الأحد 2018/01/14

آخر تحديث: 09:58 (بيروت)

هذا هو عالم السجون: رواية نزيل سابق

الأحد 2018/01/14
هذا هو عالم السجون: رواية نزيل سابق
يعاني السجناء من الروتين (خليل حسن)
increase حجم الخط decrease

"حياة ثانية" هي تلك التي يعيشها اليوم جان كلود حنين (44 عاماً)، الذي كان حبيس إحدى غرف مبنى المحكومين في سجن رومية. وبعد خروجه إلى الحرية، عاد ليحكي عن معاناة آلاف السجناء الذين يتأخر إطلاق سراحهم بسبب عدم قدرتهم على دفع كفالتهم. كما هي حال حنين، الذي تأخر خروجه مدة من الزمن بعد انتهاء محكوميته لعدم قدرته على دفع مليونين ليرة.

حنين، الذي كان أستاذاً في الرهبنة الأنطونية، دخل السجن بسبب شيكات مرتجعة بلا رصيد. وهو يروي لـ"المدن" أنه تعرض لعملية نصب على يد الأب ح.خ التابع لإحدى الرهبنات. وقد خسر جميع أمواله وممتلكاته التي ورثها عن أهله.

في 25 آب 2017 خرج حنين من السجن، بعدما قضى فيه سنة وشهرين. ورغم أنه شهد في بداية محكوميته بعض الفوضى داخل السجن، إلا أن الدولة تمكنت من ضبط المبنى إلى حد ما. لكن، هذا الضبط لم يتمكن من حمايته من طعنة شفرة مزدوجة في رقبته في 19 آب 2017، وجهها له أحد السجناء "المشهورين بعدوانيتهم"، الذي تمكن من الالتفاف على الاجراءات الأمنية وإبقاء شفرة الحلاقة في حوزته.

ضيق السجون
يقول حنين إن السجون مكتظة ولا تراعي توزيعاً دقيقاً للسجناء. فهو كان موجوداً في غرفة يمكنها أن تستوعب ثلاثة سجناء، بينما وضع فيها سبعة. فكان هناك ثلاثة أسرّة، فيما كان هناك أربعة آخرون يفترشون الأرض. كما أن عملية التوزيع لا تأخذ بالإعتبار فداحة الجرم. ففي الغرفة نفسها يجتمع تاجر المخدرات، مع المحكوم مؤبداً والقاتل والمتهمون بجرائم مالية.

ويفتقد السجين للخصوصية. فإذا كان حنين قد حظي بفرصة قضاء محكوميته في غرفة مزودة بباب للمرحاض، فإن آخرين يجدون أنفسهم غير معزولين إلا بستار من القماش، ناهيك بوجود طباع مختلفة. فمنهم من يريد مشاهدة التلفزيون، ومنهم من يفضل النوم أو غير ذلك. ما يخلق ضغطاً نفسياً لأنه "بسبب النَفَس قد ينشأ شجار". وفي السجن، يحاول بعض السجناء استغلال أي تراخٍ لممارسة هيمنتهم على السجناء الآخرين، وتحديداً من بين أصحاب الأقدمية. وفد ضُبطت في الفترة الماضية بعض المخدرات قبل ترويجها. كذلك، بعض الأجهزة الخليوية.

بعض الامتيازات
يشير حنين إلى إمكانية "اكتساب مكانة" داخل السجن. فالسجين الذي تجد السلطات أنه ملتزم بالنظام، تستعين به في بعض المهمات التنظيمية ضمن فريق "خدم السجن". هكذا، تولى حنين مهمة مساعد في تفتيش الأغراض التي يتلقاها السجناء من الخارج. ما منحه امتياز الاتصال اليومي بعائلته لمدة 7 دقائق. أما السجناء الآخرون فهم يستخدمون الهاتف مرة كل يومين.

وهذه الاتصالات أغنت عائلته عن زيارته أيام المواجهة. فهو كان يُصر على عدم توجهها إلى السجن لعدم تعرضها للمضايقة، خصوصاً زوجته، التي قد تتعرض لمعاملة غير لائقة من بعض العناصر غير المنضبطة.

لكن، الامتياز الأهم هو الحصول باستمرار على علب الدخان. إذ إنها العملة المعتمدة لتبادل الخدمات في السجون. فغسيل الملابس أو قص الشعر يتم لقاء علبة يونايتد.

روتين الأيام
في السجن، يعاني السجناء من الروتين. "كل الأيام تشبه بعضها". فبعد الساعة الخامسة يتم التعداد وتغلق أبواب الأقسام. فيجتمع السجناء للعب الورق أو يقومون بالطبخ، عندما لا يعجبهم الطعام الذي يوزع عليهم. وخلال فترة السجن، أنشأ حنين علاقات مع السجناء. فهو ما زال يتلقى اتصالات من سجناء من الداخل على أمل مساعدتهم مع بعض الجمعيات.

ويتحدث حنين عن وجود مرافق رياضية، مثل ملاعب كرة الطائرة وكرة السلة، ومكتبة يلجأ القليل من السجناء إليها للقراءة. ويشير إلى مفارقة أن هناك العديد من المرافق التي لا يتم تفعيلها. ففي السجن مصنع لا يتم تشغيله. ما كان سيؤمن دخلاً للسجناء.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها