الأحد 2018/01/14

آخر تحديث: 15:46 (بيروت)

انفجار صيدا: لماذا حمدان؟

الأحد 2018/01/14
increase حجم الخط decrease
عندما كان الفلسطيني محمد عمر حمدان (33 عاماً) متوجهاً إلى سيارته من نوع BMW بيضاء اللون، المركونة في موقف مبنى سكني يقطنه قرب مدرسة الايمان في منطقة البستان الكبير محلة الوسطاني في صيدا، الأحد في 14 كانون الثاني 2018، انفجرت عبوة ناسفة زنتها 500 غرام وكمية من الكرات الحديدية، كانت موضوعة داخل السيارة. ما أدى إلى اصابته بجروح طفيفة جداً بقدمه. 


الانفجار عكر صباح أحد صيدا، التي بقيت بمنأى عن التفجيرات الارهابية التي طاولت قبل سنوات أماكن وتجمعات في بيروت والضاحية والبقاع. بلبلة وذعر خلفهما الانفجار، وبدت شوارع صيدا خالية من عجقة المتسوقين، خصوصاً أن الانفجار وقع في مكان تنتشر فيه المباني السكنية خلف الأوتوستراد الشرقي حيث المؤسسات التجارية، وبالقرب من مكان اغتيال الموساد الإسرائيلي في أيار 2006 القيادي الأمني والعسكري البارز في حركة الجهاد الإسلامي الصيداوي محمود المجذوب وشقيقه نضال عبر تفجير سيارتهما المركونة.

ضرب الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في مكان الانفجار. وقامت الأدلة الجنائية بمسح دقيق لمسرح الانفجار. سحب الدخان تعالت. وحجبت لساعات طبيعة الحادث وأهدافه. وما زاد من الغموض عدم تحديد دور حمدان في حركة حماس والموقع الذي يشغله فيها، بين قائل إنه مكلف بمهمات أمنية تنسيقية تتطلب أن لا يكون في دائرة الضوء وغير معروف إعلامياً أو يعمل في جهاز العمليات الخاصة، وبين مؤكد أنه لا يعدو كونه عضواً عادياً في حماس، وهو ليس شقيق القيادي البارز أسامه حمدان.

لمهمات المستهدف أهمية في تحديد الجهة المستهدفة. وقد حضرت فرضية وقوف إسرائيل وراء الانفجار بقوة، وعززتها أنباء تحدثت عن سماع صوت طائرات إسرائيلية من دون طيار في سماء منطقة صيدا والمخيمات.

وبناءً على أن زنة العبوة كانت أقل من نصف كيلوغرام، يؤكد متابعون أن العملية ربما لا تشبه عمليات اغتيال قامت بها إسرائيل في لبنان. إذ عادة ما يصل موج العبوة الانفجاري في عبوات القتل الإسرائيلي إلى سبعة أمتار. وهي تُحشى بمواد حارقة ومسامير لا يسلم منها المستهدف.

على أن ذلك لا ينفي وقوف إسرائيل وراء ذلك. وهذا ما أكده بيان صادر عن حركة حماس، قالت فيه إن "المؤشرات الأولية تميل إلى وجود أصابع صهيونية خلف هذا العمل الاجرامي". أما مسؤول حماس في منطقة صيدا الدكتور أيمن شناعة فيقول لـ"المدن" إن "أي عمل يستهدفنا في حماس نوجه مباشرة أصابع الاتهام إلى العدو الإسرائيلي، الذي هو غير بعيد من استهدافنا. والأخ المستهدف هو كادر تنظيمي متوسط في منطقة صيدا، ونترك لتحقيقات الأجهزة الأمنية اللبناليه من نتائج".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها