الأربعاء 2018/02/14

آخر تحديث: 16:01 (بيروت)

هل أجبر حزب الله مرعي على الذهاب إلى إسرائيل؟

الأربعاء 2018/02/14
هل أجبر حزب الله مرعي على الذهاب إلى إسرائيل؟
تعيش عائلة مرعي في ظروف مادية صعبة (Getty)
increase حجم الخط decrease

حمّل الناطق الرسمي بإسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي حزب الله مسؤولية تجاوز المواطن اللبناني علي مرعي السياج الحدودي، الأحد في 11 شباط 2018، مؤكداً بعد توقيفه أن الشاب يعاني من مرض نفسي. ووفق الرواية الإسرائيلية، التي نقلها بيان صدر عن الجيش الإسرائيلي الثلاثاء في 13 شباط، رُصدت الأحد عملية اجتياز السياج الأمني عند الحدود اللبنانية، وألقي القبض على المتسلل وأحيل إلى التحقيق، حيث أكد مرعي أنه أُرغم على تجاوز الحدود بعد ضغوط من عنصرين من حزب الله، هما الشقيقان مهدي وعلي شحرور من بلدة حبوش. وأشار البيان إلى أنهما أوكلا إليه مهمة التسلل إلى داخل إسرائيل لدرس إمكانية الدخول واجتياز السياج الكهربائي، مهددين مرعي بفرض الإقامة الجبرية عليه في مستشفى الأمراض النفسية. وقد نقله إلى الحدود، عبر دراجة نارية، مهدي شحرور.

وقد نشر أدرعي صورتين قال إنهما للأخوين شحرور، متهماً حزب الله بـ"الإستغلال السخيف" للمدنيين وخرق قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

وكان الجيش اللبناني قد تسلم مرعي عبر الوسيط الأممي، ظهر الاثنين في 12 شباط، حيث جرى التحقيق معه، وطَلبَ من عائلته تزويده بالتقارير الطبية عن حالته ووضعه وهوية طبيبه المعالج. ويؤكد مصدر أمني في الجيش اللبناني لـ"المدن" أن لا دليل على استغلال وضع مرعي الصحي والنفسي لتمرير رسائل سياسية أو عسكرية على الحدود الجنوبية، في حين رفض الدكتور فضل شحيمي الحديث عن الوضع الصحي لمريضه، ملتزماً أدبيات مهنته.

عائلة مرعي
وحدها عائلة مرعي تعيش قلقاً في ظل أوضاع مادية صعبة، نتيجة إضطرارها لبيع منزلها لمعالجة إبنها. ويشير الوالد عماد، لـ"المدن"، إلى أن حالة مرعي النفسية المضطربة بدأت منذ نحو عامين حين سافر إلى تركيا، وتعرض لعملية نصب. وعاد "إلينا يردد روايات غريبة عن أناس يخططون لقتله، ومختلقاً خبرية أنه يهودي وينوي الذهاب إلى إسرائيل". وينفي عماد ما ادعته إسرائيل بأن ذهاب إبنه إلى الحدود كان عملاً مدبراً، مشيراً إلى أن الصورتين هما لصديقي علي من مدينة النبطية، وكانتا في هاتفه الذي بقي مع الجانب الإسرائيلي.

وتروي والدة مرعي، لـ"المدن"، أنها يوم الأحد تركت إبنها نائماً في المنزل وخرجت لشراء بعض الحاجيات. وحين عادت لم تجده. فبدأت بإجراء إتصالات معه ومع أشقائه وبعض أصدقائه. وأخيراً، اعترف لها بأنه "متوجه إلى إسرائيل بالتاكسي". فطلبت منه العودة، فلم يقتنع. وحين لحق به والده رآه يجتاز الحدود وسط تجمهر عدد من المستوطنين الإسرائيليين، الذين قاموا بتصويره. كما شاهد الدورية الإسرائيلية تقوم بإعتقاله. ووفق رواية العائلة، تعرض مرعي للضرب المبرح من قبل العدو الإسرائيلي.

بلدة حبوش
أما في حبوش، فتكثر الأقاويل والشائعات عن وضع مرعي الصحي. فمنهم من يراه طبيعياً جداً ويتمتع بعلاقات اجتماعية قوية في بلدته. والبعض الآخر يؤكد أن مرعي عاد بعد اجتيازه الحدود في المرة الأولى في حالة غير طبيعية، وبدأ القيام بتصرفات توحي بـ"الجنون".

أما رئيس بلدية حبوش علي نعمة، فيشير إلى أن الرواية الإسرائيلية ملفقة ولا علم لديه بوجود عائلة شحرور في بلدته حبوش. ولدى سؤاله عن متابعة البلدية لوضع مرعي والتحقيقات لدى الدولة اللبنانية، أجاب نعمة بأنه "لم أتابع القضية، وما عندي علم بشي".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها