أكوافينا: مياه بطعم المازوت.. والشركة تنفي

فوجئ الزميل حسام عيتاني عند فتحه عبوات مياه من ماركة أكوافينا، كان قد اشتراها من أحد فروع المخازن الكبرى (تعاونيات لبنان سابقاً)، برائحة مازوت تفوح منها. وعندما أخبر مدير الفرع الذي اشترى منه العبوات بما حصل، اقترح عليه استبدالها، وفق ما يقول عيتاني. وفي اتصال مع "المدن"، يشير عيتاني إلى أن ادارة التعاونية تواصلت معه لاحقاً، واعتذرت عن تصرف المدير، وقالت إنها ستسحب جميع العبوات الموجودة في التعاونية وستتواصل مع الشركة لمعرفة أصل المشكلة.

ووفق مسؤولة سلامة الغذاء في جمعية المستهلك ندى نعمة، هناك احتمالان لوجود مثل هذه المشكلة في المياه، إما في طريقة تخزين العبوات في مخازن التعاونية، أي أنها موضوعة إلى جانب خزان المازوت هناك، والمازوت عبارة عن مواد يمكنها أن تتطاير فتدخل إلى المنتجات حتى وهي مقفلة، أو أن تكون المشكلة ناتجة من خلل في التعبئة.

وللتأكد من صحة أحد الاحتمالين، يفترض التحقق من الدفعة التي تمت تعبئتها، لمعرفة إن كانت جميعها تعاني من الخلل نفسه، وفق Lot number، (وهو رقم تعريف موجود على المنتجات يدل على دفعة الإنتاج). هنا، تزود التعاونية شركة أكوافينا برقم الدفعة ليتم سحبها، وإذا تبين عدم وجود مشكلة إلا في هذا الموقع تكون النتيجة أن المشكلة في التخزين. أما في حال تكررت المشكلة في أكثر من وقت وموقع، فإن المشكلة تكون في التعبئة أو البئر التي تُسحب منها المياه، التي يُحتمل أن المازوت تسرب إليها، حيث يمكن أن تنتقل الملوثات بسهولة إلى المياه الجوفية في لبنان.

ويؤكد عيتاني أن العبوات كانت نظيفة ولم يكن عليها أي أثار تلوث، وأن رائحة المازوت انتشرت عندما فتح عبوة المياه وليس قبل ذلك. ما يرجح فرضية أن الخلل الحاصل هو في تعبئة المياه.

والحال أن هذا الأمر يستدعي تحرك وزارة الصحة التي تمنح الإذن للشركة بالاستثمار، وبإمكانها أخذ العينات لمعرفة مدى سلامة البئر محل التعبئة، وإن كانت طريقة التعبئة مطابقة لمواصفات السلامة الصحية.

وفي اتصال مع إدارة التعاونية، تؤكد لـ"المدن" أنه تم الكشف على عبوات المياه ليتبين أنها من دفعة جديدة، وقد تم إجراء الفحص عليها وهي سليمة. وتم الكشف على موقع التخزين ولم يتبين وجود خزانات مازوت. لذلك، تم التواصل مع الشركة المصنعة وهي شركة المشروبات الغازية Pepsi، من أجل معرفة أصل المشكلة.

وقد تواصلت "المدن" مع وزارة الصحة، التي أكدت أن هذه المشكلة من صلاحياتها وهي تتابعها، متمنية على المواطنين الاسراع في تقديم الشكوى لديها، وحمل عينات معهم من أجل ارسالها إلى المختبرات للتأكد من صحة المشكلة أولاً، ولمعرفة Lot number وسحب المجموعة من السوق ثانياً. وفي ضوء النتائج تتخذ الاجراءات اللازمة بحق الشركة.

وقد وردنا من الشركة العصرية اللبنانية للتجارة المساهمة (بيبسي كولا)، بيان تؤكد فيه
"أنها تقوم بتعبئة مياه أكوافينا وفقاً لأعلى المعايير الفنية والصحية المطلوبة وهي حائزة على التراخيص القانونية المطلوبة من وزارة الصحة العامة ووزارة الصناعة. والشركة حائزة على تصنيف ايزو في مجال تعبئة هذه المياه".

وأوضح البيان أن "تعبئة مياه أكوافينا تتم في معامل الشركة وبواسطة تجهيزات ومعدات حديثة ومتطورة وفقاً لما تفرضه باستمرار القوانين والأنظمة المرعية الإجراء وشروط الشركة الأم شركة بيبسيكو العالمية التي تفرض رقابتها على سير الأعمال في المعامل بشكل دائم ومستمر".

واستغربت الشكرة "صدور رائحة مازوت من أحد العبوات، كونه لا يوجد ضمن المعامل أي خزانات مازوت قريبة من مستودعات الإنتاج أو التخزين عملاً بما تفرضه الشروط الصحية وشروط السلامة العامة. والشركة تنتج ملايين العبوات سنوياً دون أن تردها أي شكوى من أي مستهلك بهذا الخصوص. بالتالي، لو كانت المياه أو العبوات البلاستيكية تفوح منها روائح المازوت لكان هذا الأمر طاول عدداً كبيراً من العبوات وليس عبوة واحدة فقط".

وأكدت الشركة "عدم ورود أي مراجعة من قبل أي مرجع رسمي (وزارة الصحة، وزارة الإقتصاد، وزارة الصناعة...) أو من قبل التعاونية حيث تم شراء العبوة أو المستهلكين، بهذا الخصوص".