الإثنين 2018/02/12

آخر تحديث: 00:07 (بيروت)

ميقاتي الحريص انتخابياً: هكذا يجري حساباته

الإثنين 2018/02/12
ميقاتي الحريص انتخابياً: هكذا يجري حساباته
المفاوضات بين ميقاتي وكرامي والمردة تصل إلى خواتيمها (ريشار سمور)
increase حجم الخط decrease

حالةٌ من الغموض والإرباك تسود أجواء القوى السياسية في طرابلس، قبل صوغ لوائحها لانتخابات أيّار 2018. الكلُّ يبحث في مصالحه التي سيحيك على أساسها تحالفاته. لم يقدم أحد حتّى اللحظة على إعلان لائحته عن دائرة الشمال الثانيّة التي تضم طرابلس، المنيّة والضنيّة. الأمور رهن التأجيل والتّرقب، بسبب الحسابات الجديدة التي فرضها قانون الانتخاب الجديد. ورئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي، هو واحد من هذه القوى التي لم تحسم خياراتها بعد.

ينهمك ميقاتي في إعداد لائحةٍ مكتملةٍ مؤلفة من 11 مرشحاً. ورغم جهوزيّة ماكينته، لا تزال لائحته قيد المشاورات الشائكة. فهو قوّة وازنة وكبيرة في طرابلس لا يستهين خصومه بثقلها. لذلك، يجري ميقاتي حسابات دقيقة، قبل دخوله في مواجهة تيار المستقبل على وجه التحديد، ومن بعده اللواء أشرف ريفي، حيث يخوض الثلاثي معركة تحديد الأحجام في المدينة.

حسابات ميقاتي ما قبل استقالة الرئيس سعد الحريري من الرياض ليست كما بعدها. فالحريريّة السياسيّة استعادت وهجها شمالاً، بعدما راهن خصوم الحريري على خفوتها. وإذا كان ميقاتي يعتبر أنّه الأقوى طرابلسيّاً، لا يمكن أن يستهين بتفوق الحريري عليه في المنيّة والضنيّة، فيما هو لم يسجّل حضوراً بارزاً في المنطقة من قبل، وقد عزم أخيراً على افتتاح مكاتب له فيها.

يسعى ميقاتي إلى الحصول على كتلةٍ نيابيةٍ وازنة وكسب عدد كبير من المقاعد في البرلمان، لاسيما بعد تردد احتمال دخوله المعركة الانتخابية في عكار وبيروت الثانية. وهذا ما يصوّب عليه خصومه، مشيرين إلى أنّ ميقاتي يريد من الانتخابات تحقيق غايته بالوصول إلى رئاسة الحكومة. لكنّ أوساطه تنفي ذلك، مؤكدةً أنّ معركة ميقاتي ليست على رئاسة الحكومة، فيما هو يدرك أنّ الاتفاق الرئاسي يستوجب بقاء الحريري رئيساً للحكومة طوال عهد رئيس الجمهورية ميشال عون. عليه، سيخوض ميقاتي معركته تحت شعار "الوسطية"، وستقوم حملته الانتخابيّة على الالتزام بمبدأ النأي بالنفس، الذي أرسى تيّار العزم قواعده، وعدم الدخول في لعبة الاصطفافات الداخليّة والخارجيّة.

وفي قراءته لمبدأ صوغ التحالفات، يضع ميقاتي أمامه 4 جهات رئيسية في طرابلس: المستقبل، ريفي، الوزير السابق فيصل كرامي وقوى 8 آذار. التحالف مع المستقبل ليس وارداً لدى ميقاتي. وما جرى في الانتخابات البلديّة لا يمكن اسقاطه على الاستحقاق النيابي، لاسيما أنّ هناك شبه قطيعة بين الطرفين، ولا مصلحة تجمعهما في الشارع السّني في ظلّ القانون النسبي والصوت التفضيلي. كذلك الأمر بالنسبة لريفي، إذ لا يستطيع ميقاتي من ناحيته انجاز تحالفٍ معه، في الوقت الذي يردد ريفي خطاباً شعبوياً يناقض خطابه الوسطي. وهو غير مستعدٍ في الأساس أن يدخل في عداءٍ مع مختلف القوى السياسيّة في البلد، وتحديداً حزب الله.

ماذا عن كرامي وفريق 8 آذار؟
يدرس ميقاتي بتأنٍ مسألة تشكيل لائحةٍ إلى جانب كرامي وتيّار المردة، اللذين يعتبرهما جزءاً من قوى 8 آذار، من دون أن يتّضح بعد إذا كان سيضم إلى جانبهما الحزب العربي الديمقراطي والنائب السابق جهاد الصمد. مع ذلك، يدرك ميقاتي أن التحالف مع أركان 8 آذار يحتاج إلى التدقيق في الحسابات، حتّى لا يكون ثمنه في الشارع الطرابلسي باهظاً. وهو ما جعله يرجح احتمال تشكيل لائحة يرأسها منفرداً، واضعاً نصب عينيه ميزان الربح والخسارة إلى جانب العلاقات السياسية التي يحرص عليها.

أخيراً، يبدو أنّ المفاوضات بين ميقاتي وكرامي والوزير السابق سليمان فرنجية تصل إلى خواتيمها. ويشير القيادي في تيار العزم مصطفى الآغا لـ"المدن" إلى أنّ إعلان اللائحة سيتمّ في المدى القريب. يضيف: "هناك علاقة مع كرامي يمكن أن تُترجم انتخابياً. لكنّ الأكيد أنّ ميقاتي سيشكل لائحته منفرداً، بحيث تكون معظم الشخصيات التي تضمها محسوبة عليه".

عزوف خلدون الشريف
في هذا الوقت، أحدث إعلان مستشار ميقاتي الدكتور خلدون الشريف العزوف عن الترشح إرباكاً كبيراً في أوساط العزم. وقد تلقى الشريف موجة واسعة من التضامن معه، التي طرحت كثيراً من علامات الاستفهام حول الأسباب الحقيقية لهذا العزوف، لاسيما أنّه كان من الأسماء المطروحة بقوّة على لائحة العزم.

لكنّ المرجح أنّ خطوة الشريف، التي جاءت مباغتةً لميقاتي، سجّل فيها موقفاً استباقيّاً لمصلحته، وهي تندرج ضمن سياق عدم قبول الشريف البقاء على لائحة الإحتمالات القابلة للغربلة، فيما هو يملك حضوراً وحيثيةً شعبيّة واسعة تغنيه عن انتظار القبول أو الرفض. ورغم ذلك، يكتفي الشريف بالتعليق قائلاً: "إنّي باقٍ إلى جانب ميقاتي وسأدعمه بما أملك في انتخاباته".

وفي معلومات خاصة بـ"المدن"، فإنّ الأسماء المحسومة حتّى الآن على لائحة ميقاتي هي فيصل كرامي والدكتور محمد نديم الجسر عن المقعد السنّي في طرابلس، والمحامي محمد الفاضل عن المقعد السنّي في الضنيّة، والوزير السابق جان عبيد عن المقعد الماروني ومسؤول طرابلس في المردة رفلي دياب عن المقعد الأرثوذكسي. بينما لم يُحسم بعد أمر المقعد العلوي والمقاعد السنيّة الأخرى.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها