الثلاثاء 2018/01/23

آخر تحديث: 12:39 (بيروت)

عودة ثنائية الحريري- سعد: صيدا تنتخب في جزين

الثلاثاء 2018/01/23
عودة ثنائية الحريري- سعد: صيدا تنتخب في جزين
لوائح عدة ستخوض الانتخابات في صيدا- جزين (خالد الغربي)
increase حجم الخط decrease

في انتخابات العام 2009، حظي التيار الوطني الحر بمقاعد قضاء جزين النيابية الثلاثة (مارونيان وكاثوليكي)، مؤسساً لخلافات مع حركة أمل المتقاسمة مع حزب الله نواب جزين قبل هذا التاريخ. في الدورة ذاتها، أحكم تيار المستقبل قبضته على مقعدي صيدا السنيين، فدخل الرئيس فؤاد السنيورة الندوة البرلمانية ممثلاً المدينة إلى جانب النائب بهية الحريري. صناديق الاقتراع وحدها تحدد، لكن الانتخابات عادة ما تحدد وجهتها بناءً على أي قانون تجري وطبيعة التحالفات المتوقعة.

يتنامى الشعور لدى صيداويين أن نتائج الانتخابات المقبلة ستعيد إلى المدينة ثنائية نيابية (الحريري- سعد)، ليس لأن شعبية الحريريين لم تتراجع في مسقط الرأس، وليس لأن النائب السابق أسامة سعد توسعت قاعدته الشعبية، إنما بفعل قانون انتخاب لن يعيد، على علاته، إنتاج مشهد انتخابي قائم راهناً. والنسبية المشوهة المعتمدة ستنتج تغييراً ولو محدوداً. والأهم، الصوت التفضيلي ينفع في إعادة انتاج ثنائية نيابية في صيدا تتمثل فيها أكبر كتلتين انتخابيتين في المدينة.

بهية الحريري هي المرشحة من جانب تيار المستقبل، ولم يحسم أمر ترشيح مستقبلي آخر إلى جانبها، أقله حتى اللحظة. أما سعد فسيسترجع نيابة فقدها بفعل تسوية الدوحة، إذ جعل قانون الستين صيدا دائرة انتخابية متقوقعة على ذاتها تشبه انتخاباتها النيابية انتخاباتها البلدية، التي خسرتها أيضاً عامي 2010 و2016 لائحتان مدعومتان من التنظيم الشعبي الناصري. وسعد الذي خسر في دورة 2009، دخل الندوة البرلمانية بالتزكية مرتين، في 2002 و2005. وفي الحالين، كان الفصل هو للثنائي الشيعي.

الحديث عن كتلتين شعبيتين صيداويتين لا ينفي مطلقاً وجود قوى حزبية وشخصيات سياسية صيداوية مؤثرة تمتلك حيثية شعبية وجمهوراً واسعاً وقوة تجييرية. لكنها قوى لم تمتحن قوتها بشكل مستقل عن تحالفات انتخابية تكون طرفاً فيها، فضلاً عن ظهور كتلة أيدت في انتخابات بلدية صيدا لائحة قيل إنها دُعمت من أنصار الشيخ أحمد الأسير.

الصوت التفضيلي ينقل المعركة بين الخصوم لتصبح داخل التيار الواحد. يجزم بذلك جزينيون، مؤكدين أنها مسألة تزيد من خلافات العونيين، خصوصاً مع تعدد المرشحين المحتملين عن التيار. البعض يقول إن التيار قد ينقسم على ذاته ويذهب إلى تشكيل لائحتين تتحالف كل واحدة منهما مع أحد الفريقين الصيداويين القويين. وتكون إحداهما مدعومة من حزب الله. وفي نظر متابعين، خيار اللائحتين قد يكون ضربة موفقة، إذا أتقن التيار العوني توزيع أصواته وتحالفاته.

أما خوض التيار الانتخابات بلائحة موحدة متحالفاً مع تيار المستقبل فحسب، فهو أمر يعني توقع خسارته مقعداً مارونياً، خصوصاً مع تحالف سعد والمرشح الجزيني إبراهيم عازار. التيار والمستقبل يعيدان ترتيب علاقتهما مع القوات اللبنانية. واحتمال انضمام القوات إلى تحالفهما قد يدفع القوات إلى المطالبة بضم مرشحها عن المقعد الكاثوليكي في منطقة جزين. وهو أمر لن يقبل به العونيون. فبمن سيفرط المستقبليون في تحالفهم المتوقع؟

لا وجود لمقعد شيعي في دائرة صيدا- جزين، إلا أن للناخب الشيعي صوتاً وازناً ومؤثراً في مجرى العملية الانتخابية. قوى صيدا تنتظر قوى جزين لتحديد التحالفات، والعكس صحيح. وإن كان تحالف سعد- عازار ينحو في اتجاه التثبيت مع دعم شيعي واضح له. ووفق العاملين في مجال الاحصاءات الانتخابية، فإن كل حليف من كتلتي صيدا الانتخابيتين سيسهم في فوز مرشح جزيني متحالف معه.

لوائح عدة ستخوض الانتخابات. لكن، ماذا لو حصلت تسوية وضمت المرشحين الأقويين في صيدا في لائحة واحدة وبأوسع مروحة تحالفات، تحرم لوائح منافسة من تصويت وازن. خيار يبدو صعباً. فالحريري وسعد خطان متوازيان لا يلتقيان. فماذا لو اجتمع كل المتضررين من احتمالات عودة الثنائية الصيداوية، وحشدوا صفوفهم ودخلوا لائحة من اللوائح المحتمل تشكيلها؟

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها