الأربعاء 2018/02/21

آخر تحديث: 08:05 (بيروت)

فيصل كرامي لـ"المدن": نشكك في نتائج الانتخابات

الأربعاء 2018/02/21
فيصل كرامي لـ"المدن": نشكك في نتائج الانتخابات
يتصدّر الاقتصاد الطرابلسي عناوين البرنامج الانتخابي لكرامي (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

يدرك الوزير السابق فيصل كرامي أنّ الاستحقاق الانتخابي في أيّار 2018 هو الأصعب على القيادات السنيّة في دائرة الشمال الثانيّة، التي تضمُّ طرابلس والمنيّة والضنيّة. ورغم محاولات التهميش وحصر المعركة الانتخابيّة شمالاً، تحديداً في طرابلس، بين تيّاري المستقبل والعزم واللواء أشرف ريفي، ليس كرامي مجرد مرشحٍ عادي. فهو المتحدر من بيتٍ سياسي تاريخي في المدينة، يشكّل امتداداً لتاريخٍ سياسي طويلٍ يبدأ من جدّه عبدالحميد كرامي، مروراً بعمّه الشهيد رشيد كرامي، وصولاً إلى والده رئيس الحكومة الأسبق عمر كرامي.

ينطلق كرامي، في حديثه إلى "المدن"، من رفضه مبدأ التصنيفات، واعتباره واحداً من قوى 8 آذار. "لستُ من قوى 8 آذار ولن أخوض الانتخابات باسمها". وكلّ ما حُكيَ عن تشكيل لائحةٍ تضمّه مع رموز هذا المحور، يضعها كرامي في خانة الشائعات المغرضة، بهدف إضعافه في الشارع السنّي، في دائرة الشمال الثانيّة.

كرامي الذي يحمل "أمانة عمر" والده، وفق تعبيره، يُذكّر بموقفه في العام 2008، حين أعلن (والده) انفصال تيّاره عن قوى 8 آذار، وتحرره السياسي الكامل من كلّ التيّارات الأخرى كي يتفرغ لخدمة مدينته طرابلس وأهلها، من دون أن يعني ذلك التخلّي عن مبادئه وثوابته، لاسيما في ما يخصّ القضيّة الفلسطينيّة ومقاومة العدو الإسرائيلي.

لكنّ المشكلة، أنّ "الناس تخلط بين دعمنا المقاومة في وجه إسرائيل لتحرير فلسطين، وبين ممارستنا العمل السياسي في الداخل. وإصرار البعض على حشر بيت كرامي في محور 8 آذار، هو من أجل تجييش الناس ضدّهم، ودفعهم إلى الانتخاب على أسس مذهبيّة وعصبيّة".

وفي تصويبٍ على رئيس الحكومة سعد الحريري، يسأل كرامي مستنكراً: "من هي قوى 8 آذار أصلاً؟ وماذا نصنّف الرئيس الحريري 8 أو 14؟ في المواقف السياسية؟ ما يفعله الحريري تجاه محور المقاومة يتقدّم علينا بأشواط. فحين يصرّح في مقابلة مع وول ستريت جورنال أنّ لا حكومة من دون حزب الله وأنّ سلاحه هو عامل استقرار في لبنان، يثبت تقدّمه الكبير علينا تجاه محور المقاومة. وهو لا يخفي استعداده للتحالف مع حركة أمل في بعض الدوائر، ومع التيّار الوطني الحر في كلّ الدوائر".

القانون العجائبي
يبدأ "الأفندي" نقاشه بشأن الانتخابات، من قانون الانتخاب الجديد الذي يصفه بـ"العجائبي". فـ"من خلال جولاتي الانتخابيّة، أؤكد أنّ لا أحد من المواطنين قد فهم هذا القانون. ورغم أنّ أي قانون غير القانون الأكثري هو جيد ومفيد، لاسيما القانون النسبي، لكنّهم عقّدوه بشكلٍ كبيرٍ جداً". وأول شوائب هذا القانون، ارتُكبتْ، وفق كرامي، عبر تقسيم الدوائر على أساس طائفي، فيما يهدف القانون النسبي إلى كسر حدّة الخطاب الطائفي والغاء الطائفيّة السياسيّة وصولاً إلى إنشاء مجلس الشيوخ تماشيّاً مع ما ينصّه الدستور. و"قد بدأنا نلمس نتائج تقسيم لبنان دوائر طائفية أخيراً، من ارتفاع نبرة الخطابات التحريضية والشعبوية، التي يمكن أن تؤدي إلى انفجار الوضع في أيّ لحظة".

"تبقى العبرة في التنفيذ"، يقول كرامي. إذ "نُميَ إلينا عن أهل السلطة قولهم: انتخبوا متل ما بدكم والنتائج متل ما بدنا. وفي ذلك خطورة كبيرة، لاسيما أن عملية احتساب الأصوات معقدة جداً، ولا يمكن انجازها على اليد، إلى جانب دخول المغتربين على خطّ الاقتراع". هنا، يعترض كرامي على غياب التوازن في الترشيح. "الجميع لديه منابره الإعلامية وطياراته التي يجول فيها على حساب المال العام من أجل الحملات الانتخابية في الخارج. أما نحن، فنعمل باللحم الحي، بسبب التضييق الإعلامي علينا لقمع صوتنا".

التحالف مع ميقاتي
استكمالاً لنفي التحالف مع رموز 8 آذار في الشمال، يشير كرامي إلى أنّه لم يتواصل حتّى اللحظة سوى مع رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي. "نحن على اتفاق تامٍ معه، وسنكون أمام خيارين. إمّا أن نتحالف معه في لائحة واحدة (الخيار المرجح)، أو نشكل لائحتين، من دون الدخول في منافسة نديّة بل ستكون مبنيّة على التعاون، لأننا سندخل المجلس النيابي كتلة واحدة تمثل طرابلس".

يعتبر كرامي أنّ ما يجمعه مع ميقاتي، هو حبّ طرابلس والحرص عليها، إلى جانب الظلم المشترك الذي تعرضا له في حكومة ميقاتي. إذاً، ما الذي يفصلكم عن القوى السياسيّة الأخرى في طرابلس؟ يجيب كرامي: "المشكلة أنّ أغلب نواب طرابلس يتبعون لكتل نيابية خارج المدينة، فيحجبونها عن سلّم أولوياتهم".

ولدى الحديث عن اللواء أشرف ريفي، يعترف كرامي أنّه استطاع تشكيل حالة سياسية في المدينة، "لكنه لا يشكل تهديداً لنا وليس منافسنا". ذلك أنّ ريفي، وفق كرامي، يُشكّل تهديداً مباشراً لتيّار المستقبل، بعدما انقسم جمهوره الواحد إلى 3 تيّارات. تيار ريفي ومجموعته، تيّار رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة ومجموعته، وتيّار الحريري الذي يُعدّ الأقوى بسبب وجوده في السلطة. فـ"طروحاتنا أساساً تختلف عن طروحاتهم جميعاً. وفي ما يخصُّ ريفي، لا أوافقه على وضع طرابلس في مواجهة امبرطوريات، لأنّها ليست وظيفتها، ولن يخدمها الاحتقان المذهبي والخطاب الشعبوي، بينما يدرك الجميع أنّ الكلّ يتواصل مع الكلّ تحت الطاولة، ولا يوجد نيّة فعليّة عند أحد لالغاء حزب الله".

الاقتصاد أولاً
يتصدّر الاقتصاد الطرابلسي عناوين البرنامج الانتخابي لكرامي. "كلّ الذين حملوا الشعارات الإنمائيّة والاقتصادية في طرابلس، لم يحققوا منها شيئاً بسبب انتمائهم لكتلهم خارج المدينة. أمّا نحن فجُرّبنا، وبنينا مؤسسات المدينة ومرافقها ونقاباتها في عهد الرئيس رشيد كرامي حين كانت طرابلس مدينة عامرة اقتصاديّاً".

لكن التدهور بدأ في العام 1996، "إلى أن بلغت نسبة البطالة في طرابلس نحو 40% وأصبحت مدينة بلا عنوان. وهناك مشكلة جديّة في طرابلس داخل الدوائر العامة، حيث لم يبقَ هناك طرابلسي واحد في التعيينات الادارية. في المقابل، طرحوا علينا معادلة بسيطة: الأمن والانماء. أتوا بالأمن بعدما رفع السياسيون الغطاء عن المسلحين، ولم يأت الانماء".

وفي السياق، يتناول كرامي ما يسميه بـ"حرب الأجهزة الأمنيّة علينا". وما يجري في طرابلس، هو أنّ "الأجهزة الأمنية تتدخل في الحياة السياسية، ما يفقدها الصدقية تجاه الناس بدل أن تكون على الحياد. وهناك بعض الأجهزة تشتغل في الماكينة الانتخابية لتيّار المستقبل، وتنظم لقاءاتهم وتدعو الناس إلى حضورها، إلى جانب تدخلها السافر في الانتخابات مع تشغيل المال السياسي. وهو ما يجعلنا نشكك أكثر في نتائج الانتخابات التي ستصدر لاحقاً".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها