السبت 2017/09/09

آخر تحديث: 06:28 (بيروت)

في لبنان نشرب الألياف البلاستيكية.. صحة وهنا

السبت 2017/09/09
في لبنان نشرب الألياف البلاستيكية.. صحة وهنا
لم يكتشف العلماء تأثير هذه الألياف على صحة الإنسان بعد (علي علوش)
increase حجم الخط decrease

المياه التي نشربها في لبنان، بمختلف مصادرها، ليست صحية. هذا ما يمكن استنتاجه من حلول لبنان في المركز الثاني، بعد الولايات المتحدة الأميركية، في نسبة الألياف البلاستيكية في مياه الشرب، وفق العينات التي استندت إليها دراسة أجرتها منظمة "أورب ميديا"، في نحو 10 دول. إذ بلغت نسبة تلوث المياه بهذه المادة في لبنان بـ93.8%، بفارق 0.6% عن الولايات المتحدة.

العينات اللبنانية أخذت من بيروت الكبرى ونهر الليطاني، وفق ما قال لـ"المدن" حسام حوا، وهو مدير شركة "ضفاف" المتخصصة بالإدارة البيئية والموارد المستدامة، التي شاركت في الجزء اللبناني من الدراسة.

وفي حين أن هذه الدراسة مازالت في طورها الأولي وتحتاج إلى مزيد من التعمق والشمولية، لتصبح دراسة احصائية، وفق حوا، فإنها "تُنبئ بخطر يهدد صحّة الإنسان عالمياً، خصوصاً في البلدان الأقل تطوراً مثل لبنان".

لكن الباحثين لم يكتشفوا بعد السبب الحقيقي لتلوث المياه بهذه المواد. ويشرح حوا أن تنوع مصادر المياه في المنازل اللبنانية سيزيد الأمور تعقيداً، لأنه يعرقل عملية اكتشاف مصدر التلوث. لكنه يتوقّع أن تكون المياه الجوفية ملوّثة بالألياف البلاستيكية بسبب تداخلها مع مياه البحر، التي تصب فيها مياه المجاري. بالتالي، فإن المناطق السكنية التي تستمد مياهها من الآبار قد تكون أكثر تعرضاً لهذا الخطر، رغم أن نتائج الدراسة في الولايات المتحدة بيّنت أن مياه الشرب المعبأة في القناني ملوثة بالألياف البلاستيكية أيضاً.


وتشمل الأسباب التي يتوقع حوا أنها تؤدي إلى هذا التلوث إعادة استعمال مياه المجاري أو الغسيل، لأن الألياف البلاستيكية تكون موجودة فيها أصلاً، بالإضافة إلى تلوث المياه السطحية المكشوفة بالملوثات التي تنتقل عبر الهواء ومنها الألياف البلاستيكية.

لم يكتشف العلماء تأثير هذه الألياف على صحة الإنسان بعد. لكن خطورتها، وفق صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، تكمن في جذبها أنواع الباكتيريا الموجودة في مياه المجاري وقدرتها على امتصاص مواد كيميائية سامة، لتعود وتفرزها في الجسم، وفق بحوث أجريت على الحيوانات البرية.

وإذا أثبتت صحّة الأرقام التي ظهرت في الدراسة الأولى، فإن ذلك يعني أن خطوات عالمية يجب أن تؤخذ للحد من انتشار هذا الخطر. لكن الحل الأول لهذه الأزمة يجب أن يبدأ من "إدارة النفايات"، وفق "ذا غارديان"، وتحديداً المواد البلاستيكية لناحية إنتاجها واستعمالها وإعادة تدويرها.

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها