنه في السبعينيات من القرن الماضي كان غانم يعتزم تغيير مذهبه إلى الأرثوذكسي ليتسنى له الترشح على لائحة رئيس الكتلة الشعبية التي كانت تتمدد من زحلة إلى منطقة البقاع الغربي وبعلبك.

غير أن غانم لم ينعم بمعركة مريحة في أكثر من دورة انتخابية. إذ إنه بعد انتهاء ولايته الأولى، أُعلن خاسراً في نتائج انتخابات 1996 أمام هنري شديد، وبقي كذلك لعام، إلى أن عاد المجلس الدستوري وأبطل نيابة الأخير. ووفق المطلعين على تفاصيل ما جرى حينها، فإن سقوط غانم جاء في صناديق بعلبك حين كان البقاع دائرة واحدة، وأنه كان رسالة إلى غانم من قوى الأمر الواقع السورية، التي لولا رضاها عليه مجدداً لما قُبل الطعن الذي تقدم به بنيابة شديد.

اثر اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وتهاوي أصدقاء النظام السوري في أول انتخابات جرت بعد خروج جيشه من لبنان، حافظ غانم على مقعده خلافاً لزملائه السابقين في دائرة البقاع الغربي. صديق الحريري الأب، الذي كان يروج له في "دول القرار" كرئيس للجمهورية، نجح رغم انتقاده السياسات الحريرية في عهد رئيس الجمهورية الأسبق إميل لحود، بالانخراط فوراً في حركة 14 آذار، لكن من دون أن يقطع شعرة معاوية مع حلفاء سوريا. ما جعله المرشح الأنسب للحلف "الرباعي" الذي جرت على أساسه انتخابات العام 2005. ليحصل أيضاً في آخر انتخابات جرت، في العام 2009، على عدد الأصوات الأعلى بين زملائه، رغم اختفاء صورته خلف صورة قائد القوات اللبنانية سمير جعجع كأحد حلفاء قوى 14 آذار الذين فازوا بكل مقاعد البقاع الغربي. فثبت غانم بذلك ما يعرف عنه بكونه "رجل كل عهد".

ورغم الوعود الانتخابية التي أطلقت، لم ينجح غانم في البقاء صفاً واحداً مع بقية زملائه، ككتلة نيابية تمثل البقاع الغربي، بل تغيّب عن معظم اجتماعاتها منذ البداية، وحتى قبل أن تتلاشى الكتلة ويتفرق أعضاؤها. ليسجل له، في المقابل، حضوره النيابي ونشاطه كرئيس للجنة الادارة والعدل التي عدد ببيان عزوفه بعض انجازاتها.

إلا أن حفاظ غانم على مقعده النيابي جرده من القدرة على ايصال مجلس بلدي موال له في بلدته صغبين. فإنعكس تدهور علاقته مع القوات اللبنانية، التي لمس توجهها لترشيح أحد قيادييها كبديل له عن المقعد الماروني في الانتخابات النيابية، على أوضاع بلدته. فلم يعد "يمون" حتى على وحدة مجلسها البلدي.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها