الجمعة 2018/01/19

آخر تحديث: 14:17 (بيروت)

مجزرة المهربين: 13 قتيلاً والناجون يروون ما حصل

الجمعة 2018/01/19
مجزرة المهربين: 13 قتيلاً والناجون يروون ما حصل
محاولة تهريب قافلة من نحو 30 سورياً (لوسي بارسخيان)
increase حجم الخط decrease
لم تمض محاولة تهريب قافلة من نحو 30 سورياً، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال، على خير. إذ توفي 13 شخصاً، بينهم طفل بعمر سنة، وطفلة بعمر السنتين، وطفلة بعمر 6 سنوات، وفتاة قاصر بعمر 14 سنة وأخرى بعمر 15 سنة، إضافة إلى 6 سيدات أخريات، ورجلين، أحدهما الراعي. فيما نجحت أم بنقل بناتها الثلاث اللواتي تراوح أعمارهن بين سنتين وأربع سنوات إلى المستشفى، حيث ذكر أن حالة اثنتين منهن غير مستقرة. 


عبير (18 سنة) واحدة من الناجين مع جنينها في رحلة العذاب. لكنها بقيت وحدها، بعدما تحملت الشقاء مع والدتها وشقيقتيها وطفل أحدهما. لم تسمح لها قوتها الجسدية بقطع مسافة أمتار للتعرف إلى جثث أفراد عائلتها، فألتقطت لهؤلاء صورة جامعة، تمكنت من خلالها من تحديد هوياتهم، فيما كان محمد لا يزال ينتظر العثور على جثتي والده وزوجة شقيقه، اللذين لم ينجحا بإكمال الرحلة أيضاً.

يروي محمد أن قافلة المهربين انطلقت نحو التاسعة من ليل الخميس العاصف، في 18 كانون الثاني 2018، حيث كان بينهم عدد كبير من السيدات والأطفال، ومعظمهم لا يعرف طبيعة المنطقة الجبلية التي أخبروا أنهم سيجتازونها سيراً.

وسط طقس تحول عند منتصف الليل إلى عاصف ومثلج، مع رياح استثنائية، لم يعد حتى الراعي، وهو الدليل، واثقاً من قدرته على اكمال المسيرة، علماً أن الناجين تحدثوا عن راعيين ملثمين كانا برفقتهم.

تسارعت خطوات محاولي النجاة، ليخلفوا وراءهم من تعثروا في وسط الطريق. أضاع معظمهم الاتجاهات وسارت كل مجموعة في اتجاه مختلف. لتقع أكثر من نصف القافلة في وهن، قبل أن يتناثر أفرادها جثثاً.


استنفرت أجهزة مخابرات الجيش والقوى الأمنية والدفاع المدني لجمعها. فعثر على بعضها قرب مكب نفايات الصويري والبعض الآخر قرب خزان مياه البلدة، حيث وجدت أيضاً جثة ابنة الست سنوات، فيما بقي آخرون يجاهدون حتى الرمق الأخير ليسقطوا عند أقرب منحدر مطل على بلدة الصويري.

على باب أقرب بيت طرق أحدهم مستنجداً بسكانه نحو الرابعة فجراً، الجمعة في 19 كانون الثاني، إلا أن صاحب البيت (العسكري)، رفض أن يأخذ على عاتقه مسؤولية مساعدة المخالفة الجزائية للأشخاص المهربين، فأعطاه زوج جوارب وبعض الطعام، وطلب منه المغادرة، قبل أن يسمع صوت كسر زجاج سيارته التي كانت مركونة في المكان، حيث تهافت عليها الناجون محاولين الاحتماء من برودة الرياح التي اشتدت سرعتها.

بين هؤلاء كان الراعي (25 سنة)، الذي لم تكتمل مغامرته هذه المرة، بل فارق الحياة خلال نقله إلى المستشفى، بالإضافة إلى محمد ورجل آخر، نقلهما الجيش مع عبير إلى المستشفى، فيما فر الراعي الثاني أثناء محاولة الجيش توقيفه، ليبقى "المهرب" الأكبر حراً طليقاً ينعم بالدفء في بيته، ويخطط ربما لأرباح اضافية يجنيها من عمليته التالية.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها