قارورة غاز "موقوتة" تقتل خاطر ملحم.. في شحيم

لم يكمل خاطر بهيج ملحم (70 عاماً) يومه كما عادته بالاهتمام بحديقته وانتظار عودة أبنائه إلى المنزل، بعدما قضى جراء إنفجار قارورة غاز في منزله في شحيم، الخميس في 7 أيلول.

خاطر، المعروف بين أبناء بلدته بأبو محمد، خرج إلى الغرفة المجاورة للمنزل، التي تحتوي على المونة وبعض الحطب، ثم دوى صوت إنفجار. فهرعت زوجته ومن كان في المبنى والجيران لتعقب الصوت، فوجدوه مرمياً على أرض الغرفة، وفق رواية أقاربه.

توفي خاطر على الفور نتيجة تسرب الغاز من قارورة موجودة في الغرفة، عند الساعة التاسعة، من صباح الخميس، وفق التحقيقات الأولية لقسم المباحث الجنائية في الشرطة القضائية.

وأكدت مصادر الشرطة القضائية لـ"المدن" أن لا دوافع جرمية وراء الحادث، بل هو حادث منزلي، وسط نفي تام لفرضية الانتحار. وتشير المصادر إلى وجود فرضيتين بشأن الإنفجار: إما أنه أشعل قداحة ليرى داخل الغرفة أو أنه كان يريد التدخين.

من يعرفون خاطر يصفونه بـ"الرجل البيتوتي"، هو الذي يقطن في منزل مع أولاده، ويجاوره إخوته وأولادهم. وكان يعمل في التجارة العامة والمقاولات، وكون أسرة مؤلفة من أربعة أولاد. وعندما أسس لهم حياتهم وأصبح لكل منهم وظيفته تقاعد في منزله لعلّه ينعم ببعض الراحة في مرحلة الشيخوخة.

لكن الشائعات التي تحدثت عن انتحاره أزعجت أولاده. ويشير إبن أخيه سالم ملحم، في حديث إلى "المدن"، إلى أن "عمي المحب كان بكامل قوته الجسدية والعقلية رغم تقدمه في العمر. وما حصل هو قدره. وكان يمكن لأي فرد من أفراد الأسرة أن يكون مكانه".

هكذا، صار خاطر واحداً من ضحايا القنابل الموقوتة الموجودة في منازل المواطنين ومؤسساتهم. فقوارير الغاز المستخدمة مرّ عليها الزمن وغزاها الهريان والصدأ وفقدت شروط الأمان. فنادراً ما يمرّ يوم من دون الإبلاغ عن حريق أو إنفجار قارورة غاز في المناطق اللبنانية.

وكانت وزارة الطاقة قد تجاهلت التحذير الذي أطلقه منذ نحو عام نقيب موزعي الغاز في لبنان فريد زينون بشأن المخاطر التي تشكلها قوارير الغاز القديمة على حياة المواطنين، داعياً الوزارة إلى استبدالها بقوارير جديدة تحوز كامل مواصفات وشروط الأمان.