الأربعاء 2018/01/17

آخر تحديث: 12:32 (بيروت)

زحلة تبحث عن مرشح كاثوليكي

الأربعاء 2018/01/17
زحلة تبحث عن مرشح كاثوليكي
الأحزاب لن تتبادل الصوت التفضيلي (عزيز طاهر)
increase حجم الخط decrease
لا تلقى الدعوة التي وجهها مطران الكاثوليك عصام درويش لتشكيل لائحة انتخابية واحدة يتمثل فيها كل الأفرقاء السياسيين، آذاناً صاغية في منطقة قضاء زحلة. فتشكيل مثل هذه اللائحة يصطدم بعوائق "استراتيجية"، تتخطى حدود المدينة إلى شكل التحالفات السياسية على المستوى المركزي. 


يظهر استطلاع الأطراف المعنية بالدعوة عوائق التلاقي هذه، بين تيار المستقبل وحزب الله، ثم القوات اللبنانية وحزب الله، يضاف إليها حتى الآن عائق تلاقي القوات مع المستقبل، والمستقبل مع النائب نقولا فتوش، والقوات مع فتوش، وميريم سكاف مع فتوش، والقوات مع سكاف، في وقت يؤكد النائب السابق سليم عون أن التيار الوطني الحر هو الوحيد الذي بدد كل هذه العوائق، وصار جاهزاً لارساء تعاون انتخابي مع أي طرف، من دون أن يترك ذلك ترددات سلبية على قاعدته الشعبية التي ينطلق منها.

وإلى أن تُبدد هذه العوائق على طريق نسج التحالفات وتشكيل اللوائح، تشكل زحلة خليطاً سياسياً متناقضاً يكاد يكون كل طرف فيه له تأثيره الفاعل في الحاصل الانتخابي المطلوب لتأمين مقعد أو اثنين في البرلمان المقبل.

في الشكل، قد يبدو مصدر ذلك قوة ينطلق منه كل طرف لتحسين موقعه في أي لائحة يمكن أن تشكل. لكن عملياً، فإن تحفظ الأطراف على استخدام حاصلها كرافعة للأطراف الأخرى، يبدد حظوظ التحالفات الانتخابية، لمصلحة نشوء أكثر من ثلاث لوائح تريح زحمة المرشحين المهرولين إلى البرلمان، لكن من دون أن تضمن وصولهم، إلا إذا أنعم عليهم بـ"امتياز" الصوت التفضيلي، الذي سيتنافس عليه حتى مرشحو اللائحة الواحدة.

في المقابل، يبدو المرشح القوي المطلوب في حبك التحالفات شخصية نادرة في زحلة، خصوصاً على المستوى الكاثوليكي. إذ لا يمكن لأي لائحة أن تكتسب شرعيتها من دون غطاء كاثوليكي، فيما هذه المظلة لا تتوفر حتى الآن سوى من خلال ثنائي سكاف- فتوش، الذي لا مصلحة له بولادة شخصية ثالثة.

ووفق المطلعين على تشكيل اللوائح الانتخابية يتحمل المجتمع الزحلي المسؤولية في عدم فرز شخصيات جديدة منذ عقود، معولين على قانون الانتخابات الجديد في ذلك، خصوصاً أنه حتى الأحزاب لم تعد قادرة على ترشيح أشخاص لا يتمتعون بالحيثية الشعبية. عليه، يرى المراقبون أن مطران المدينة يمكنه أن يلعب دوراً في فرز شخصية كاثوليكية إذا أعلن دعمه المباشر والصريح لها. إلا أن ذلك يصطدم في زحلة بالنظرة السياسية "المشككة" بدور المطران درويش منذ توليه مهام كنيسته.

ويمكن للقوات إذا شاءت أن تفرز غطاءً كاثوليكياً ثالثاً، إذا وضعت حاصلها الانتخابي لمصلحة مرشح يتمتع بحضور زحلي، ويكون مقبولاً من مجتمعها، خصوصاً أن القوات لم تحسم مرشحها الأساسي على خلاف التيار الذي سمى سليم عون مرشحاً رئيسياً. وأعلن التعاون مع مرشح كاثوليكي من خارج الثنائية، منفتحاً في ظل "الحرص على الخصوصيات الزحلية" على أي تحالف سواء مع فتوش أو سكاف.

في ظل هذا الواقع، يظهر حراك سياسي بديل من نواب سابقين للاستفادة من نقاط الضعف التي خلفها تسليم قرار زحلة للأحزاب السياسية في الدورات الانتخابية السابقة، فيما يبدو "النفي" سيد الموقف وسط ما يشاع عن لقاءات وتحالفات ناشئة هنا وهناك. وبعد النفي الذي عمم على لسان سكاف عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن لقاءات جمعتها مع مرشحين وأطراف سياسية، ينفي عون لـ"المدن" ما يحكى عن تحالفات باتت مكتملة مع فتوش، أو ترشيح انتخابي لشخصيات أخرى، واضعاً ذلك في اطار التشويش الإعلامي على الجهود التي تبذل، للخروج بلوائح مكتملة المعالم ضمن المهل الدستورية المحددة.

ويشير عون إلى تراجع الحظوظ في زحلة للجمع بين المستقبل وحزب الله على لائحة واحدة، بعدما كان ذلك ممكناً قبل استقالة الرئيس سعد الحريري وعودته عنها، خصوصاً أن التيار الازرق لن يخاطر بمخالفة قاعدته الشعبية، التي لا تزال ترفض أي تعاون انتخابي مع حزب الله، حتى لو كان المسار السياسي يؤشر إلى تعاون سياسي حتمي بعد الانتخابات قوامه الأحجام السياسية التي تبدو مؤشرات تغييرها ضئيلة، سواءً أكان في زحلة أم خارجها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها