الإثنين 2018/01/22

آخر تحديث: 00:20 (بيروت)

على الوعد يا عكار: الحريري وباسيل يتسابقان

الإثنين 2018/01/22
على الوعد يا عكار: الحريري وباسيل يتسابقان
تتكثف الوعود قبل أشهر من اجراء الانتخابات النيابية (عامر عثمان)
increase حجم الخط decrease

استطاع رئيس الحكومة سعد الحريري أن يحظى برضا أهالي عكار، في الجلسة التي عقدتها الحكومة في 18 كانون الثاني 2018، إثر إقرارها مشروع إنشاء فروع للجامعة اللبنانيّة في بعلبك والهرمل وجبيل وكسروان وعكار.

هذا المشروع "الحلم"، الذي سيفتح أمام العكاريين أبواب 5 كليات بعد مطالباتهم الحثيثة بذلك على مدار سنوات، بدأ يطرح علامات استفهام حول مصير الوعود الإنمائيّة الأخرى التي أطلقها الحريري لعكّار، لاسيما بعدما انضم إليه أخيراً وزير الخارجيّة جبران باسيل، الذي لم يتوانَ عن إطلاق مزيد من الوعود أثناء جولته العكّارية الأخيرة.

ثمّة ربطٌ تلقائيٌّ بين موعد الانتخابات النيابيّة والإصرار على إطلاق وعود الإنماء، لما في ذلك من مصلحة مشتركة تجمع تيّاري المستقبل والوطني الحرّ، في سعيهما إلى تعزيز وجودهما شمالاً. فما قبل التّسوية الرئاسيّة ليس كما بعدها. والشعارات السياسيّة بالنسبة إلى الحريري وباسيل في عكار، لن تُطعمهما خبزاً في صناديق الاقتراع. وحده الإنماء يصلح لخوض الحمالات الانتخابيّة. وهذا ما بدا واضحاً في تركيز الحريري على اعطاء الشمال حصّة كبيرة من مؤتمر باريس 4 المقبل، وتشديد باسيل على ضرورة إعداد عكار كي تكون منصّة لإعادة إعمار سوريا عبر إنشاء مرفأ إلى جانب مطار القليعات وسكة الحديد.

ذلك كلّه، لم يعفِ الرجلين من تهمة استغلال حاجات الناس في الإنماء لمكاسب انتخابيّة.

ينفي عضو المكتب السياسي لتيّار المستقبل في عكار سامر حدّارة، لـ"المدن"، أن تكون مشاريع الحريري لعكار مجرد وعود انتخابيّة. فـ "قبل إطلاق هذه الوعود، بدأ الحريري العمل منذ شهر شباط 2017، حيث شكّل لجنة لمتابعة المشاريع في السرايا الحكومي وكان يرأسها وزير الصحة غسان حاصباني، وعقدت أكثر من 22 اجتماعاً بحضور المحافظين ورؤساء اتحاد البلديات الذين قدّموا مقترحات على مستوى مناطقهم وقراهم. وفي ما يخصّ الشمال، سيحمل الحريري معه إلى مؤتمر باريس مشاريع تخصّ مرفأ طرابلس وسكة الحديد ومطار القليعات وتوليد الطاقة عبر الهواء في عكار. ولو كانت هذه المشاريع مجرد شعارات انتخابية، لم يمضِ فيها الحريري حازماً وجاداً".

يُقسّم حدّارة مشاريع لبنان بما فيه عكار إلى قسمين. مشاريع تُنفذ عبر الدولة اللبنانيّة، وأخرى تحتاج إلى كلفةٍ عالية لا تحتملها الدولة. فـ"المشاريع المخصصة لعكار وحدها، تفوق بمرتيّن كلفتها موازنة 2018". قريباً، "ستُرفع المشاريع إلى مؤتمر باريس 4، وسيسعى الحريري إلى الحصول على تمويل لها بعد الحصول على موافقة الحكومة عليها". في موضوع الكهرباء، أقرّ الحريري موضوع تمويل توليد الكهرباء عبر المراوح، وستبدأ من عكار. وذلك بعدما أقرت الحكومة قانون الشراكة مع القطاع الخاص، يقول حدّارة: "الحريري في عكار وكلّ لبنان، يتجه إلى شراكة حقيقيّة بين القطاعين العام والخاص. إذ لدينا رجال أعمال يحتاجون إلى قوانين وتسهيلات من الدولة، وهو ما يفعله الحريري للمرة الأولى، إذ يضع أولويات عالمية غير موجودة في لبنان، ستساهم في تقصير مدّة إنجاز المشاريع وتطويرها".

وفي ما يخصّ موعد عقد جلسة حكومية في طرابلس لمناقشة المشاريع المخصصة للشمال، يشير حدارة إلى أنّ الموعد سيُحسم قريباً، بعدما تأجل بحكم الظروف وفترة الأعياد. لكن، "هناك كثيراً من البنود التي كانت ستطرح على الجلسة الحكومية في طرابلس، أدرجت على جدول أعمال الحكومة وآخرها كان في ملف مطمر النفايات في طرابلس".

في المقابل، يُصرُّ النائب خالد الضاهر، في حديث إلى "المدن"، على وضع المشاريع المخصصة لعكار في سياق الوعود الانتخابيّة البحتة، مُرجحاً أنّ الناس لم تعد تصدق هذه الوعود قبل أشهر قليلة من الانتخابات.

يعتبر الضاهر أن نشاط باسيل في عكار يهدف إلى حصد أصوات الناس فحسب. فـ"سابقاً، لم نلقَ من باسيل إلّا كلّ ما يضرّ عكار". ويقدّم الضاهر "أهالي وادي خالد، الذين بدأ باسيل جولته من عندهم،  مثالاً. ويرى أن باسيل يُعتبر من أول الطاعنين في مرسوم تجنيس أكثر من 500 عائلة في المنطقة تعيش من دون هويات. بينما يجول حول دول العالم لإقناع اللبنانيين بإعادة تجنيسهم وهم لا يعرفون لبنان من الأصل. ولو كان حريصاً على عكار، لكان سعى إلى تجنيس أهالي وادي خالد المقيمين على أرضهم منذ ولادتهم".

في موضوع الطاقة، يُشير الضاهر إلى أن تيّار باسيل الذي استلم وزارة الطاقة والمياه قبل 15 عاماً، أقام نحو 20 سدّاً في لبنان، ولم يعمل على إنشاء سدٍّ واحد في عكار، رغم أنّ هناك دراسة مفصلة بشأن ضرورة إنشاء 4 سدود في عكار لا تتجاوز كلفتها 2% من تكاليف السدود الأخرى.

الأمر الآخر، وفق الضاهر، "هناك كليّة بحريّة أقرّت لعكار في حكومة الحريري، لكنّ باسيل اعترض وحوّل تنفيذ المشروع إلى البترون. كذلك، عند مناقشة مرسوم صرف 100 مليون دولار أميركي لفتح الأوتوستراد العربي في عكار، عارض باسيل ورفضه مع نواب تيّاره. حتّى في مشروع فتح فروع الجامعة اللبنانية، لم يأتِ خصيصاً لعكار، إنما بسبب ضغط نواب حزب الله وأمل لإنشاء فرع للجامعة في مناطقهم".

يُذكِّر الضاهر الحريري بمشروع إنشاء 3 جسور في عكار قدّمه مع نواب المنطقة، لكي يحل أزمة زحمة السير. الأول عند مستديرة ببنين- العبدة، والثاني عند مفرق برقايل- الجرد، وآخر عند مفرق منيارة. "منذ 10 سنوات، ونحن نطالب بهذا المشروع من دون جدوى، ولم يقبلوا بإنشاء جسرٍ واحد". أمّا مشروع سكّة الحديد، وفق الضاهر، فهو يهدف إلى إعادة إعمار سوريا، ولا ينظرون اليه من منطلق خدمة أهالي عكار، إنما لتشغيل الشركات الكبرى التي ستتولى الإلتزام به. يسأل الضاهر: "نحن لسنا ضدّ سكّة الحديد، لكن هل إنجازها أهم من تأهيل الطرقات وإنشاء الجسور؟".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها