الأربعاء 2018/01/10

آخر تحديث: 08:14 (بيروت)

القوات والكتائب: خطوبة موالٍ ومعارض

الأربعاء 2018/01/10
القوات والكتائب: خطوبة موالٍ ومعارض
التفاهم بين الكتائب والقوات قائم على المبادئ الأساسية (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

مع بدء العدّ العكسي لموعد الانتخابات النيابية المقبلة، وفي ظلّ خلط الأوراق في التحالفات السياسيّة، وبعدما وصلت العلاقة بين حزبي القوات والكتائب إلى حد المقاطعة، عادت قنوات التواصل بينهما لتُفتح مجدداً. ويتولّى هذه المهمة عن القوات النائب فادي كرم، وعن الكتائب رئيسه سامي الجميل والنائب سامر سعادة. غير أنّ هذا الحوار، رغم تقدّمه خطواتٍ إلى الأمام، لا تزال تعترضه مطبّات عدّة.

ففي وقت نجحت لقاءات التواصل هذه بوضع حدّ لحملات الاستهداف على مواقع التواصل الاجتماعي أو حتى عبر وسائل الاعلام، إلا أنها لم تثمر حتى الساعة تقدماً في العلاقة، إن على المستوى السياسي العام أو الانتخابي بشكل خاص. وهو ما تؤكّده مصادر مطّلعة على المفاوضات لـ"المدن". فرغم كون التفاهم بين الكتائب والقوات قائماً على المبادئ الأساسية، وبالتالي لا خلاف في المقاربة المتّصلة بموضوع سلاح حزب الله والنظام السياسي في لبنان ودور لبنان الخارجي وغيرها من العناوين، إلا أنّ تبايناً يبرز بين الجانبين على مستوى التصوّر السياسي المشترك والمقاربة الموحّدة للأمور.

فحزب الكتائب يرى أنّ المواجهة تكمن بين السلطة والمعارضة، فيما لا توافقه القوات الرأي، على اعتبار أن هذا الوضع هو استمرار للوضع نفسه منذ العام 2005. بالتالي، ترفض القوات تصوير الوضع على قاعدة "أكثرية في السلطة وأقليّة في المعارضة"، مؤكدة إمكانية مواجهة التقصير الحكومي والتعطيل من داخل الحكومة. وتسأل القوات: هل يمكن تشكيل حكومة من دون حزب الله أو تيار المستقبل أو التيار الوطني الحر؟

وتدعو القوات إلى مقاربة الموضوع انطلاقاً من أن الصراع الحقيقي يكمن بين من هو مع دولة فعلية في لبنان، سيدة على أرضها، ممسكة بقرارها الاستراتيجي، وبين من هو مع إبقاء لبنان ساحة مستباحة للدول الاقليمية وإبقاء الدولة معلقة وإبقاء الدويلة أقوى من الدولة، وإلّا فليتم الإعلان بشكل واضح عن رفض المساكنة مع حزب الله.

وتقول المصادر إنه انطلاقاً من إلزاميّة تحالف الطرفين على قاعدة تصوّر سياسي مشترك ومقاربة موحّدة للأمور، من المفترض أن ينضج هذا الحوار أكثر فأكثر فسحاً في المجال أمام كسر الحواجز والعوائق، وصولاً إلى تخصيص جلسة لمقاربة ملف الانتخابات على مستوى اللوائح والمناطق.

وترى المصادر أن الكلام عن حوار "انتخابي" لا يصح قبل أن تعقد القيادتان الحزبيتان القواتية والكتائبية لقاءً مشتركاً في هذا الاطار، ويضم المسؤولين المتخصصين بالشؤون الانتخابية للحزبين، بهدف دراسة التحالفات بشكل موضوعي في مختلف الدوائر الانتخابية، على أن يصار إلى اتخاذ قرار التعاون والتحالف الانتخابي بين الحزبين، وترجمته ميدانيّاً من خلال المسؤولين وأصحاب الاختصاص. فيتم على الإثر تخصيص دوائر معينة لمرشحين قواتيين ودوائر أخرى لمرشحين كتائبيين.

ولا تستبعد المصادر في حال تواصلت الاتصالات على الوتيرة نفسها أن يُكلّل الحوار بالنجاح، خصوصاً أن كل من الحزبين يعتبر الآخر حليفاً تاريخياً له يتقاطع معه على المبادئ والمنطلقات والأهداف نفسها. بالتالي، من الخطأ عدم التوصل إلى مقاربة مشتركة سياسية- انتخابية لخوض عملية الانتخابات.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها