الجمعة 2017/09/08

آخر تحديث: 18:22 (بيروت)

الشهيد إبراهيم مغيط.. حيٌّ حتى آخر لحظة

الجمعة 2017/09/08
الشهيد إبراهيم مغيط.. حيٌّ حتى آخر لحظة
اكتفى شقيقه بالتذكير: "لن نسكت ولن تموت القضيّة" (جنى الدهيبي)
increase حجم الخط decrease

على جسر القلمون، الجمعة في 8 أيلول، كان استقبال عسكريي الشمال الأربعة مهيباً. شهيدان سلكا طريقهما إلى بلدة فنيدق في عكار، وآخرٌ إلى بلدة عزقي في الضنيّة. وحده الشهيد إبراهيم مغيط أكمل طريقه من الجسر إلى منزله في القلمون، محمولاً على الأكف.

لهذا الجسر، الذي شهد في السنوات الثلاث الماضية اعتصامات وقطع طرق للمطالبة بكشف مصير مغيط ورفاقه، رمزيّته. أبناء البلدة، اجتمعوا منذ الصباح أمام الجسر لاستقبال مغيط الشهيد. الرجال يطلقون الرصاص في الهواء ويهتفون بالتكبير لروح الشهيد، والنساء ينثرن الأرز والورود على النعش، والأطفال يرفعون صور مغيط ببدلته العسكرية، ويهتفون باسمه.

مغيط، البالغ 33 عاماً، لم يستطع تحقيق حلم أهله وزوجته وأولاده الثلاثة، بالعودة حيّاً. "حتى آخر لحظة من صدور نتائج DNA، كنّا نعيش على أمل أن يكون إبراهيم حياً، لكن النتيجة قاهرة. جرحنا كبير وشعورنا بالظلم والخذلان أكبر"، تقول عمته وفاء.

عند وصول نعش إبراهيم إلى منزل أهله في القلمون، كان دخوله صعباً. المئات من أقربائه ورفاقه وجيرانه يريدون الدخول لوداعه. مشهد النعش فوق طاولةٍ خشبيّة كبيرة، أذرف دموع الجميع. زوجته وعمّاته وخالته حوله. تارةً يصرخن غضباً ونكراناً لفراقه، وتارةً يصمتن استسلاماً للقدر. والد إبراهيم، الذي انهكه الشيّب والتعب، يجلس على كرسيّه منهاراً ويتأمل نعشه. أمّا شقيقه نظام، فلم يتمالك أعصابه هذه المرّة. وهو الذي كان يردد دائماً أنّ إبراهيم ورفاقه هم "شهداء الاهمال واللامبالاة والتآمر وتخاذل السياسيين والدولة"، لم يشأ الحديث اليوم احتراماً لحزنه، واكتفى بالتذكير: "لن نسكت ولن تموت القضيّة".

في القلمون، الالتفاف حول الجيش، قابله التفافٌ حول الغضب من السياسيين وتحديداً وزير الداخلية نهاد المشنوق. ثمّة تشكيك في الرواية وإصرارٌ على أنّ الدولة "باعت" عسكرييها وتخلت عنهم. فالكلُّ يُجمع على عبارة: "الله لا يسامح لي كان السبب".

غاب أولاد إبراهيم الصغار عن الحدث المفجع، لعدم أذيتهم نفسيّاً. فهم لا يعرفون أن والدهم قُتلَ، ويظنون أنه مسافر.

خرج نعش إبراهيم على الأكف من بيت أهله، متوجهاً إلى بيته، قبل دفنه في مثواه الأخير. وفي طريقه، كان له وقفةٌ لإزالة الستار عن الشارع الذي سمي باسمه: "شارع الشهيد إبراهيم مغيط".

increase حجم الخط decrease

التعليقات

التعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها