الرميلة: الكتائب يتصدى لشبكة اتصالات حزب الله

في ليلةٍ غاب عنها ضوء القمر، تسلّل الى بلدة الرميلة (قضاء الشوف) فريقٌ تقني متخصّص للعمل على تمديد شبكة اتصالات تابعة لحزب الله، وفق ما أكد أفراد الفريق لأهالي البلدة، ليتبيّن لاحقاً أنّ أحد القيادات التابعة للحزب قد اتّصل بالمجلس البلدي، مشدداً بحزم على ضرورة متابعة تمديد الكابلات وعدم عرقلة العمّال، من دون تقديم عذر أو تبرير للموضوع.

في وقتٍ كانت وزارة الطاقة والمياه تعمل، منذ ثلاثة أشهر، على تمديد قساطل مياه الشّفّة، يوضح عضو المكتب السياسي في حزب الكتائب السابق المحامي جوزف عيد لـ"المدن"، أن "أهالي الرميلة اكتشفوا، الجمعة في 9 شباط 2018، وعندما رُفعت الريغارات بعد الانتهاء من تمديد شبكة المياه، أنّ العمل جارٍ أيضاً على تمديد شبكة اتصالات من خلال تمرير خط ثاني للكابلات المطمورة في البلدة، بشكل غير قانوني. ما يؤكد أنّ السيادة اللبنانية لا تزال منقوصة. وهذا ما أثار قلق، السكان ويطرح علامات استفهام كثيرة حول الهدف من هذه الشبكة التي تمرّ بين البيوت والمنازل".

وفي حين تتحفّظ البلدية عن إبداء رأيها تجاه ما يحصل، خصوصاً أنّ وضع المنطقة حسّاس جداً، بادر الكتائب إلى استيعاب الموقف وكان في الواجهة عبر إصدار بيانٍ من خلال اقليم الشوف، يستنكر فيه الواقع الذي يفرضه حزب الله على المنطقة.

وتكشف ابنة الرميلة، عضو المكتب السياسي في الكتائب المحامية ريتا بولس، لـ"المدن"، أنّ "فريق العمل على الأرض طلب بعدم الاقتراب من الشبكة من دون أن ينفي أنها تابعة لحزب الله، بحجّة أنّ المعنيين على تنسيق مع وزارة الطاقة والمياه. وهو لا يزال مستمرّاً بمهمّته، رغم أنّ الأهالي رفعوا الصوت مطالبين الدولة بالتدخّل لوضع حدٍّ لما يحصل، مع العلم أنّ مخابرت الجيش وشعبة المعلومات قصدا البلدة وكشفا على التمديدات المذكورة. لكنّ أحداً لم يتحرّك في هذا الاطار حتى الساعة".

وتؤكد بولس أن "كلّ ما تبقى حالياً هو مدّ الكابلات فقط". وتستغرب بولس موقف وزارة الطاقة التي تقف متفرّجة على هذا الوضع غير السليم. "ما يدلّ على تفرّد حزب الله في قراراته"، مشيرة إلى أنّه "على الأرجح سيكون هناك تحرّكات ميدانية".